التخطي إلى المحتوى

حسن زين الدين* وطوني عطاالله**أربعةٌ وأربعون عامًا مضت على تغييب الإمام السيد موسى الصدر مع رفيقيه، ولا يزال حضوره راسخًا في الوجدان الشعبي. ورغم الغياب الطويل ظل فكره ونهجه ومواقفه في الحياة العامة في لبنان تسيل لها الأقلام. وتكاد الصحافة لا تخلو منذ آب 1978 من العودة إلى خطبه ومقالاته وأقواله وطروحاته لقناعتها بأن فيها ما يُشكّل وصفة ناجعة، ليس فقط لإنقاذ الوطن، بل أيضًا لبناء دولة القانون والعدالة الاجتماعية والمساواة، والتمسك بالقيم السامية حفاظًا على التميّز الحضاري، وبناء المواطنة، على قاعدة الوحدة الحاضنة للتنوع، وصولاً الى وطن ينعم بالحرية والسيادة والاستقلال.في هذا السياق، لم يرَ الإمام أي تناقض بين السيادة وبين الانتماء الى العالم العربي الواسع، والالتزام بقضاياه المحقّة. وتجسيدًا لذلك سعى الى توطيد مروحة واسعة من العلاقات بين لبنان ودول العالم، وفي طليعتها الفاتيكان، لِما لذلك من مردود ايجابي على استقرار لبنان وتعزيز دوره وحماية حريته وتنوعه.وتحصينًا للوطن الصغير وللحضور والدور الكبير الذي يمكن لشعبه ان يلعبه على صعيد العالم، رأى الإمام ببصيرته النافذة ان الخطر الأوحد الذي يتهدده بوجوده، وحاضره، وحضارته يأتي من الفكر العنصري الصهيوني، فرفع شعار “اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام”، داعيًا إلى ترسيخ السلام الأهلي، ورافعًا مقولته الشهيرة بأن “العيش المشترك هو أمضى سلاح في وجه العدو الإسرائيلي”. ووجّه تفكيره نحو السبل الكفيلة بحماية لبنان من أطماع “إسرائيل” لمنعها من القيام بأي مغامرة ضد وطن الأرز. يعيش بلدنا اليوم على صفيح الحرائق والاهتزازات التي تُعرّض أسس بنيانه لخطر الانهيار. من هنا نرى لزاماً علينا نحن المؤمنين بوحدة لبنان أرضًا وشعبًا ومؤسسات ان نُعلي الصوت، ونُعيد التذكير بأننا لن نستطيع استعادة وطننا من مهبّ الريح إلاّ بالحوار والكلمة السواء والتلاقي والقبول المتبادل بعيدًا عن التذاكي الذي كان واحدًا من أسباب الانهيار القاتل. إن ذكرى تغييب الإمام الصدر تُشكل فرصة للعودة إلى خطابه المتمسك بلبنان الواحد والتخلي عن كل ما يُفرّق بين أهله، لاسيما بين عائلاته الروحية ونسيجه الاجتماعي والوطني الذي لم تتمكن سنوات الحرب من تمزيقه أو…



ادعم الصحافة المستقلة

اشترك في خدمة Premium من “النهار”


ب 6$ فقط

(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)


إشترك الأن

الكلمات الدالة


Scan the code