التخطي إلى المحتوى

نيويورك  (الاتحاد)

حذرت دولة الإمارات من شدة وطأة الأزمة الأوكرانية على النساء والأطفال، ودعت إلى حلول إنسانية تناسب احتياجاتهم، واحترام القانون الدولي، مجددة الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية.
ولفتت إلى أن صور الأطفال الأوكرانيين العائدين لفصول الدراسة كانت مؤثرة جداً، لا سيما وأن الأزمة طالت نحو 2.300 مؤسسة تعليمية مدمرةً 300 منها، حسب تقارير الأمم المتحدة.
وقالت الإمارات في بيان أمام مجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا، إن الأزمة أتى وقعها على النساء والأطفال أشدُ وطأة، وفي هذا الوقت من العام بالذات، نستذكر إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للطفولة حول عدد الأطفال الذين اضطرتهم المعارك للخروج من البلاد، وغيرهم كُثر شُرِدوا في الداخل. 
وأضافت: «بعضهم سيحضر فصولاً دراسية افتراضية من أوكرانيا، ولكن الأغلبية تحتاج لمدارس ومرافق رعاية أين ما دفعت بهم الأزمة للجوء، مشيرة إلى أنه حتى أولئك المحظوظين بوجود إمكانية الذهاب للمدارس سيعانون الأثر النفسي للصدمة وصعوبة التأقلم معه».
وأكدت في البيان، الذي أدلت به معالي السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة، «ليس من مثالٍ أكمل من الذي يتجلى أمامنا على الحاجة إلى نهجٍ إنساني يراعي منظور الجنسين»، مضيفة: «ينبغي على مجلس الأمن أن يدعو المانحين والجهات الإنسانية لبلورة حلول مصممة خصيصاً لتلبي احتياجات النساء والأطفال في أوكرانيا».
وقالت السفيرة لانا نسيبة في البيان: «مثل العديد من الأسر في نيويورك وحول العالم انشغلنا هذا الأسبوع بالتحضير لبداية العام الدراسي الجديد، ولأن هذه الفترة من المفترض أن تضفي البهجة والتشويق على الأسر، وخاصة الأطفال فيها، فإنه من الصعب جداً تخيلها في ظل الصراع الذي نناقشه وأي من الصراعات الأخرى حول العالم المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن». 
وأضافت: «إن صور الأطفال الأوكرانيين العائدين لفصول الدراسة كانت مؤثرة جداً، لا سيما وأن المعارك طالت نحو 2,300 مؤسسة تعليمية مدمرةً في ذلك 300 منها، حسب تقارير الأمم المتحدة».
وتابعت: «على السلطات الروسية والأوكرانية حماية الأطفال فوراً، لأنها تشكل جانباً يستدعي التواصل بين الطرفين كما يتوقع المجتمع الدولي»، مضيفة: ليس من مثالٍ أكمل من الذي يتجلى أمامنا على الحاجة إلى نهجٍ إنساني يراعي منظور الجنسين. 
وقالت السفيرة لانا نسيبة: «ينبغي على مجلس الأمن أن يدعو المانحين والجهات الإنسانية لبلورة حلول مصممة خصيصاً لتلبي احتياجات النساء والأطفال في أوكرانيا».
وذكرت أنه في مواجهة هذه التحديات الصعبة نُشيد بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والشركاء الإنسانيين لاستجابتهم السريعة لاحتياجات النازحين، والبلدان المضيفة، والذي يزيد استمرار الصراع للحاجة لكرم الحماية والخدمات، بما في ذلك التعليمية منها، التي تقدمها هذه البلدان لمن أتوها لاجئين، مشيرة مرة أخرى إلى واجب تقديم الحماية دون تحيّزٍ أو تمييز. وشددت على أنه «لا يُجبر على النزوح إلا من بلغ به الضعف أقصاه، لذا من الضروري مراعاة كرامتهم وحرية قرارهم، حيث يجب توفير المرور الآمن والطوعي لكل باحثٍ عن الأمان، عند سماح الظروف، والأمر ذاته ينطبق على العائدين إلى موطنهم، حيث تكون العودة طوعية، آمنة، كريمة، ومستقرة». 
 وجددت التأكيد أن على جميع الأطراف التقيد بصرامة بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك جوانب القانون الإنساني الدولي التي تعالج النزوح، لافتة إلى أنه منذ بداية هذا الصراع، ثبت التحدي الخاص الذي يشكله ضمان سلامة النازحين، ومع اشتداد القتال مؤخراً في المناطق المحيطة بخيرسون وخاركيف ودنيبرو يلزم تأمين وحماية الجهات الإنسانية الداعمة لعمليات الإجلاء. 
وحذرت من أن تدمير البنية التحتية للمياه والكهرباء والغاز، كما يرد في التقارير عن المعارك، تجعل الناس عرضة لخطر انعدام الخدمات الممكنة للحياة، خصوصاً مع اقتراب الشتاء، مكررة الدعوة لحماية المدنيين وجميع الأعيان المدنية، بما في ذلك تلك التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، وتجنيبها الاستهداف. وقالت: «إن استمرار الصراع يعمق الحاجة لوقف العنف والمعاناة، لذلك يجب مضاعفة الجهود لدعم وتنشيط المسارات التي قد تخفف من آثاره، وتعدنا للمزيد من خطوات بناء الثقة، فذلك هو الطريق الوحيد إلى الأمام». 
ونوّهت إلى الترحيب، خلال الشهر الماضي، باستئناف الصادرات الزراعية من أوكرانيا نتيجةً لمبادرة حبوب البحر الأسود، ولكن من المهم أن تصل الحبوب إلى من هم في أمس الحاجة إليها، وليس فقط أولئك القادرين على دفع ثمنها. 
وأعربت، في الوقت نفسه، عن الأمل في رؤية تقدم عاجل في طرح الأسمدة الروسية أيضاً في الأسواق العالمية، فهذا أمرٌ محوري إذا أردنا ضمان حصاد العام المقبل، وتجنب تدهور أزمة الغذاء الحالية، مضيفة: «لن يساهم ذلك في تلبية الاحتياجات الملموسة للملايين حول العالم فحسب، بل قد يخلق أيضاً زخماً للتوصل لاتفاقيات أخرى تعالج الأزمة».
واختتمت البيان قائلة: «ما زلنا نجتمع هنا لنستمع إلى تكاليف الأزمة المتصاعدة، ومثل كل الحروب، فإن مرور الأيام يزيد الخسارة الإنسانية سوءاً، ولكن ما نحتاجه الآن هو الأفكار البناءة وإرادة سياسية تحولها لحقيقة واقعة، فقد شهدنا على ذلك، بشكل بسيط، قبل ستة أسابيع في إسطنبول، وليس تكرار ذلك المشهد بمستحيل، ولوقف الأعمال العدائية أن يكون الخطوة الأولى».

 

Scan the code