التخطي إلى المحتوى

ت + ت – الحجم الطبيعي

  تحرص مراكز اللياقة البدنية وكمال الأجسام على إبراز الصور واليافطات لجذب الشباب للانضمام إليها، حيث العضلات المفتولة والجسد الضخم، الذي يعبر عن الصحة والعافية، ولهذا يتجه كثير من الشباب إلى هذه المراكز طمعاً بعضلات تجعلهم يحققون أحلامهم ببناء جسماني يمنحهم قوة معنوية، وربما «هيبة» ذكورية، كما يصفها متخصصون.

الدكتورة آمنة خليفة الحضري استشارية ورئيسة قسم الكلى للكبار في مستشفى دبي أكدت أن نسبة كبيرة من الشباب ممن تقل أعمارهم عن 30 عاماً باتوا يترددون على قسم الكلى لعمل الغسيل الكلوي نتيجة إصابتهم بالفشل الكلوي نتيجة البروتينات والمكملات والمسكنات، التي يتعاطونها في مراكز تدريب اللياقة للظهور بالعضلات المفتولة والصدر الضخم.

وأضافت الحضري: إن الآثار السلبية لتعاطي المنشطات التي تؤثر على صحة الإنسان كثيرة ومتعددة، فالمواد المضادة لفاعلية هرمون الأستروجين تؤدي إلى الاضطرابات القلبية مثل تخثر الدم والجلطات وزيادة الدهون في الجسم وتسمم الكبد وهشاشة العظام والاضطرابات البصرية، أما المنشطات التي تحتوي على السترويدات الذكورية البناءة فيمكن أن تسبب العقم والعجز الجنسي واختلال شديد في وظائف الكلى والصلع المبكر.

وقالت: إن هناك الكثير من الأدلة والدراسات العالمية أكدت أن استهلاك قدر عال من البروتين له آثاره السلبية على الصحة، منها فقدان العظام، حيث تعمل المستويات العالية من البروتين على إنتاج كمية كبيرة من الأحماض، بسبب الكبريتات والفوسفات، وعدم قدرة الكلى على إحداث توازن لتلك الأحماض.

وفي نفس الوقت يطلق الهيكل العظمي المخزون الموجود من الكالسيوم، ما يعرض اللاعب لخطورة هشاشة العظام، كما أن تناول الكثير من البروتين يؤدي لزيادة الضغط على الكلى، ويسهم في انخفاض وظائف الكلى السليمة.

استخدام عشوائي

من جانبها حذرت خبيرة التغذية السريرية الدكتورة وفاء عايش من الاستخدام العشوائي لمنتجات كمال الأجسام.

حيث وجد أن العديد منها قد تحتوي على سموم منشطة أو مواد شبيهة للستيرويد أو هرمونات صناعية مرتبطة بهرمونات الذكورة، علماً بأن هذه المواد قد تكون خطرة، وتتسبب بحدوث مخاطر صحية جسيمة، تشمل إصابات خطيرة في الكبد والكلى مهددة حياة الأشخاص، الذين يداومون على تعاطيها.

وأوضحت أن إضافة البروتين إلى النظام الغذائي يضيف الكثير من السعرات الحرارية الزائدة، لأن البروتين الزائد لا يمكن تخزينه بالجسم، وفي حالة عدم حرق تلك السعرات الحرارية عن طريق النشاط البدني الكافي تتحول تلك السعرات الحرارية إلى دهون زائدة، ويترتب عليه في النهاية الحصول على كميات متساوية من العضل والدهون.

خداع

وقال الدكتور عبد الحليم فضل استشاري أمراض العظام: إن هناك الكثير من الخداع في الصالات الرياضية حول المكملات الغذائية الرياضية، والتي شاع انتشارها بين الرياضيين، بهدف الحصول على نتيجة سريعة وفعالة، تحقق لهم الشكل الذي يحلمون به، وجميع هؤلاء هم ضحايا أوهام كاذبة.

كما أن من يبيعها من الرياضيين المسؤولين في الصالات الرياضية لا يتمتعون بالخبرة الكافية، التي تؤهلهم لوصفها، والمعلومات التي يروجون بها هذه المنتجات معلومات خطأ بعيدة عن سلامة الرياضي. وأضاف أن الكثير من هذه المنتجات تباع في الأندية دون أن تكون مرخصة، ولا يعرف مصدرها وقد تكون مغشوشة، وثبت أنها منشطات مضرة بالصحة.

