التخطي إلى المحتوى

حشر “حزب الله” نفسه في “عنق الزجاجة”، بعد أن كان يحصن منظومته الأمنية والعسكرية، بغطاء جانب مسيحي متمثل بالتيار الوطني الحر “المتذبذب”، وبعض السنة الموالين لإيران أو سوريا، بعد أن فقد هذا الغطاء في اجتياح ٧ أيار وخطابه المذهبي.

سياسة الحزب التي انتهجها والأحداث المتنقلة بين المناطق، التي أثبتت تورط عناصر من “حزب الله” بها بشكل مباشر او غير مباشر، وضعته في مواجهة عدائية مع الطوائف الأخرى ومع شريحة لا يستهان بها من طائفته.

وفي جولة سريعة على تجاوزاته هذا العام فقط، واستخدام سلاحه في الداخل فهي كثيرة بدءا من تغطية شبكات المخدرات وعصابات الخطف، وتهديد الجيش بوقف ملاحقته للمطلوبين تحت طائلة المسؤولية، اضافة الاشتباكات اليومية في الضاحية والجنوب والتي لا يمر يوم دون ترويع المواطنين وتهديد حياتهم، الى أحداث مخيم “عين الحلوة”، وجريمة التي طالت شرارتها كل لبنان الى مقتل المسؤول في “القواتي” الياس الحصروني في عين ابل الجنوبية، في ظروف امنية خطيرة، وآخرها وليس آخرها شاحنة الكحالة ومقتل فادي البجاني على يد مسلح من “حزب الله”، وما رافق ذلك من استعراض لقوته المدرعة واستفزاز شريحة كبيرة من الشعب اللبناني.كما استكمل “حزب الله” مسلسل الاعتداء على قوات “اليونيفيل”، حيث سقط منهم شهداء وجرحى.

حزب الله خسر الغطاء الشعبي على مراحل عدة منذ حرب تموز ٢٠٠٦، والمغامرة غير المحسوبة وعدائه للعرب الى اجتياح بيروت، ثم مشاركته في الحرب السورية

هذه المحطات، وما بينها من أحداث يومية أفقدت معظم الشعب اللبناني الثقة، بسلاح الحزب ووجهته الحقيقية، خصوصا بعد ترسيم الحدود البحرية وقواعد التهدئة والسلم، التي رافقت هذا الاتفاق، رغم بعض المناوشات المفضوحة من الطرفين على جانبي الحدود البرية لأغراض داخلية.

جزمت مصادر عليمة وأنشطة في البيئة الشيعية ل”جنوبية”، إن “حزب الله خسر الغطاء الشعبي على مراحل عدة منذ حرب تموز ٢٠٠٦، والمغامرة غير المحسوبة وعدائه للعرب الى اجتياح بيروت، ثم مشاركته في الحرب السورية وما انتجته من انعكاسات سلبية على اللبنانيين، الى الازمة الاقتصادية والاجتماعية، حيث تخلى عن جمهوره وبيئته الحاضنة وإهتم بنفسه حصراً”.

الحزب يتمسك بسطر من البيان الوزاري، لتبرير نقله للسلاح واستخدامه

ولفتت الى “هناك اسباب آخرى لفضّ الناس من حول الحزب، اهمها فقدانه مسوغ القضية الخارجية التي يستخدم سلاحه لاجلها ويشد العصب، فهو عاد من سوريا ووضع له الحد عند الحدود الجنوبية، فلم يبق امامه سوى التوجه نحو الداخل، لتفريغ فائض قوته والمحافظة على العصب الجماهيري”.

وخلصت الى ان “الحزب يتمسك بسطر من البيان الوزاري، لتبرير نقله للسلاح واستخدامه، الا ان الحقيقة تبقى في أنه بات يبحث عن طريق آمن لتنقلاته، بعد ان خسر الطريق من الشمال الى بيروت، والطريق الرئيسي من البقاع الى بيروت مرورا بالجبل، ولم يبق امامه سوى بعض الممرات الطويلة والالتوائية”.

Scan the code