التخطي إلى المحتوى

تصاعدت وتيرة “المعارك العنيفة” التي تحولت إلى “قتال شوارع” بين القوات الأوكرانية والروسية في جنوب أوكرانيا حيث تشن قوات كييف هجوما مضادا بهدف استعادة مدينة خيرسون المحتلة من قبضة الروس، وهو ما يصفه خبراء بنقطة تحول في مسار الحرب.

وشهدت بلدة بيريزنهوفات، البلدة الواقعة على بعد 70 كيلومتراً شمالي خيرسون، مرورا متواصلا للمدرعات الأوكرانية، فيما تردد صدى نيران المدفعية الثقيلة في المناطق المحيطة، وفقا لـ”فرانس برس”.

وأعلنت الرئاسة الأوكرانية أن “القوات المسلحة الأوكرانية شنت عمليات هجومية في اتجاهات مختلفة”، مؤكدة أنها دمرت “عددا من مستودعات الذخيرة” و “كل الجسور الرئيسية” التي تسمح للمركبات بعبور نهر الدنيبر الذي يسقي هذا الجزء من أوكرانيا. 

وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، وتحققت منه صحيفة “واشنطن بوست” دخانا وإطلاق نار في مدينة خيرسون.

وأظهرت مقاطع فيديو الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والحياة السكنية في المدينة، بما في ذلك الدخان بالقرب من “جسر أنتونوفسكي” الاستراتيجي.

وأظهرت مقاطع أخرى تدمير “أحد الأسواق”، فضلا عن الجثث والمركبات العسكرية المحترقة بالقرب من محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

استعادة خيرسون 

This photo taken on May 20, 2022, shows a Russian serviceman patrolling  the street in Kherson, amid the ongoing Russian…

جنديا روسيا في شارع بخيرسون في 20 مايو 2022

تعد خيرسون، التي كان عدد سكانها قبل الحرب 280 ألف نسمة، أول مدينة أوكرانية كبيرة تسقط بعد أن بدأ الكرملين غزوه في فبراير. 

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه يريد “استعادة خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي احتلتها روسيا منذ شن غزوها في 24 فبراير”.

ويأتي ذلك الهجوم الأوكراني لقطع الإمدادات الآتية من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014، ويهدف الهجوم المضاد بشكل أساسي إلى استعادة خيرسون، حسبما أكد مسؤولون محليون لـ”فرانس برس”.

ومن شأن استعادة خيرسون منح أوكرانيا بوابة لشن هجمات على شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا في عام 2014، وفقا لتقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وستكون استعادة السيطرة على خيرسون واحدة من أكبر الانتكاسات لروسيا منذ بداية الحرب وستغذي الغضب بين المتشددين في موسكو الذين يعتقدون أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “ضعيف للغاية”، وفقا لصحيفة “التايمز” البريطانية.

مكاسب رئيسية أوكرانية

Ukrainian artillery unit fires with with a 2S7-Pion, a self-propelled gun, at a position near a frontline in Kharkiv region on…

قوات أوكرانية في موقع بالقرب من خط المواجهة في منطقة خاركيف في 26 أغسطس 2022

حققت القوات الأوكرانية “مكاسب رئيسية” خلال يومين من القتال في الجنوب الذي احتلته روسيا في بداية غزوها الشامل لأوكرانيا، وسعت قوات كييف لعزل الروس على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في الجنوب باستخدام صواريخ دقيقة بعيدة المدى قدمتها الولايات المتحدة لضرب الجسور والمنشآت العسكرية، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

ومن شأن تحقق القوات الأوكرانية “المزيد من المكاسب” تعزيز الروح المعنوية الوطنية وإظهار قدرة الجيش الأوكراني على إيقاف الروس واستعادة الأراضي المحتلة أيضا، حسب الصحيفة.

وتعليقا على تلك التطورات، قال الجنرال متقاعد بالجيش الأسترالي، ميك رايان: “لن يكون هذا أول هجوم كبير لهم (القوات الأوكرانية) فحسب، بل سيكون بمثابة إظهار للغرب أنه ينبغي عليهم مواصلة دعم أوكرانيا لإخراج الروس بالكامل من أراضيهم”.

سيكون التقدم الأوكراني حاسما أيضا لسكان المناطق المحتلة الذين يأملون في أن تحرر أوكرانيا مدنهم، وفقا لحديث رايان لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وتحدث رايان عن “أبعاد سياسية لا تقل أهمية عن الأبعاد العسكرية للهجوم”، مضيفا “ستكون هذه معركة صعبة للأوكرانيين فمن الصعب تنسيق العمليات الهجومية ودعمها، مقارنة بالعمليات الدفاعية”.

وتحدث القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا، اللفتنانت جنرال المتقاعد بن هودجز، عن “تحول زخم المعارك لصالح القوات الأوكرانية”.

ونجحت القوات الأوكرانية في محاصرة الآلاف من القوات الروسية على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، بعد تدمير الجسور عبر النهر لمنع أي مركبات ثقيلة من العبور.

وعن ذلك يقول هودجز: “لم يتم إعادة إمدادهم (القوات الروسية) بالشكل المناسب”، مضيفا “فرصهم في الخروج من هناك ليست جيدة”.

على جانب آخر، قلل وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندريه زاغورودنيوك، من أهمية المعارك المستمرة منذ يوم الاثنين، قائلا إنها استمرار للعمليات التي كانت تجري منذ أسابيع.

وتابع: “لا أستطيع أن أقول إن شيئا ما قد تغير بشكل كبير، إنهم يتقدمون ببطء”، مضيفا “نحن ندمر قدرتهم على السيطرة على الأراضي”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.

تصعيد روسي

This photo taken on May 20, 2022 shows Russian servicemen patrolling at the Eternal Flame monument in Kherson, amid the ongoing…

جنود روس في خيرسون في 20 مايو 2022

أكد جندي من الحرس الوطني في نقطة تفتيش جنوب ميكولايف، أن أوكرانيا تخشى شن هجمات برية بسبب “حجم القوات الروسية”، مضيفا أن “الضربات على المدينة تصاعدت في اليومين الماضيين”.

وقال إن القوات الروسية تحاول “الانتقام” من الأوكرانيين، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.

وأشار سكان ميكولايف، الثلاثاء، إلى ارتفاع في عدد الضربات الصاروخية والمدفعية الروسية منذ الإعلان عن الهجوم المضاد الأوكراني.

وقالت قيادة منطقة الجنوب في الجيش الأوكراني إن الروس قصفوا ميكولايف، الاثنين ، بـ16 صاروخا من طراز “أس-300 أوقعت أضرارا “جسيمة” خصوصا في مبان سكنية ومنشآت نقل، وقتل مدنيان وجرح 24 آخرون، وفقا لـ”فرانس برس”.

وفي وسط خاركيف ثاني المدن في شمال شرق البلاد، قتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص في قصف روسي، وفقا لما نقلته “فرانس برس” عن رئيس البلدية وحاكم المنطقة، الثلاثاء.

من جهتها، قالت روسيا إنها صدت “محاولات هجوم” أوكرانية في منطقتي خيرسون وميكولاييف في جنوب أوكرانيا.

وزعمت روسيا أنها صدت الهجوم وألحقت خسائر فادحة في صفوف الجيش الأوكراني، وقالت أيضا إن مجموعة من “الجواسيس والمخربين” قتلوا أثناء القتال.

ولم يتضح ما إذا كانت القوات الأوكرانية قد دخلت خيرسون أم أن القتال في شوارع المدينة كان بين القوات الروسية وأنصار موالين لكييف، وفقا لـ”التايمز”.

Scan the code