التخطي إلى المحتوى

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، السبت، إن خبراء في مجال الطاقة شككوا بخطط المملكة العربية السعودية المتعلقة بخفض الانبعاثات التي وصفوها بـ”الكاذبة”.

وأضافت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية تستخدم منذ عدة سنوات تكتيكات مصممة لإحباط المفاوضات المتعلقة بالتغير المناخي مع التركيز على تقنيات احتجاز الكربون التي يقول الخبراء إنها تخاطر بتأخير عملية الاستغناء عن الوقود الأحفوري.

وكانت السعودية، التي تعد ثاني أكبر منتج للنفط في العالم وتمثل ما يقرب من 15 في المئة من الإنتاج العالمي، أعلنت عن خطط في مؤتمر “Cop27″ في مصر لما وصفته بـ ” الاقتصاد الدائري للكربون”، بالشراكة مع شركة النفط الوطنية أرامكو.

تتضمن الخطة بشكل أساسي بناء أكبر مركز لاحتجاز الكربون وتخزينه في العالم، تديره شركة أرامكو، في منطقة الجبيل الشرقية بالمملكة. 

وقال وزير الطاقة السعودية الأمير عبد العزيز بن سلمان إن المركز سيبدأ العمل في عام 2027، حيث يقوم في البداية باستخراج وتخزين 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وترتفع الكمية لنحو 44 مليون طن بحلول عام 2035.

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيز السعودية على تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه بدلا من تقليص استهلاك الوقود الأحفوري قوبل بشكوك واسعة النطاق من قبل الخبراء والمراقبين.

ونقلت الصحيفة عن رئيس منظمة غرينبيس لمنطقة الشرق الأوسط غيوا ناكات القول إن “كل ما تم عرضه هو أوهام وحلول خاطئة مضيعة للوقت والمال”. 

وأضاف: “نحن ندرك الصعوبات التي يواجهها اقتصاد كان يعتمد بشكل مفرط على النفط لعقود من الزمن في التخلي عما يعتبره عصرا ذهبيا”.

ويقول مراقبون لتكتيكات المملكة العربية السعودية في محادثات المناخ إن تحول المملكة إلى تعزيز احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه يأتي بعد سنوات من محاولات عرقلة المفاوضات المتعلقة بجهود مكافحة التغير المناخي.

وتؤكد الصحيفة أن السعودية تدعي أنها تنوي الوصول إلى هدفها المتمثل في صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060، على الرغم من أن هدفها هذا يعتمد على احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه.

وتبين أن أحد العلماء قال إن احتجاز الكربون تقنية مثيرة للجدل لا يمكن أن توفر الحل الوحيد لأزمة المناخ. 

ويخشى البعض، بحسب الصحيفة، أن توفر هذه التقنية وسيلة لشركات الوقود الأحفوري لمواصلة التلوث، في حين شكك البعض الآخر في جدوى احتجاز الكربون وتخزينه والتكلفة طويلة الأجل التي تقترحها المملكة العربية السعودية ودول أخرى.

ولم ترد سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن على طلب أرسلته للتعليق في هذا الشأن.

وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قال الأسبوع الماضي في كلمة على هامش قمة المناخ كوب27 في مصر، إن العالم كان يأمل في أن “يُمثّل” بالسعودية باعتبارها أكبر مصدر للنفط.

وتحدث الوزير السعودي عن جهود المملكة في إنتاج الطاقة النظيفة وخفض انبعاثاتها من الكربون، مشيرا إلى أن المملكة ستراقب أداء البلدان الأخرى.

وقال إن “العالم يريد أن يمثّل بنا. سنسائل (دول) العالم عما يقدمونه لأننا نريد من الآخرين مضاهاتنا وتوجيه أموالهم لدعم القضايا التي يتشدقون بها”.

وأضاف أن شركة إنتاج النفط الحكومية السعودية أرامكو لديها أقل مستوى من انبعاثات غاز الميثان بكل المعايير، وذكر أن السعودية تمضي أيضا على مسار تحقيق الحياد الصفري لانبعاثات الكربون بحلول 2060 وربما قبل ذلك.

Scan the code