ليس مستبعداً أن يقوم حزب الله اللبناني بإجهاض مفاوضات ترسيم الحدود البحرية التي تجريها حكومتا لبنان وإسرائيل بوساطة أمريكية، خاصة وأن مسؤولاً لبنانياً أكد أن التوصل إلى اتفاق أمرٌ بات “قريباً جداً”.
هذا ما ذكرته، اليوم الاثنين، موقع “تايمز أوف إسرائيل” الناطق بالإنكليزية، والذي قال إن القوات الإسرائيلية عند الحدود الشمالية هي في حالة تأهب قصوى وسط مخاوف من أن يقوم حزب الله بتنفيذ هجوم لإجهاض المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بشأن النزاع الحدودي البحري، مشيرة إلى أن ثمة تقارير تتحدث عن أن الطرفين باتا على وشك التوصل إلى اتفاق.
أيلول شهر الحسم
وكانت وكالة “سبوتنيك” ذكرت الروسية نقلت يوم أمس الأحد عن مصدر رسمي لبناني، تأكيده أن لبنان وإسرائيل اقتربا من التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين”، وقال: “نحن قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وتبلغنا بأن الجواب الذي سيحمله الوسيط الأميركي آموس هوكستين من الجانب الإسرائيلي ردا على المقترح اللبناني إيجابي، وهو عائد قريبا إلى بيروت”، ولفت المصدر إلى أن “شهر أيلول/سبتمبر سيشهد الحسم في ملف ترسيم الحدود”.
ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعاً وهي منطقة غنية بالنفط والغاز، وقد أجرى الطرفان سابقا مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود بوساطة أميركية ورعاية الأمم المتحدة، وبين تشرين الأول/أكتوبر من العام 2020، أيار/ مايو من العام 2021، خاض الطرفان خمس جولات من المفاوضات في مقر الأمم المتحدة بمنطقة الناقورة جنوبي لبنان، إلا أن تلك المفاوضات تمّ تعليقها بسبب خلافات جوهرية.
حقل غاز كاريش
وفيما يؤكد لبنان أن حقل غاز كاريش يقع في منطقة متنازع عليها، فإن إسرائيل تقول إن الحقل يقع ضمن مياهها الإقليمية المعترف بها دولياً، وتشدد بأنها لن تتنازل في قضية منصة كاريش، التي بدأت تشغيلها في الآونة الأخيرة لاستخراج النفط والغاز.
ويعارض حزب الله، بشدّة تقديم أي تنازلات في المفاوضات مع إسرائيل، ولطالما هدد الأمين العام للحزب، حسن نصر الله،حذّر الشهر الماضي من نشوب حرب اعتبر أنها قد تُخضع إسرائيل لشروط لبنان، مشيراً إلى أن كافة الحقول الإسرائيلية “في دائرة التهديد” و”لا يوجد أي هدف إسرائيلي لا تطاله الصواريخ الدقيقة”، لكنّ نصر الله عاد وقال الجمعة الماضي: “في حال جاء الوسيط الأمريكي وأعطى للدولة اللبنانية ما تطالب به فنحن ذاهبون للهدوء” مستطرداً: و”إذا لم يعط للدولة ما تطالب به نحن ذاهبون إلى تصعيد”، على حد تعبيره.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في شهر تموز/يوليو الماضي أنه أسقط 3 طائرة مسيّرة تتبع لحزب الله، وأشارت مصادر وصفت بالمطلعة أن تلك الطائرات كانت على بعد أميال من منصّة الغاز كاريش.
حزب الله وجدوى الاستفزازات
وتشير القناة 12 العبرية إلى أن ثمة خشية لدى القادة العسكريين الإسرائيليين من أن يسعى نصر الله لاستفزاز إسرائيل مرة أخرى، أملاً منه في أن يكون صاحب الفضل في حصول الطرف اللبناني على تنازلات إسرائيلية قبل توقيع الاتفاق.
وفي هذا السياق، أشارت “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن الرئيس السابق لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، عاموس يادلين، حذر من أن حزب الله يثق بجدوى استفزازاته، وذكّر المسؤول الأمني الإسرائيلي بالمرحلة التي سبقت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في العام 2006.
ويجدر بالذكر أن الوسيط الأمريكي هوكستين كان أعرب مطلع الشهر الجاري عن تفاؤله بإحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، بما يمهّد لتوصّل البلدين الى اتفاق إزاء ترسيم الحدود البحرية في الفترة المقبلة.
هوكستن وعقب مشاركته حينها في اجتماع عقده رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في القصر الرئاسي، قال هوكستن: “ما زلت متفائلا بإحراز تقدم مستمر كما فعلنا طيلة الأسابيع الماضية، وأتطلع قدماً للعودة إلى المنطقة والتمكن من المضي في الترتيبات النهائية”، على حد تعبيره.