التخطي إلى المحتوى

أبوظبي (الاتحاد)

 أكد خبراء وأكاديميون دوليون، أن الأمن الغذائي والمائي يشكل متطلباً أساسياً وجزءاً من الأمن القومي، مؤكدين أنه لا يمكن تحقيق أمن غذائي من دون أمن مائي، مطالبين بضرورة التكاتف والتعاون العربي من أجل إيجاد منظومة غذائية قادرة على مواجهة المشكلات والتحديات، وضرورة الحد من فقد الطعام وهدره، كأولوية لدول المنطقة لما يشكله من خطورة مناخية وقومية. وبين الخبراء أن الأمن المائي والغذائي جزء لا يتجزأ من أهداف التنمية المستدامة، منوهين إلى أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أننا لا نسير على الطريق الصحيح. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات مساء أمس الأول، عن بُعد، تحت عنوان: «الأمن الغذائي والمائي: التداعيات والتحديات في العالم العربي»، وشارك فيها جمع من الخبراء والمختصين من عدة دول، وأدارتها الباحثة في «تريندز» علياء العوضي، التي أكدت أن الغذاء والماء والمأوى تشكّل المتطلَّبات الأساسية الثلاثة لبقاء الإنسان، غير أن اثنين منها مهدَّدان اليوم، حيث الطبيعة تفرض قوانينها بحدة، كما يؤدي إساءة استخدام الموارد الطبيعية إلى تغيير المناخ، مشيرة إلى أن الظواهر الجوية المتطرفة أصبحت أكثر شيوعاً في جميع أنحاء العالم.
واستهل الندوة الدكتور حسن طلبة أبو النجا، المدير التنفيذي للشبكة العربية للتنمية المستدامة، الحديث عن أهمية الأمن الغذائي والمائي باعتبارهما جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي وأهداف التنمية المستدامة. وأوضح أن 17 دولة عربية من بين 22 تقع تحت خط الفقر المائي، كما أن 60% من سكان المنطقة يعانون ندرة المياه. وقال: «إن ندرة المياه تتسبب في خسائر مالية كبيرة وتستنفد جزءاً كبيراً من الناتج القومي». وطالب باسترداد فاقد المياه والاستفادة منه، مشدداً على أهمية وعي الحكومات والمجتمعات لهذا الأمر.
بدورها، تناولت سيتا توتونجيان، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«ثريفنج سلوشنز»، موضوع هدر الماء والطعام، مشيرة إلى أنه عندما نفقد ونهدر 44% من طعامنا في المنطقة العربية، فإن ذلك يعني هدر جميع المصادر الطبيعية (مياه وتربة)، إضافة إلى المصادر الاقتصادية التي استُخدمت لإنتاج هذا الطعام.
إلى ذلك، قال الدكتور حازم الناصر، رئيس مجلس إدارة ومؤسس منتدى الشرق الأوسط للمياه إن الدول التي تستورد معظم احتياجاتها الزراعية والغذائية، مع تباين في سياسات الأمن الغذائي والمائي، والتي تفتقر إلى التكاملية ستكون الأكثر تأثراً من حيث تأمين تزويد السلع الزراعية الاستراتيجية والأساسية بأسعار معقولة.
أما أحمد مختار، اقتصادي أول بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، فأشار إلى أنه لا يمكن تحقيق الأمن الغذائي إلا مع الأمن المائي، مشيراً إلى أن منظمة الأغذية والزراعة تتوقع أن يؤثر نقص المياه الشديد أو الندرة حالياً على نحو 3.2 مليار من سكان الريف، حيث يعيش سدس سكان العالم في مناطق زراعية تعاني شحاً شديداً في المياه.

تكاتف جماعي
في مداخلة له بالندوة حذر الدكتور إسماعيل عبدالجليل، مدير الأكاديمية العربية للمياه، من خطورة هدر المياه والغذاء. وقال، إن المنطقة العربية تفتقد العمل المشترك، موضحاً أن إنتاج المنطقة العربية لا يقوم على مزايا، كما أن الجفاف يلعب دوراً في هذه المشكلة. مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي دون تكاتف عربي جماعي، لأن النظام الغذائي العربي يتسم بالهشاشة والضعف، محذراً من غياب الرؤية الاستراتيجية العربية، ما يعمق الأزمة ويعيق التكامل.

البنية التحتية
أكد الدكتور وديد عريان، كبير مستشاري التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية، أهمية التكنولوجيا في مواجهة الفجوة الغذائية، موضحاً أن المشكلة الأساسية تكمن في البنية التحتية. وشدد على أهمية وضع استراتيجيات عربية شاملة لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة الإنتاج الزراعي بشكل مستدام لضمان الحصول على الغذاء من خلال نظم حماية. وتحدث عن دور تغير المناخ في الأزمة وقدرات الدولة على مواجهة ذلك. وتطرق إلى جهود جامعة الدول العربية ومبادراتها في هذا الخصوص.

 

Scan the code