التخطي إلى المحتوى

وسط اتهامات أوكرانية وغربية للقوات الروسية بارتكاب فظائع في مدينة إيزيوم بإقليم خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، قبل الانسحاب منها، أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية مقابر جماعية بين الأشجار في المدينة.

فقد بينت الصور أحد الأحراش قبل وبعد انسحاب القوات الروسية منه، بما يظهر أن مقبرة جماعية حفرت فيه بين الأشجار.

انتشال الجثث

أتى ذلك، بعدما بدأت السلطات المحلية بانتشال مئات الجثث من المقبرة، بعضها مقيد اليدين، أو مربوطة الأعناق.

فقد بدأ أمس الجمعة مسؤولون أوكرانيون يلبسون سترات واقية وعلى وجوههم كمامات بنبش لأرض لاستخراج الجثث في موقع الدفن حيث تناثر نحو 200 مدفن بين أشجار إحدى الغابات.

علامات عنف

وقال حاكم خاركيف أوليج سينيجوبوف من الموقع “هذه مقبرة جماعية، مدنيون دفنوا هنا، وعليهم جميعا علامات تدل على مقتلهم بطريقة عنيفة”.

كما أضاف أن هناك جثثا مقيدة اليدين من الخلف، لافتا إلى أن السلطات ستحقق في كل واقعة وتقيمها بشكل قانوني ملائم”.

جرائم حرب

من جهته اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تلك المقبرة دليل على ارتكاب الروس جرائم حرب. وقال في مقابلة مع رويترز إن الكثير من الجثث دفنت أيضا في مواقع أخرى في الشمال الشرقي، مناشدا القوى الأجنبية زيادة إمدادات الأسلحة لبلاده، قائلا إن نتيجة الحرب تتوقف على سرعة تسليمها.

من إيزيوم في خاركيف شمال شرق أوكرانيا (رويترز)

كما أوضح أنه حتى الآن “هناك 450 قتيلا مدفونون، إلا أنه أشار إلى وجود غيرهم في أماكن أخرى، حيث حصلت عمليات دفن منفصلة لكثير من الناس. وأكد أن هناك أشخاصاً عُذبوا، فيما اختفت أسر كاملة في مناطق معينة، حسب قوله.

مشاهد مروعة

فيما انتشرت مشاهد مروعة لعمليات انتشال الجثث في المدينة التي باتت تحت سيطرة القوات الأوكرانية قبل أيام، على مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية العالمية.

في المقابل، اتهم رئيس الإدارة الموالية لروسيا التي تخلت عن المنطقة الأسبوع الماضي الأوكرانيين بارتكاب الفظائع في إيزيوم. وقال فيتالي جانشيف لتلفزيون روسيا 24 الحكومي مساء أمس الجمعة “لم أسمع أي شيء عن عمليات دفن هناك”.

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فلم يرد على الفور على اتهامات كييف، لكنه قلل من شأن الهجوم المضاد المباغت الذي تشنه القوات الأوكرانية، وحذر من أن موسكو سترد بقوة أكبر إذا تعرضت قواتها لمزيد من الضغوط.

أكبر مقبرة جماعية في أوروبا

يشار إلى أنه إذا تم تأكيد هذا العدد من الجثث، فسيكون موقع الدفن هذا في إيزيوم، أكبر مقبرة جماعية يُعثر عليها في أوروبا منذ المقابر التي خلفتها حروب البلقان في تسعينيات القرن العشرين.

وكانت القوات الأوكرانية أطلقت قبل نحو أسبوعين هجوما مضادا لاستعادة البلدات التي سيطرت عليها القوات الروسية لأشهر في خاركيف (شمال شرقي البلاد)، وقد تمكنت من تحقيق تقدم ملحوظ.

كما شنت أيضا هجوما واسعا لاستعادة الأراضي في الجنوب، حيث تسعى لمحاصرة الآلاف من القوات الروسية الذين انقطعت عنهم الإمدادات على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، واستعادة خيرسون، المدينة الكبيرة الوحيدة التي تحافظ روسيا على سيطرتها عليها منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية في 24 فبراير الماضي.

Scan the code