دائماً ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد “المطبخ” الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحياناً أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
روى هشام عبد الرسول، نجم منتخب مصر الأسبق، كواليس انضمامه للمنتخب الوطني حينما كان لاعباً فى المنيا قائلاً، “انضممت لمنتخب مصر عام 1989 وكان عمرى وقتها 24 عاماً وتدربت تحت قيادة الراحل محمود الجوهري، وخلال مشوار مصر فى تصفيات مونديال 90 كنت متواجدا مع المنتخب ووجدت ترحابا من الجميع فى المعسكر وأكد لي الجوهري في بداية تواجدى بالمنتخب أننى لاعب جيد وأستحق التواجد فى المنتخب منذ ثلاث سنوات تقريباً”.
وأضاف، “لم يدفع بى الراحل الجوهري في المباراة الأولى بالتصفيات أمام ليبريا وقال لي وقتها، لا أرغب فى الدفع بك فى أول مباراة بسبب ضغط الجماهير، واحترمت وجهة نظره تماماً، خاصة أنه كان يُجيد التعامل مع اللاعبين معنوياً”.
وتابع، “أول مباراة لي مع المنتخب كانت فى مباراة مالاوي وظهرت فيها بشكل جيد وسجلت هدف مصر الوحيد خلال اللقاء الذى انتهى بالتعادل، وواصلت المشاركة مع المنتخب في جميع مباريات بالتصفيات حيث شاركت في سبعة مباريات من أصل ثمانية خاضها المنتخب فى التصفيات وسجلت 3 أهداف”.
وتحدث هشام عبد الرسول عن موقف مُثير فى مباراة مصر والجزائر بملعب الأخير، حيث كلّفه الراحل الجوهري بمراقبة النجم الجزائري الشهير رابح ماجر خلال اللقاء الذي أقيم بالجزائر يوم 8 أكتوبر عام 1989 وقال لى الجوهري وقتها، “العب على ماجر دفاعاً وهجوماً وراقبه و”كأنك ظلّه”.. وأظن أننى نجحت فى هذه المهمة بدرجة كبيرة خلال هذا اللقاء الذى انتهى بالتعادل السلبي لدرجة أن ماجر قال لى خلال اللقاء: أنت مهاجم.. لماذا تدافع.. خليك فى الهجوم».