التخطي إلى المحتوى

ولم تعلن ناسا بعد ما إذا كان الارتطام قد أدى فعلا إلى تحويل مسار الكويكب. ففي حال حدوثه، يتأكد نجاح المهمة الأولى من نوعها في التاريخ لتحويل مسار كويكب بضربه بمركبة من صنع البشر.

فلطالما تطلع العلماء إلى إنشاء خط دفاعي للعالم، في وجه كويكبات متطايرة في الكون، قد يصطدم أحدها بالأرض، وقد كان الخبراء قد حذروا مرارا ما إذا كان كوكب الأرض سيتعرض لكارثة بعد ارتطام كويكب محتمل.

غير أن الأفلام اقترحت إجابة بسيطة ولو أنها تتطلب تطورا تقنيا عاليا وهي تقضي بإرسال أبطال إلى الفضاء لتفجير الكويكب قبل أن يصل إلى الأرض، أو إرسال مركبة فضائية لتغيير مسار الكويكب بعيدا.

فهناك ما لا يقل عن 5 كويكبات قريبة من الأرض خلال العام الجاري، اثنان منها قد مرا وابتعدا عن الأرض بأمان بدون حدوث أي اصطدامات.

ضربة استباقية

قال مدير مركز الفلك الدولي الدكتور محمد شوكت عودة إن عدد الكويكبات في نظامنا الشمسي بالملايين، فماذا لو اكتشفنا أن أحد هذه الكويكبات سيصطدم بالأرض، فالديناصورات وما يزيد عن 80 بالمئة من الكائنات الحية انقرضت بسبب اصطدام كويكب قطره 25 كيلو تقريبا بالأرض، وقد أدى إلى فناء الحياة في تلك الفترة.

وأضاف عودة، في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، أن الوسيلة الدفاعية المتاحة للبشر في حال اكتشاف كويكب يهدد الأرض بالاصطدام بها، تتمثل في تجهيز مسبار مهمته تغيير مسار الكويكب الخطر على الأرض، لأن تفجير الكويكب سيؤدي إلى تشظيه وانتشار شظاياه في اتجاهات عدة، وخاصة أن أغلبها سيسقط على الأرض، وهذا يجعل السيطرة على هذا الكويكب أمرا صعبا للغاية.

وقال إن المسبار الذي أطلقته ناسا، قد بدأ رحلته نحو هذا الكويكب منذ عشر أشهر تقريبا، حيث أطلق في نوفمبر 2021، ووصل قبل أمس، وسقط هذا المسبار على الكويكب ليحاول تغيير مساره، فهذا الكويكب أصلا لا يمثل خطرا على الأرض، لكنها تجربة لبيان هل ستنجح هذه التقنية أم لا.

وبين عودة أن لهذا الكويكب قصة، موضحا أنه كان عبارة عن كويكب كبير يدور حول كويكب أصغر، فوقع الاختيار على الصغير، وقد تم اختياره وقد نجح الاصطدام، لكن معرفة هل نجح الاصطدام في تغيير مسار الكويكب أم لا، فهذا الجواب يحتاج للانتظار عدة أيام أو أسابيع، والآن سترصد المراصد الأرضية هذا الكويكب الصغير لمعرفة مدة دورانه حول نظيره الكبير هل اختلفت أم لا، حيث كان قبل الاصطدام 11 ساعة و55 دقيقة.

كما قال الدكتور محمد شوكت عودة إن هناك توجها علميا لإحداث انفجار صغير لهذه الكويكبات في المستقبل، بحيث تغير مسارها فقط، معتبرا أن هذه التجربة هي البداية، فهناك حلول أخرى كالشراع الشمسي التي تركب على الأقمار الاصطناعية لتحريف مسار الكواكب.

Scan the code