حكم قاض بريطاني بإمكانية المضي قدما في قضية ضد المملكة العربية السعودية رفعها معارض اتهم الرياض بالتجسس عليه باستخدام برنامج “بيغاسوس” والاعتداء عليه جسديا من قبل عملاء للمملكة في لندن.
وقالت صحيفة “الغارديان” إن القرار سيفتح الباب أمام ضحايا آخرين لرفع دعاوى مشابهة ضد حكومات أجنبية تأمر بمثل هذه الهجمات.
وأضافت أن الناشط السعودي غانم الدوسري، ويعرف أيضا باسم غانم المصارير، هو من رفع الدعوى ضد الحكومة السعودية.
والدوسري، هو كاتب ساخر بارز حصل على حق اللجوء في المملكة المتحدة قبل عدة سنوات، ويعرف بانتقاده العلني للعائلة المالكة في بلده، عبر مقاطع مصورة في قناته على يوتيوب.
وادعى الدوسري بأن السلطات السعودية أمرت باختراق هاتفه وأنه تعرض لاعتداء جسدي من قبل عملاء المملكة في لندن في عام 2018.
وأشارت الصحيفة إلى أن باحثين في جامعة تورنتو متخصصين في تتبع ومراقبة عمليات التجسس ضد الناشطين والمعارضين، أكدوا استهداف واختراق هاتف الدوسري من قبل شبكة ربما تكون مرتبطة بالمملكة العربية السعودية.
وأضافت أن السلطات السعودية ربما تستأنف ضد قرار المحكمة، التي رفضت محاولة أولى للمملكة لعدم المضي قدما في القضية على اعتبار أنها تتمتع بحماية الحصانة السيادية بموجب القانون البريطاني.
لكن القاضي وجد أن الدوسري يمكنه الاستمرار في إجراءاته القانونية ضد بلاده بموجب استثناء من قانون الحصانة السيادية الذي ينطبق على أي فعل من قبل دولة أجنبية يسبب ضررا شخصيا.
كما وجد القاضي أن الدوسري قدم أدلة كافية لاستنتاج أن المملكة العربية السعودية كانت مسؤولة عن الاعتداء الجسدي عليه.
وأشاد الدوسري بالقرار، وقال إن عمليات التجسس والاعتداء الجسدي عليه كان لهما تأثير عميق على حياته.
وأضاف: “لم أعد أشعر بالأمان وأنا أنظر خلفي باستمرار.. لم أعد أشعر أنني قادر على التحدث باسم الشعب السعودي المظلوم، لأنني أخشى أن أي اتصال مع أشخاص داخل المملكة يمكن أن يعرضهم للخطر”.
وأصبح الدوسري (40 عاما)، يعيش في حالة خوف على حياته من الاغتيال أو الاختطاف من مكان إقامته في لندن، حيث لم يعد يمشي من دون وجود “رذاذ الفلفل” معه، وحتى أنه يخشى شرب القهوة في المطاعم العامة خوفا من تسميمه، وفق تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في 2020.
وفي أكتوبر 2018 قامت الشرطة البريطانية بتركيب نظام إنذار (panic button) في منزل الناشط السعودي، بعد تحذيرات من مخاطر على حياته من دون معرفة مصدرها.
كما اكتشف خلال الفترة الماضية أن أجهزة الخلوي والحاسوب التي يمتلكها مخترقة بفيروس (Pegasus) الذي طورته شركة إسرائيلية واستخدمته بعض الكيانات بغرض تحويل الهواتف الذكية إلى أدوات تجسس على مستخدميها، والتي ارتبطت بشكل مباشر بالحكومة السعودية.
وينتقد الدوسري، على حسابه في موقع يوتيوب، بأسلوب ساخر، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وسلطات الرياض، وتحظى مدونته بأكثر من 300 مليون مشاهدة.