وكلّف رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، بتنفيذ حملة تشجير موسعة على جانبي الطرق السريعة في البلاد، بجانب زراعة جانبي المحاور الرئيسية والشوارع التي تم رفع كفاءتها وتطويرها خلال الفترة الماضية، إضافة للتشديد على أن يكون ضمن مكونات مشروعات الطرق الجديدة زراعة الجزر الوسطى بالأشجار المناسبة.
وتتضمن المبادرة المصرية، إنشاء حديقة مركزية بعواصم المحافظات والمدن الكبرى لتوفير رئة خضراء بمساحات كبيرة للمواطنين بهذه المدن والمناطق، بما يسهم في إحداث نقلة نوعية حضارية بكل مدينة.
كما حددت الحكومة 9900 موقع على مستوى البلاد تصل مساحتها الإجمالية إلى 6600 فدان تصلح لأن تكون غابات شجرية أو حدائق.
محطة تنقية طبيعية
وقال مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين اتحاد خبراء البيئة العرب، مجدي علام، إن المبادرة المصرية تأتي في وقت مهم للغاية بعد المعاناة البالغة جرّاء التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، ومن ثم فهي مهمة لصحة البشر والكائنات الحية، معتبرا إياها محطة تنقية طبيعية لكل أنواع الملوثات.
وأوضح علام في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن زراعة الأشجار أمر مهم للغاية على الصعيد العالمي خاصة بعد الفقدان الكبير لكثير من مساحات الغابات خلال الفترة الماضية جرّاء الحرائق سواء في كاليفورنيا أو إسبانيا أو إيطاليا، والتي تقدر نسبة بنحو 23 بالمئة على مدار الـ 50 سنة الماضية.
وأضاف: “فقدان هذه المساحة الخضراء الكبيرة يشكل خطرا كبيرا على الغلاف الجوي في المقام الأول، ثم نسبة الأوكسجين في الجو والقدرة على امتصاص أوكسيد الكربون”.
وأشار مستشار برنامج المناخ العالمي، إلى أن المبادرة المصرية “تساهم في تحسين نوعية الهواء الذي نستنشقه كبشر وكائنات حية، كما تمثل حماية للكرة للأرضية لأنها تخفف من ظاهرة الاحتباس الحراري وهذا التخفيف ناتج عن امتصاص أكاسيد الكربون التي تشكل 38 بالمئة من إجمالي الانبعاثات”.
وأوضح أن “زراعة الأشجار ليست هدفا جماليا فقط، ولكنها تسهم في إنقاذ حياة البشر من غازات الاحتباس الحراري، كما تعمل أيضا على تثبيت التربة وخاصة للشواطئ البحرية والنهرية”.
ووفق علام فإن أشجار الشوارع “تشكل رئة لامتصاص ملوثات السيارات. وتشير الدراسات البيئة إلى احتياج السيارات من الموديلات القديمة إلى 12 شجرة مورقة لكي تمتص عوادمها”.
من جانبها، قالت وزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد، إن مبادرة زراعة 100 مليون شجرة تتضمن عددا من الأهداف الرئيسية يأتي في مقدمتها مضاعفة نصيب الفرد من المساحات الخضراء على مستوى البلاد، وامتصاص الملوثات والأدخنة، وتحسين نوعية الهواء وخفض غازات الاحتباس الحراري، بما يساهم في تحسين الصحة العامة للمواطنين.
كما أن للمبادرة مردود اقتصادي مهم بحسب فؤاد، يتمثل في زراعة أنواع من الأشجار لها عائد اقتصادي، سواء أشجار مثمرة مثل الزيتون، أو أشجار خشبية، أو أشجار أخرى مطلوبة في صناعات عديدة.