النوادي تتحفظ

عدد من المشرفين على النوادي الرياضية لكمال الأجسام أكدوا أنهم لا يستخدمون المنشطات ويعتمدون فقط على تدريب روادهم على الآلات الرياضية وحمل الاثقال.

وقال محمود يوسف مدرب رياضة في أحد الأندية الرياضية إنه لا ينصح طلابه بتعاطي مثل هذه المنشطات، والتي لا يعرف ماذا تحتوي تركيبتها حتى إنه ينظم لهم برنامجاً غذائياً، يحتوي على كل العناصر الغذائية المفيدة لبناء عضلاتهم.

أما حمدان 23 عاماً وهو أحد المتدربين فقد كان لديه رأي مخالف تماماً، فقد أكد أن المنشطات الرياضية والتي نصحه بها أحد المدربين، الذي أشرف على تدريبه، والتي يتداولها معظم الشباب والمتوفرة في معظم الصيدليات، استفاد منها بشكل كبير حتى إن عضلات أكتافه وصدره برزت بشكل واضح خلال أشهر.

اضطراب بيغوريكسيا

بدورها حذرت شعبة الأمراض النفسية في جمعية الإمارات الطبية من إمكان إدمان الشخص المنشطات الرياضية، نتيجة اعتياد الجسم الجرعة والحاجة إلى زيادتها بعد تلاشي مفعولها على الجسم، وعدم تحقيق النتيجة المعتادة، مشيراً إلى أن استخدام المنشطات الرياضية لوقت طويل دون إشراف طبي يتسبب في أمراض جسمانية ونفسية خطرة.

وفسرت استشارية ورئيسة الشعبة الدكتورة سامية خوري البحث عن الأجسام المعضلة لدى المراهقين، وعضلات الصدر المثالية باضطراب «بيغوريكسيا»، وهو اضطراب عدم الرضا عن الجسد.

ويتمثل في شكل من أشكال خلل العضلات يظهر في الأغلب لدى الرجال، بسبب رفع الأثقال المفرط، وعدم الشعور بالقوة الكافية والالتزام الصارم بتناول الأطعمة، التي تحافظ على الوزن الخفيف، وبناء العضلات في الوقت نفسه.

وتؤدي هذه الحالة أيضاً إلى هوس الشباب بمظهرهم، ووقوفهم أمام المرآة باستمرار،

وقالت: إن العديد من المكملات قد تحتوي على سموم منشطة أو هرمونات صناعية مرتبطة بهرمونات الذكورة، وإن هذه المواد قد تتسبب بحدوث مخاطر صحية جسيمة، تشمل إصابات خطيرة في الكبد والكلى، وتهدد حياة متعاطيها.

«الصحة» تحذر

وأصدرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عدداً من التعاميم الطبية، حذرت فيها من الاستخدام العشوائي لمنتجات كمال الأجسام، بعد صدور التحذير من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بهذا الخصوص، حيث وجد أن العديد منها قد تحتوي على سموم منشطة أو مواد شبيهة للستيرويد أو هرمونات صناعية مرتبطة بهرمونات الذكورة.

وبينت أن امتصاص الجسم للستيرويد (وهي الهرمونات البنائية) قد يسبب آثاراً جانبية إضافية خطرة مثل حب الشباب الشديد، فقدان الشعر، زيادة النزعة العدوانية والاكتئاب، كما يتسبب في تفاعلات مهددة للحياة مثل تلف الكليتين، النوبات القلبية، السكتة الدماغية والانصمام الرئوي (وهو انسداد أحد الأوعية الدموية المركزية في الرئتين).

وتخثر في الأوردة العميقة، ويجب دائماً استشارة الأطباء المختصين قبل استخدام مثل هذه المواد. ولفتت الوزارة إلى أن غياب مراقبة الأهل والتوعية الأسرية عن مخاطر الهرمونات والمنشطات الرياضية يزيد من إقبال الشباب على نوادي كمال الأجسام، علماً بأن أكثر الشباب قد لا يعلمون خطورة هذه الهرمونات، وقد يتعاطوها سراً أو خشية أن تعتبر عضلاتهم غير حقيقية، وأنهم لم يبذلوا جهداً بدنياً كافياً للحصول عليها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

طباعة
Email




Scan the code