التخطي إلى المحتوى

أعلنت أوكرانيا اختراق خطوط الدفاعات الروسية في عدة أماكن بالقرب من مدينة خيرسون الجنوبية في إطار حملة جديدة لاستعادة الأراضي، بينما أكدت روسيا فشل هجوم كييف المضاد.

وجاءت التحركات الأوكرانية في الجنوب بعد عدة أسابيع من الجمود النسبي في الحرب التي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين ودمرت مدنا وتسببت في أزمة طاقة وغذاء عالمية وسط عقوبات اقتصادية غير مسبوقة.

عملية تحرير خيرسون؟

A Russian military truck drives past an unexploded munition during Ukraine-Russia conflict in the Russia-controlled village of…

شاحنة عسكرية روسية في قرية تشورنوبايفكا بخيرسون في أوكرانيا في 26 يوليو 2022

كانت خيرسون، أول مدينة كبرى تسقط في أيدي القوات الروسية بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 24 فبراير، واستولت روسيا على مساحات واسعة من الجنوب في المرحلة الأولى من الحرب.

وتتمتع خيرسون، بأهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا باعتبارها “جسرا بريا” لشبه جزيرة القرم، والتي ضمتها من أوكرانيا في عام 2014، وفقا لتقرير لصحيفة “فاينينشال تايمز”.

وربما تمثل تلك التحركات الأوكرانية “إشارة ببدء هجوم مضاد واسع النطاق ومتوقع منذ فترة طويلة يهدف إلى استعادة السيطرة على الأراضي التي استولت عليها روسيا”، وفقا لتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.

ويهدف الهجوم الذي طال انتظاره على القوات الروسية إلى استعادة الأراضي التي احتلتها موسكو في الأسابيع الأولى من الغزو الروسي عندما اندفعت قوات موسكو من شبه جزيرة القرم إلى الجنوب، وفقا لـ”فاينينشال تايمز”.

وأيد مسؤول عسكري أميركي كبير فكرة أن أوكرانيا تصعد هجومها في الجنوب، قائلاً: “الهجوم المعلن يظهر رغبة الأوكرانيين في إحراز تقدم في ساحة المعركة”. 

وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل العسكرية الحساسة، أن “البنتاغون لا يزال حذرا بشأن ما إذا كانت القدرات العسكرية الحالية لأوكرانيا كافية لتحقيق مكاسب كبيرة”، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وأضاف: “في غضون 24 إلى 36 ساعة القادمة، سيكون لدينا جميعا معرفة أفضل بمستوى هذا الهجوم”.

من جانبه قال أوليكسي أريستوفيتش، كبير مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، “يجب أن أشير اليوم إلى أن الدفاعات (الروسية) اختُرقت في غضون ساعات قليلة”.

وأوضح أن القوات الأوكرانية “تقصف العبارات التي تستخدمها موسكو لجلب الإمدادات إلى جيب من الأراضي التي تحتلها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون”، وفقا لـ”رويترز”.

وأكد الجيش الأوكراني، الاثنين، أنه قصف قاعدة عسكرية روسية كبيرة خلف الخطوط الروسية في منطقة خيرسون ودمرها، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه هي بداية الهجوم المضاد الجنوبي الذي أعلنت عنه كييف لعدة أشهر، أو استمرارا للضربات في الجنوب التي كانت أوكرانيا تنفذها خلال الأسابيع العديدة الماضية.

بعد مرور أكثر من ستة أشهر على بدء الغزو، تستخدم أوكرانيا الآن أسلحة متطورة قدمها الغرب لضرب مستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد الروسية، وفقا لـ”رويترز”.

وخلال الشهرين الماضيين، نفذت أوكرانيا عشرات الضربات على خطوط الإمداد والبنية التحتية الروسية لدعم احتلال موسكو للمنطقة.

وخلال الأشهر الأخيرة، قصفت القوات الأوكرانية بانتظام عدة جسور خاضعة لسيطرة روسيا في جنوب أوكرانيا، بهدف “تعطيل بخطوط الإمداد الروسية على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو”، وفقا لـ”فاينينشال تايمز”.

واستفادت أوكرانيا من الأسلحة الغربية مثل منظومة صواريخ هيمارس الأميركية التي يصل مدى هجومها إلى 80 كيلومترا، ما زاد من قدرة أوكرانيا على الضرب أهداف روسية بعيدا عن خطوط العدو، حسب الصحيفة.

وفي خطابه الليلي الاثنين، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، “لن تسمع تفاصيل من أي شخص مسؤول لأن هذه حرب”.

وقالت القيادة الجنوبية الأوكرانية، الاثنين، إن قواتها بدأت عمليات هجومية في عدة اتجاهات في الجنوب، منها منطقة خيرسون التي تقع إلى الشمال من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

وقالت المتحدثة باسم القيادة، ناتاليا جومينيوك، إن أوكرانيا قصفت أكثر من عشرة مواقع في الأسبوع الماضي و”أضعفت العدو بلا شك”، مضيفة أن القوات الروسية في الجنوب ما زالت “قوية للغاية”، رافضة الإدلاء بتفاصيل عن الهجوم، وفقا لـ”رويترز”.

