التخطي إلى المحتوى

تسعى السعودية إلى رفع أسعار النفط في اجتماع حاسم في فيينا في خطوة من شأنها أن تثير غضب الولايات المتحدة، وتساعد روسيا، وفقا لصحف عالمية من بينها فانينشيال تايمز.

ويتوقع أن تعلن الرياض وموسكو ومنتجون آخرون تخفيضات كبيرة في الإنتاج في اجتماع لمنظمة أوبك+، الأربعاء، وفقا لأشخاص مطلعين على المناقشات.

ولم يتم الاتفاق بعد على حجم الخفض، لكن السعودية وروسيا تضغطان من أجل تخفيضات تتراوح بين مليون إلى مليوني برميل يوميا أو أكثر، على الرغم من أن هذه التخفيضات يمكن أن تتم على مراحل في غضون عدة أشهر.

وقال محللون إن هذه الخطوة من المحتمل أن تؤدي إلى إجراءات مضادة أميركية.

السعودية ستقود.. بالإضافة روسيا.. جهود تخفيض الإنتاج

“أهم اجتماع”

ويعقد اجتماع، الأربعاء، لأعضاء أوبك بالإضافة إلى منتجين آخرين في مقر المنظمة في فيينا حيث “هرع” وزراء الدول المشاركة إلى العاصمة النمساوية لحضور ما وصفه محللون بأنه أهم تجمع منذ سنوات.

ومن المتوقع أن يحضر كبير مسؤولي الطاقة في روسيا، ألكسندر نوفاك، ومن المفهوم أنه يدعم خفضا كبيرا في الإنتاج، حيث يتم تداول النفط الروسي بالفعل بخصم كبير مع ابتعاد المشترين الأوروبيين، وفقا للصحيفة التي تقول إن منتجي أوبك+ يشعرون بالقلق من أن “سقف” الأسعار المخطط لفرضه على روسيا الآن يمكن أن يصبح لاحقا سابقة للاستخدام على نطاق أوسع ضد المنتجين الآخرين.

ومن المرجح أن يكون لمثل هذا الخفض تأثير كبير على الأسعار، التي انخفضت خلال الصيف.

ولا تزال الأسعار مرتفعة وفقا للمعايير التاريخية، ومع احتمال حدوث خفض كبير في الإنتاج، ارتفع خام برنت، وهو المعيار الدولي، فوق 90 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء – بزيادة 7 في المائة منذ عطلة نهاية الأسبوع.

وتأتي التوترات بين السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، والولايات المتحدة، أكبر مستهلك في العالم، في الوقت الذي يحذر فيه المحللون من حرب طاقة عالمية متفاقمة أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا.

قدرة تسعير محدودة

مع هذا تقول صحيفة نيويورك تايمز إن قدرة موسكو والرياض على السيطرة على تسعير النفط قد تكون محدودة.

وتقول الصحيفة إنه حتى إذا خفضت السعودية وغيرها من الدول الرئيسية المصدرة للنفط أهدافها الإنتاجية هذا الأسبوع، رافضة الجهود الأميركية للحفاظ على تدفق الإمدادات، فإن هذه الخطوة قد تسجل بالكاد في أسعار النفط العالمية.

وتضيف أن من شأن خفض الإنتاج من قبل السعودية وحلفائها أن يعزز التصور المتزايد بأن ولي العهد، محمد بن سلمان، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعملان معا بشكل وثيق لإدارة أسواق النفط.

وتقول الصحيفة إن الخفض الذي تدرسه منظمة أوبك بلس – ما يصل إلى مليون برميل يوميا – قد يصل إلى أكثر قليلا من “البادرة الرمزية”، بالنظر إلى القوى التعويضية في سوق النفط العالمية.

الرئيس الروسي بوتين متحدثا خلال مؤتمر عالمي للطاقة

الرئيس الروسي بوتين متحدثا خلال مؤتمر عالمي للطاقة

وتعتبر المخزونات العالمية والقدرة الاحتياطية للإنتاج أقل بكثير من المستويات التي من شأنها أن تضمن الاستقرار.

