تبخرت أكثر من 89 مليار دولار أميركي من القيمة السوقية لشركة ميتا، وهي الشركة الأم المالكة لشبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وتطبيقات أخرى، لتكون الشركة بذلك قد فقدت ربع قيمتها السوقية خلال يوم واحد، أي خلال تداولات يوم الخميس فقط.
وأغلقت أسواق وول ستريت الأميركية في نيويورك بعد أن كان سهم “ميتا” قد تراجع بنسبة 25%، نتيجة تهافت المستثمرين وحملة الأسهم على البيع في أعقاب إعلان الشركة عن تراجع في إيراداتها المالية، وهو ما أعطى انطباعاً بأن أيامها القادمة ستكون أصعب من الحالية وأكثر سوءاً.
وانخفض سهم “ميتا” بعد أن انضمت الشركة إلى مجموعة من شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى في تحذير من التباطؤ الاقتصادي الذي يضر بأعمالها الإعلانية، حيث تنفق العلامات التجارية أقل على التسويق.
وذكر تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية على موقعها الإلكتروني، واطلعت عليه “العربية.نت”، أنه “علاوة على مشاكل الاقتصاد الكلي الأوسع نطاقاً، فإن شركة ميتا تواجه مجموعة من التحديات، بما في ذلك المنافسة المتزايدة على منصة إنستغرام الخاصة بها من المنافسين مثل تطبيق الفيديو القصير تيك توك، والصعوبات في استهداف الإعلانات وقياسها بسبب تغييرات سياسة الخصوصية لدى شركة أبل والتي تؤثر على المستخدمين من حملة هواتف آيفون”.
وقالت “ميتا” في وقت متأخر من يوم الأربعاء، إنها تتوقع أن تتراوح الإيرادات في الربع الحالي بين 30 مليار دولار و32.5 مليار دولار، مقارنة بتوقعات المحللين البالغة 32.2 مليار دولار.
وانخفض صافي الدخل في الربع الثالث بنسبة 52% إلى 4.4 مليار دولار، وهو ما يقل عن التقديرات السابقة البالغة 5 مليارات دولار.
كما انخفضت الإيرادات بنسبة 4% إلى 27.71 مليار دولار، وهي أبطأ وتيرة للنمو منذ طرحها للاكتتاب العام في عام 2012.
وحذر مؤسس شركة ميتا ورئيسها التنفيذي، مارك زوكربيرغ، من أن الشركة تواجه “تحديات على المدى القريب في ما يتعلق بالإيرادات”، لكنه قال إن “الأساسيات موجودة للعودة إلى نمو أقوى للإيرادات”.
وفي مكالمة مع المحللين، ضاعف زوكربيرغ من أكبر رهاناته، بما في ذلك تطوير تنسيق فيديو قصير لمنافسة تطبيق “تيك توك”، ورسائل الأعمال والميتافيرس، وحاول طمأنة المستثمرين بأن الاستثمارات في هذه المجالات ستؤتي ثمارها على المدى الطويل.
وقال: “أقدر الصبر.. وأعتقد أن أولئك الذين يتحلون بالصبر ويستثمرون معنا سينتهي بهم الأمر إلى المكافأة”، مشيراً إلى أن الشركة كانت تقوم “بعمل رائد” على الخط الذي سيكون له “أهمية تاريخية”.
وجاءت أرباح “ميتا” المخيبة للآمال وسط عمليات بيع واسعة النطاق لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث تراجعت أسهم “ألفابيت”، الشركة الأم لمحرك البحث “غوغل”، بأكثر من 9% يوم الأربعاء بعد أن أبلغت عن تباطؤ حاد غير متوقع في نشاطها الأساسي للإعلانات على شبكة البحث، بينما انخفض سهم “سناب” الأسبوع الماضي بعد أن سجل أبطأ وتيرة للنمو منذ طرحه للاكتتاب العام في عام 2017.