وتعليقا على تلك التطورات، قال وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندري زاغورودنيوك، إن كييف “تخطط بالتأكيد للعودة إلى خيرسون في المستقبل القريب جدًا”.

وأضاف: “إنها مهمة معقدة بما في ذلك القوات المتعددة والأنشطة التكتيكية، والتي كانت بحاجة إلى الصبر والوقت للاستعداد”، حسب “فاينينشال تايمز”.

تصريحات روسية “متضاربة”

An armoured truck of pro-Russian troops is parked near Ukraine's former regional council's building during Ukraine-Russia…

شاحنة مدرعة للقوات الموالية لروسيا في مدينة خيرسون بأوكرانيا في 25 يوليو 2022

على جانب آخر، نفى مسؤول نصبته روسيا في خيرسون في البداية وقوع هجوم أوكراني، لكن وزارة الدفاع الروسية اعترفت لاحقا بأن القوات الأوكرانية شنت هجمات في 3 اتجاهات، لكنها قالت إن هذه الجهود “فشلت فشلا ذريعا”. 

وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن وزارة الدفاع، الاثنين، أن القوات الأوكرانية حاولت شن هجوم في منطقتي ميكولايف وخيرسون لكنها “تكبدت خسائر فادحة”.

وأضافت “فشلت محاولة الهجوم التي أقدم عليها العدو فشلا ذريعا”، وفقا لـ”رويترز”.

لكن مسؤولين في السلطة المحلية المعينة من قبل موسكو قالوا لوكالة الإعلام الروسية إن “وابلا من الصواريخ الأوكرانية أدى لانقطاع المياه والكهرباء عن بلدة نوفا كاخوفكا التي تحتلها روسيا”.

وأشارت وسائل الإعلام الروسية إلى قيام سلطات موسكو بـ”عمليات إجلاء من بلدات في المنطقة”، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.

وفي ميكولايف، قال مسؤولون وشهود إن قصفا روسيا جديدا للمدينة، أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 24 آخرين وسوى منازل بالأرض.

وأصابت الغارة منزلا مجاورا لمدرسة، مما أسفر عن مقتل امرأة، وفقا لـ”رويترز”.

بعثة أممية تزور محطة زابوريجيا

FILE PHOTO: A serviceman with a Russian flag on his uniform stands guard near the Zaporizhzhia Nuclear Power Plant in the…

زابوريجيا تحت سيطرة القوات الروسية منذ مارس الماضي

اندلع القتال في خيرسون بالتزامن مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية إرسال المفتشين الذين شكلوا “مهمة دعم ومساعدة” إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا.

وقال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي في تغريدة  إن “بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتت في طريقها إلى زابوريجيا. علينا حماية أمن أوكرانيا وأمن أكبر محطة في أوروبا”، موضحا أن الفريق سيصل إلى الموقع “في وقت لاحق خلال الأسبوع الحالي”.

وبالتزامن مع ذلك أكد مسؤولون أوكرانيون، الاثنين، استمرار الضربات قرب المحطة النووية، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

كانت منشأة  زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، تحت سيطرة القوات الروسية منذ مارس الماضي بعد أسابيع على اجتياح موسكو لأوكرانيا.

ويسعى العالم جاهدا لتجنب كارثة في محطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا وتحتلها روسيا، حيث تبادل الجانبان الاتهامات بقصف محيطها، وفقا لـ”رويترز”.

وقالت المنظمة ومقرها فيينا، إن البعثة التي يقودها غروسي، ستقيم الأضرار المادية وظروف العمل وستتحقق من أنظمة السلامة والأمن. 

وستقوم أيضا “بتنفيذ أنشطة حماية عاجلة”، في إشارة إلى تتبع المواد النووية.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الاثنين إن أوكرانيا تتوقع كشف البعثة “تعريض روسيا سلامة المحطة النووية للخطر”.

وأضاف في مؤتمر صحفي في ستوكهولم “نتوقع من البعثة بيانا واضحا بوقائع انتهاك جميع بروتوكولات الأمان النووي”.

من جانبه وصف الكرملين مهمة الوكالة بأنها “ضرورية”، وحث المجتمع الدولي على الضغط على أوكرانيا لتقليل المناوشات العسكرية عند المحطة. 

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن البعثة يجب أن تقوم بعملها بطريقة “محايدة سياسيا”.

ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوكرانيا إلى سحب العتاد العسكري والجنود من المجمع النووي لضمان عدم اعتباره هدفا، لكن الكرملين استبعد مجددا إخلاء الموقع، وفقا لـ”رويترز”.

Scan the code