التخطي إلى المحتوى

28 أكتوبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ استخدم العلماء الصينيون في الآونة الأخيرة التلسكوب الراديوي “فاست” أو كما يُطلق عليه اسم “عين السماء الصينية” لاكتشاف هيكل غاز ذري بمقياس يبلغ حوالي 2 مليون سنة ضوئية، وهو أكبر هيكل للغاز الذري الذي تم اكتشافه في الكون في الوقت الحالي. وقد أصبح هذا التلسكوب هو الوحيد من نوعه الذي تمكن من اكتشاف مثل هذا الغاز الرقيق.

يقع هيكل الغاز الذري الضخم هذا في مجموعة المجرات المدمجة الشهيرة “ستيفن الخماسية”، والتي هي أكبر 20 مرة من مجرة درب التبانة. وقد تم نشر هذه النتائج العلمية في المجلة الأكاديمية الدولية “الطبيعة” في 19 أكتوبر الجاري.

تعد مراقبة الغازات في الكون من الدراسة المهمة جدا في مجال الفيزياء الفلكية. إذ أن أصل جميع الأجرام السماوية في الكون لا ينفصل عن الغاز الذري. ولطالما كان تفاعل المجرات في الكون ومصدر الغاز بينها قضية مهمة في علم الفلك، لذلك فإن التلسكوب الصيني يعد سلاحا فعالا لدراسة هذه المشكلة.

مع فتحة قطرها 500 متر، يعد “عين السماء” أكبر تلسكوب راديوي أحادي الفتحة وأكثرها حساسية في العالم، ويمكن لحساسيته العالية للغاية اكتشاف الإشعاع الخافت المنبعث من الغازات الذرية الرقيقة للغاية المنتشرة بعيدا عن مركز المجرة. ومنذ افتتاحه في سبتمبر 2016، حقق هذا التلسكوب نتائج علمية في العديد من الاتجاهات البحثية، مما وسع أفق المراقبة وعمق الفهم البشري للكون. في 31 مارس من العام الماضي تم رسميا افتتاح هذا السكوب أمام العالم للمشاركة في استغلاله، وقد تلقى طلبات المراقبة من علماء الفلك في جميع أنحاء العالم ، وتم إطلاق الملاحظات العلمية في أغسطس 2021.

وقد ضم الفريق الدولي هذه المرة بقيادة شيو تسونغ، الباحث في المرصد الفلكي الوطني التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، خبراء من الدرجة الأولى في الأشعة تحت الحمراء وعلم الفلك الراديوي في الداخل والخارج، وجميعهم لديهم خبرة غنية في الأبحاث متعددة النطاقات. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من افتتاح هذا التلسكوب للمجتمع الفلكي الدولي، قدم الفريق طلبا للمراقبة ومن خلال مراجعته حصل الفريق على وقت للمراقبة.

يعتبر انتشار الضوضاء أمرا لا مفر منه أثناء المراقبة الفلكية. ومن أجل العمل على تحقيق مراقبة أفضل، قام الفريق التقني بتحسين حساسية هذا التلسكوب وقمع الضوضاء، إلى أن توصلوا إلى تعديل حساسيته إلى الحد الأقصى في أكتوبر 2021 ، ومراقبة الغاز الرقيق للغاية بنجاح حول “ستيفن الخماسية”. وقال تشنغ تشنغ، عضو الفريق والباحث في المرصد الفلكي الوطني التابع للأكاديمية الصينية للعلوم: “استغرقت الملاحظة حوالي شهر واحد فقط، وكان الوقت الاجمالي لتعرض التلسكوب للاضاءة 22 ساعة. ويمكن القول إن هذه المرة سريعة بشكل استثنائي وقد تجاوزت كل توقعاتنا”.

يكشف هذا الاكتشاف الأخير للتلسكوب الصيني عن وجود هياكل غازات ذرية منخفضة الكثافة واسعة النطاق في الفضاء الخارجي بعيدا عن مركز مجموعة مجرات “ستيفن الخماسية”. وقال شيو تسونغ أن هذه النتيجة تشير إلى أنه قد يكون هناك المزيد من هياكل الغازات الذرية منخفضة الكثافة واسعة النطاق في الكون، مضيفا بأن هذا الاكتشاف يشكل تحديا لدراسة تطور المجرات وغازاتها في الكون، لأن النظريات الحالية تجعل من الصعب تفسير سبب عدم تأيين هذه الغازات الذرية الرقيقة في الاشعاع فوق البنفسجي في الفضاء خلال هذه الفترة الطويلة.

ويفتح تشغيل هذا التلسكوب نافذة جديدة لدراسة أصل الأجسام في الكون، مما يتيح إجراء المزيد من الاستكشاف للإشعاع المؤيِّن بالأشعة فوق البنفسجية باستخدام نتائج عمليات الرصد هذه. وبمساعدة منه يعمل العلماء الصينيون جنبا إلى جنب مع الأوساط العلمية الدولية لاستكشاف الكون الشاسع من أجل مستقبل أفضل للبشرية. 

【1】【2】【3】

شارك

Scan the code