التخطي إلى المحتوى

يترك الأشخاص وظائفهم لأسباب من أهمها بيئة العمل، حيث تؤثر على قابلية الموظف لتحمل الضغوط المهنية، فبيئة العمل الرائعة هي مكان العمل الذي تشعر فيه بالثقة في الجهة التي تعمل لديها، وتشعر بالفخر بما تقوم به، ويسعدك العمل مع الأشخاص، الذين تعمل معهم – روبرت ليفرينغ، الشريك المؤسس لمعهد Great place to work، حيث عرفوا بيئة العمل الجيدة بأنها التي يسودها الثقة من خلال العلاقات اليومية بين الموظفين وليس من خلال قائمة البرامج والمميزات، وأن المكان الرائع للعمل هو المكان، الذي يشعرون فيه بالثقة في الأشخاص، الذين يعملون لديهم، وبالفخر بما يعملون وبالسعادة للعمل مع الأشخاص الذين يعملون معهم.
وتنشأ الثقة في بيئة العمل من خلال مصداقية الإدارة والاحترام، الذي يشعر به الموظفون خلال التعامل معهم، والمساواة التي يتوقع الموظفون أن يعاملوا بها، ومن العوامل الجوهرية كذلك درجة الفخر ومستويات التواصل الفعلية والصداقة الحقيقية، التي يشعر بها كل موظف تجاه الآخر.
بيئة العمل تقوم بالأساس على العامل الإنساني، الذي ينعكس على الصحة النفسية بشعارها «الرفاهية للجميع»، الذي سيحتفى به هذا العام 2022 في العاشر من أكتوبر، ويتحمل القادة دورا مهما في تحسين بيئة العمل ورضا الموظفين وتعزيز إنتاجيتهم من خلال خلق بيئة عمل توفر الاحترام والتقدير لهم، وذلك لا يقل أهمية عن الحوافز المالية والمزايا، التي تقدم للموظف بدون الاعتبار لبيئة العمل، التي تجعل الموظفين سعداء بالبقاء فيها أو العودة إليها.
مؤخراً نشرت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية تقديرات مسح القوى العاملة، حيث قلت نسبة البطالة بين السعوديين إلى 9.7 % في الربع الثاني، وتراجع معدل البطالة لإجمالي السكان إلى 5.8 % بالربع الثاني بانخفاض قدره 0.4 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من 2022، ولضمان استمرارية هذا التحسن في تقليل نسبة البطالة فإنه من المهم تعزيز استمرارية الموظفين في أعمالهم وعدم الاستقالة أو الإصابة بالأمراض (السلامة المهنية والصحة العقلية) بسبب ظروف بيئة العمل السيئة.
يطلق على بيئة العمل السيئة بالبيئة السمية، وهي عندما يشعر الموظف بالخوف وعدم الاستقرار؛ سواء من ضغط العمل، أو المناخ العام للمكان، أو الأشخاص، أو كل تلك العوامل مجتمعة ويمتد تأثيرها إلى حياة الموظف الشخصية؛ مما يقلل من طاقته الإنتاجية، ويفقده التوازن بين حياته الوظيفية والشخصية. أي أنها تؤدي إلى اضطرابات في جميع نواحي حياته، وتؤثر في صحته النفسية، والجسمانية، والعقلية، وقد يصل الأمر بسبب الضغوط إلى الأزمات القلبية والوفاة.
في بيئة العمل السامة، فالضرر النفسي الذي يشكو منه البعض يظهر على شكل قلق، توتر، اكتئاب، قلّة الثقة بالنفس، الإجهاد والتذمر وتداعيات نفسية طويلة الأمد تؤثر على مستقبلهم المهني عندما يصلون لمرحلة الاحتراق الوظيفي (Burnout) هي حالة من فقدان الشغف بالعمل من المشاكل الشائعة، التي تؤثر على الموظفين واندماجهم، وحتى لا يصل الموظف إلى الاحتراق الوظيفي، فمن المهم بداية تحديد أسباب بيئة العمل السامة ومن ذلك:
1- التمييز بين الموظفين، وتحديداً تفضيل الموظّف غير الكفء على حساب الموظف الكفء بسبب «الواسطة» أو المحسوبيّة.
2- التعرض للتنمّر الوظيفي من قبل الزملاء أو من قبل المديرين.
3- تداخل شؤون العمل مع الحياة الشخصيّة.
4- انعدام الأمن الوظيفي بسبب عدم الاستقرار أو التعرض للتهديد بالصرف من الوظيفة بشكل مستمر.
5- التعامل مع مدير متسلّط وحاد الطبع، لا يحترم الموظف ويهينه مع أو بدون مبرّر.
6- التعرض للانتقاد الدائم والمستمر من قبل المسؤول في العمل، من دون التنويه على إنجازات الموظف وإنتاجيّته الجيّدة.
وللحديث بقية..
@DrLalibrahim

Scan the code