التخطي إلى المحتوى

في تهديد واضح، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن “القوات قد تصل فجأة في ليلة واحدة” إلى اليونان، بعد أسبوع من “صراخه” بوجه رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، خلال عشاء مغلق في براغ حضره 44 زعيما أوروبيا.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إنه ومع تفشي التضخم وانخفاض الليرة وقرب الانتخابات في تركيا، فقد تكون “الأزمة المفتعلة” هي الشيء الذي يحتاجه أردوغان.

ووفقا للصحيفة، اتهم أردوغان، ميتسوتاكيس بعدم الإخلاص بشأن تسوية النزاعات في شرق بحر إيجه، وانتقد الاتحاد الأوروبي لانحيازه إلى أعضائه، اليونان وقبرص، وفقا لديبلوماسي أوروبي، واثنين من كبار المسؤولين الأوروبيين، الذين كانوا هناك، وتحدثوا للصحيفة.

وأضافت، وبينما واصل الآخرون، الذين كانوا مذهولين ومنزعجين، عشاءهم، واصل أردوغان في مؤتمر صحفي ضد اليونان الهجوم، وهدد بالغزو. وقال “قد نصل فجأة في إحدى الليالي”.

وعندما سأل أحد المراسلين عما إذا كان ذلك يعني أنه سيهاجم اليونان، قال الرئيس التركي “في الواقع لقد فهمت”.

وتقول الصحيفة إنه في حين أن قلة من الدبلوماسيين أو المحللين يتوقعون الحرب، هناك شعور متزايد بين الدبلوماسيين الأوروبيين بأن أردوغان “المهدد سياسيا هو خطر متزايد على جيرانه”، وأن الحوادث يمكن أن تحدث.

ونقلت نيويورك تايمز عن ديبلوماسي، لم تكشف اسمه، قوله إن أردوغان “بحاجة إلى أزمة” لتعزيز مكانته المهتزة في الداخل بعد ما يقرب من 20 عاما في السلطة، وقال الدبلوماسي إنه إذا لم يتم منح أردوغان “أزمة”، فقد يصنع واحدة.

والآن تهدد التوترات المتصاعدة بين اليونان وتركيا، وكلاهما عضوان في حلف شمال الأطلسي، بإضافة بعد جديد صعب إلى جهود أوروبا للحفاظ على وحدتها في مواجهة حرب روسيا في أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية المتراكمة.

إردوغان صرخ بوجه رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، وأطلق تهديدات ضد بلده

“مشاكل عميقة”

وقال سنان أولغن، مدير EDAM، وهي مؤسسة بحثية مقرها إسطنبول، إنه بالطبع كان هناك جانب انتخابي لتصرفات أردوغان. ولكن كانت هناك أيضا مشاكل عميقة الجذور تعزز عدم الاستقرار المزمن والتوترات الخطيرة.

وأضاف “لدى تركيا واليونان مجموعة من النزاعات الثنائية التي لم يتم حلها، وهذا يخلق بيئة مواتية كلما أراد سياسي في أنقرة أو أثينا إثارة التوترات”.

وكاد البلدان أن يخوضا حربا في السبعينات بشأن استكشاف الطاقة في بحر إيجه، وحربا أخرى في منتصف التسعينات بسبب المطالبات المتنازع عليها حول جزيرة صخرية غير مأهولة في شرق البحر الأبيض المتوسط ، وفي عام 2020، ارتفع التوتر مرة أخرى حول استكشاف الطاقة في المياه المتنازع عليها.

الانتخابات

 “والآن نحن في ذلك مرة أخرى”، قال أولغن، مضيفا “ولماذا؟ بسبب الانتخابات في تركيا واليونان”.

ويستعد رئيس الوزراء اليوناني أيضا لانتخابات قريبة، حيث من المتوقع إجراء انتخابات الصيف المقبل، والمشهد في البلاد يعاني من فضيحة مستمرة حول برامج التجسس المزروعة في هواتف السياسيين والصحفيين المعارضين.

وكما هو الحال في تركيا، لا شيء يروق للقاعدة اليونانية أكثر من الخلاف مع عدو قديم، وفقا للصحيفة.

وفي العشاء الذي أقيم في براغ، رد ميتسوتاكيس بأنه ينبغي للقادة حل المشاكل وليس خلق مشاكل جديدة، وأنه مستعد لمناقشة جميع القضايا، ولكنه لا يستطيع التزام الصمت بينما تهدد تركيا سيادة الجزر اليونانية.

وقال للصحفيين إنه منفتح على إجراء محادثات مع أردوغان على الرغم من الانتقادات اللاذعة، قائلا إنه يعتقد أن الصراع العسكري غير مرجح، وقال “لا أعتقد أن هذا سيحدث أبدا”، وإذا حدث ذلك، لا سمح الله، فإن تركيا ستتلقى ردا مدمرا للغاية”.

وكان يشير إلى القدرات العسكرية اليونانية التي تم تعزيزها بشكل كبير مؤخرا كجزء من اتفاقيات الدفاع الموسعة مع فرنسا والولايات المتحدة.

كما استغل ميتسوتاكيس الانزعاج الأميركي من علاقات أردوغان مع روسيا وتأخره في الموافقة على توسيع حلف شمال الأطلسي إلى فنلندا والسويد لتعزيز العلاقات مع واشنطن.

وفي مايو، كان أول رئيس وزراء يوناني يخاطب الكونغرس وحثه على إعادة النظر في مبيعات الأسلحة إلى تركيا.

وقال إن اليونان ستشتري طائرات إف-35 بينما لا تزال تركيا تضغط للحصول على المزيد من طائرات إف-16.

لكن أردوغان يواجه مشاكل كبيرة في الداخل، مما يجعل التوترات مع اليونان طريقة سهلة وتقليدية لتحويل الانتباه وحشد الدعم، وفقا للصحيفة.

وفي تقرير صدر، الأربعاء، انتقد الاتحاد الأوروبي “التراجع الديمقراطي” في تركيا وقال إنه “في مجال الديمقراطية وسيادة القانون والحقوق الأساسية، تحتاج تركيا إلى عكس الاتجاه السلبي كمسألة ذات أولوية مع معالجة ضعف الضوابط والتوازنات الفعالة في النظام السياسي”.

وفي هذه المرحلة، يعتقد المحللون أن أردوغان قد يفقد أغلبيته في البرلمان وقد يخسر الانتخابات الرئاسية نفسها.

وهذا تحليل يرفضه بشدة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، حزب العدالة والتنمية، كما قال فولكان بوزكير، الدبلوماسي السابق وعضو البرلمان، الذي يقول بشكل قاطع إنه سيتم إعادة انتخاب أردوغان وحزبه.

Scan the code