التخطي إلى المحتوى

في جمهورية البرازيل الاتحادية خط سير الإماراتي أخضر وسريع ومفتوح فمن ضابط الهجرة إلى كل من تصادفه يعرف الإمارات ويمهد لك الطريق ويسهل لك كل شيء وصولاً للهدف المنشود. وهذا جعلني في تفكير مستمر وافتخار بإنجازات قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظهم الله، وكيف أصبحنا لا نفكر في شيء يُدعى «تأشيرة» عند عزمنا على السفر إلى أي بقعة في العالم. جهود وزارة الخارجية في هذا المجال جبارة من دون ذرة شك وتنمُّ عن بعد نظر وتضحية وعطاء لا يعرف نهاية، وبعد انقشاع غيمة «كورونا» عدنا لسابق عهدنا بالسفر فهو يشعرنا بالحرية ويغير النفسية ويرفّه عن الروح والقلب، إضافة لما يثري به العقل من معارفٍ ننهلها من العوالم والبلاد والثقافات التي نتفاعل أو نتعرف عليها. في غياب «كورونا» هناك يقف رجال وسيدات السلك الدبلوماسي الذي يمثل دولتنا في الصفوف الأمامية التي تعبر عن الإنسانية والبذل والعطاء واحتواء الآخر.
استدرجني التفكير حتى بلغت تطبيق «تواجدي» الذي هو في متناول اليد ومتوفر لجميع مواطني الدولة في الخارج إذ لا يتطلب سوى تسجيل المسافر الإماراتي لدى سفارة الدولة أو البعثة الدبلوماسية في الدولة التي يزورها، وهل نعي عمق تلك المسؤولية أن تطلب منك دولتك أن تؤدي واجباً من واجباتها لتتابع وتحمل على عاتقها مسؤولية كل مسافر في حال، لا قدر الله، حدوث الكوارث الطبيعية وغيرها من المستجدات التي قد تتطلب الإخلاء والإجلاء والتحصين. فريق من المختصين في التنسيق والإجراءات والترتيبات اللازمة وعلى أهبة الاستعداد لتقديم العون والدعم دائماً.
هذا بالفعل ما لامس قلوبنا عند زيارتنا الأخيرة لجمهورية البرازيل الاتحادية التي أولتها سفارة وقنصلية الدولة اهتماماً أسهم في إنجاح أهدافها المرجوة. فريق يترأسه السفير صالح السويدي والقنصل عبدالله شاهين وفريق عملهم المميز من الشباب والشابات المتمرسين في العمل الدبلوماسي. شكراً لكرمكم وعطائكم وتفانيكم في العمل وبصراحة زادني ذلك فخراً فهم سند وذخر لنا خارج الدولة وداخلها. وفي مطار ساوباولو التقيت فييرا موظف القنصلية الذي جاء لتخليص إجراءات سفري للإمارات، اعتذرت له عن التأخير. وسألته: ما هذه الصناديق؟ فأجابني باللغة الإنجليزية: «هذي ندبة من سعادة القنصل.. فوالة من فواكه البرازيل»، فإذا به يتصل للتأكد من سير العمل ويتمنى لي رحلة مُيسّرة. في الطائرة وجدت رسالة نصية أرسلها فييرا يقول فيها: «أنا مدين لسفارتكم ما حييت فقد منحتني فرصة للعمل مع أصحاب السعادة والذوق والأخلاق.. دكتورة عائشة أنا في خدمتكم دائماً». في جمعة غدائنا فتحنا الصناديق وقمنا بتوزيع الفواكه على جميع من حولنا من الأحبة. لم أتمالك نفسي فاتصلت بالقنصل وقلت له: «الكريم يكرمه الله.. شكراً بو زايد نيابة عني وعن جميع أفراد قبيلتي وفريجنا بالكامل نشكرك على الفواكه التي نعرف بعضها وبعضاً آخر تعرفنا عليه للتو.. نيلف وناكل نقول بسم الله والحمد لله؟»، قال بكل تواضع: «واللي عيبكم منها بنزيدكم منه..نحنا حاضرين!»، من مثل هؤلاء يحق له تمثيل الدولة دائماً.
للعارفين أقول، قبل 1971 لم يكن العالم يعرفنا وأصبحنا اليوم بفضل وجهود الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونهجه الذي يسير عليه أبناؤه والقيادة الرشيدة بوصلة يهتدي بها البعيد والغريب لتحقق النجاح ونشر السلم والتسامح وترك الأثر الطيب والطاقة الإيجابية في الأنفس والوجدان.

Scan the code