وبحلول أوائل العام المقبل، تهدف العقوبات الأوروبية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تشديد العقوبات، في محاولة للحد من مبيعات النفط الروسية، وتخطط الولايات المتحدة لوقف سحب احتياطيها النفطي الاستراتيجي.

ولكن هذه المرة، بحسب الصحيفة، سيتزامن الانخفاض في العرض مع انخفاض الطلب في الصين وأوروبا.

انخفاض الطلب

وتنقل نيويورك تايمز عن أندرو ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس، وهي شركة استشارية في هيوستن، قوله إنه “مع انخفاض أسعار النفط الخام بأكثر من 30 في المئة عن ذروتها في وقت سابق من هذا العام، فإن أوبك بلس قلقة الآن من حدوث ركود يقلل من الطلب”.

ويقول خبراء الطاقة إن كل ما تعلنه أوبك بلس سيترجم على الأرجح إلى خفض المعروض بنحو 500 ألف برميل يوميا أو نحو 0.5 بالمئة من الإمدادات العالمية، وفقا للصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن روستي برازيل، الرئيس التنفيذي لشركة RBN Energy، وهي شركة استشارية أخرى في هيوستن أن رقم الخفض ليس كبيرا، لكن “خفض أوبك بلس سيؤثر بالتأكيد على السوق، فقط من خلال الإشارة التي يرسلها بأن أوبك بلس مستعدة لخفض الإنتاج للحفاظ على سعر النفط من الانخفاض”.

وخلال الأزمة المالية 2008-2009، انخفضت الأسعار من 145 إلى 35 دولارا للبرميل في خمسة أشهر فقط.

وفي 2014-2015، مع تباطؤ النمو الاقتصادي، انخفض النفط بأكثر من 50 في المئة في تسعة أشهر، إلى 45 دولارا للبرميل.

وارتفعت الأسعار مرة أخرى حتى ضربت جائحة Covid-19 ، عندما انهار الطلب، وفي غضون ساعات، تحطمت لفترة وجيزة إلى ما دون الصفر ، حيث اضطر المنتجون إلى الدفع للمشترين مقابل الحصول على النفط الذي  لم يكن لديهم مكان لتخزينه.

ومع تعرض اقتصاداتها للخطر، تهدف السعودية وحلفاؤها إلى تحقيق الاستقرار في السوق مع تعافي العالم ببطء من الوباء.

وبعد خفض ما يقرب من 10 ملايين برميل يوميا من الإنتاج خلال الوباء، استعادت أوبك بلس الإنتاج تدريجيا حتى الشهر الماضي، عندما أعلنت عن انخفاض طفيف.

وتريد روسيا أعلى الأسعار الممكنة للتعويض عن انخفاض الصادرات إلى أوروبا.

وتتعرض هذه الأسعار لضغوط ليس بسبب تباطؤ الاقتصاد فحسب، بل أيضا بسبب زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة والبرازيل وبلدان أخرى. وتستثمر الكويت وغيرها من دول أوبك بلس لتوسيع طاقتها الإنتاجية.

ونظرا لعدم قدرتها على حث السعوديين وحلفائهم على إنتاج المزيد، أطلقت إدارة بايدن حوالي 160 مليون برميل من النفط الخام من الاحتياطي الاستراتيجي منذ مارس. وقد مددت مؤخرا هذه الإصدارات لمدة شهر آخر.

وقال لورانس جولدستين، مدير المشاريع الخاصة في مؤسسة أبحاث سياسة الطاقة، وهي مجموعة بحثية في واشنطن، لنيويورك تايمز، إن الإجراء المحتمل لمنظمة أوبك بلس “يمكن أن يؤدي بشكل مثير للاهتمام إلى تحرك من جانب الولايات المتحدة لتسريع الإفراج” عن الاحتياطي الاستراتيجي، الذي تم إنشاؤه في جزء كبير منه كحاجز ضد قدرة أوبك على الضغط على الإمدادات العالمية.

Scan the code