التخطي إلى المحتوى

لا يزال إبراهيم سعد الماضي يكافح من أجل إطلاق سراحه والده المعتقل في الرياض، وقد ذكر أنه لم يتحدث مع والده، وأن وزارة الخارجية الأميركية لا تعلم شيئا عن حالته منذ 10 أغسطس.

وفي مقابلة مع شبكة “أي بي سي” الإخبارية، أكد إبراهيم أن والده سعد الماضي، 72 عاما، وهو مواطن أميركي سعودي، تعرض للتعذيب لانتزاع اعترافات لتهم وجهت له متعلقة “بالإرهاب ومحاولة زعزعة استقرار المملكة”. كما وجه الابن رسالة إلى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وفي معرض إجابته عن امتلاكه أي دليل بشأن تعرض والده للتعذيب داخل السجون السعودية، قال إبراهيم الماضي: “هذه هي كلماته ورده على القاضي. أراد القاضي أن يحكم عليه بالسجن لمدة 42 سنة وبعد رد والدي على الطريقة التي سارت بها التحقيقات، خفضوا (العقوبة) إلى 16 سنة”.

واعتقل سعد الماضي، الذي يقيم في فلوريدا، خلال شهر نوفمبر 2021، أثناء زيارة عائلية للسعودية وحكم عليه بالسجن 16 عاما.

وجاء الاعتقال بسبب 14 “تغريدة معتدلة” نُشرت على تويتر خلال السنوات السبع الماضية، انتقدت في الغالب سياسات الحكومة والفساد المزعوم، حسبما صرح نجله الشهر الماضي لوكالة أسوشيتد برس.

وقال إن والده لم يكن ناشطا، بل كان مواطنا عاديا يعبر عن رأيه أثناء وجوده في الولايات المتحدة، حيث حرية التعبير حق يكفله الدستور.

قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لشبكة “أي بي سي”، “لقد أثرنا مخاوفنا باستمرار وبشكل مكثف فيما يتعلق بقضيته على المستويات العليا في الحكومة السعودية مرات عدة، في كل من واشنطن والرياض، وسنواصل القيام بذلك”.

وأضافت الوزارة أن “الحكومة السعودية تتفهم الأولوية التي نوليها لحل هذه المسألة”.

وتأتي هذه المسألة في وقت تعمل فيه إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على إعادة تقييم علاقتها مع السعودية، وذلك ردا على إعلان مجموعة “أوبك بلاس” خفض إنتاج النفط رغم اعتراضات الولايات المتحدة.

وفي حديثه الأخير لشبكة “أي بي سي” الإخبارية، قال إبراهيم إن آخر مرة رأى فيه والده كان يعتقد أن كل شيء على ما يرام.

وأضاف: “لم أكن أعرف عن وضعه حتى 20 ديسمبر. عندها تواصلتُ مع وزارة الخارجية وسفارتنا في الرياض.. قالوا لي: سنحاول تحديد مكان والدك. ليس لدينا أي فكرة عن مكانه الآن”.

وأوضح أنه، حتى 29 مارس، لم يكن يعرف شيئا، بعد أن توصل الدبلوماسيون الأميركيون إلى أن الأب في سجن الحائر.

ولم تعلق السعودية على قضية اعتقال سعد الماضي منذ أنباء اعتقاله التي انتشرت الشهر الماضي.

وقال ابنه إبراهيم: “إنه سجن سياسي يلقون فيه بكل السعوديين هناك بسبب ممارسة حرية التعبير، وهي ليست موجودة في دستورهم هناك، ولكن كمواطنين أميركيين، لدينا ذلك”.

وتابع: “على البيت الأبيض أن يعترف بوالدي.. وزارة الخارجية ليس لديها أخبار عن والدي منذ 10 أغسطس. إنه مواطن أميركي كبير السن. لا أريد أن يموت والدي في السجن مثل الدكتور عبدالله الحامد”.

في أبريل 2020، فارق الحامد (69 عاما) الحياة بعد إصابته بنوبة قلبية داخل السجن، وفق منظمات عدة تعنى بحقوق الانسان بينها منظمة العفو الدولية.

وكان الحامد، الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “مدافع عن حقوق الإنسان وكاتباً وأكاديميا”، عضو مؤسس في جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (حسم)، وهي كيان بتعزيز الحقوق المكرسة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكذلك المعاهدات والمعايير الدولية الأخرى.

وجاء الحكم الصادر بحق الماضي بالسجن 16 سنة، بعد صدور عقوبات مماثلة مؤخرا بالسعودية، ضد أشخاص نشروا تغريدات على تويتر.

وحكم على، نورة القحطاني بالسجن 45 سنة، على خلفية تغريدات نشرتها عبر تويتر. وكذلك، تعرضت طالبة الدكتوراه بجامعة ليدز، سلمى الشهاب، إلى حكم بالسجن لمدة 34 سنة بسبب تغريدات على تويتر تراها المحكمة بأنها “تسعى لزعزعة استقرار النظام ونشر شائعات كاذبة”.

وناشد إبراهيم الماضي الولايات المتحدة بالضغط على السعودية لإطلاق سراحه والده. وقال إن آخر مرة تحدثت فيها لوزارة الخارجية كانت قبل أسبوعين، دون أن يحصل أي معلومات جديدة.

وأضاف قائلا: “إذا كان ولي العهد حساسا جدا من تويتر، أقترح عليه شراء بقية أسهم الشركة، ويستطيع إغلاق تويتر. لا يمكنه إرسال مواطن أميركي إلى السجن لممارسته التعديل الأول”، لدستور الولايات المتحدة.

Scan the code