دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — توصّل بحث جديد إلى أنّ الأشخاص الذين عانوا من آثار جانبية إثر تلقيهم لقاحات “فايز/ بيو إن تك” و”مودرنا” المضادة لـ”كوفيد-19″ مثل الحرارة، أو القشعريرة، أو آلام العضلات، يميلون إلى الحصول على استجابة أكبر للأجسام المضادة بعد التطعيم.
وخلصت الدراسة المنشورة في مجلة “JAMA Network Open”، الجمعة، إلى أنّ وجود مثل هذه العوارض بعد تلقي اللقاح متّصل باستجابات أكبر للأجسام المضادة، مقارنة مع وجود ألم أو طفح جلدي فقط في موقع الحقن، أو عدم وجود عوارض.
وكتب الباحثون في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك الأمريكية، وجامعة فيرمونت، وجامعة بوسطن، في ورقتهم البحثية: “توصلنا إلى استنتاج يفيد بأنّ هذه النتائج تضع مفهومًا جديدًا لقراءة عوارض ما بعد التطعيم كإشارات على فعالية اللقاح، وتعزّز المبادئ التوجيهية لجرعات اللقاح المعززة لدى كبار السن”.
لكن، رغم أنّ بعض الأشخاص قد يختبرون عوارض طفيفة موضعية صغيرة، أو لا يعانون من عوارض على الإطلاق، إلا أن اللقاح لا يزال يثير استجابات مناعية قوية لديهم أيضًا. وأظهر جميع المشاركين في الدراسة تقريبًا استجابة إيجابية للأجسام المضادة بعد إكمال سلسلة لقاح من جرعتين لـ”فايزر/ بيو إن تك” و”مودرنا”.
وقال الدكتور ويليام شافنر، الأستاذ في قسم الأمراض المعدية بالمركز الطبي في جامعة فاندربيلت، والمدير الطبي للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية، غير المشارك في الدراسة الجديدة: “لا أريد أن يخبرني المريض، أوه، لم أشعر بأي رد فعل، ذراعي لم تؤلمني، ولم أصب بالحرارة. لم ينجح اللقاح”. وتابع “لا أريد أن يكون هذا الاستنتاج متاحًا”.
وتابع شافنر: “هذه (الدراسة) أكثر لطمأنة الأشخاص الذين لديهم رد فعل بأن جهاز المناعة لديهم يستجيب للقاح، بطريقة جيدة إلى حد ما، رغم أنه تسبب لهم ببعض الانزعاج”.
وحلّل الباحثون بيانات لـ928 من البالغين الذين أبلغوا بأنفسهم عن العوارض التي عانوا منها بعد تلقيهم لقاحات “فايزر/ بيو إن تك” و”مودرنا”، بالإضافة إلى إرسال بقعة دم جافة لاختبار الأجسام المضادة. وكان غالبية المشاركين من البالغين من البشرة البيضاء، بمعدل عمر وسطي قدره 65 عامًا.
ووجد الباحثون أن 446 مشاركًا أو نسبة 48٪ منهم أبلغوا عن معاناتهم من عوارض جهازية بعد جرعة اللقاح، فيما أبلغ 12٪ عن اختبارهم عوارض موضعية فقط، ولم يبلّغ 40٪ عن أي عوارض شعروا بها.
بالتوازي، لوحظ تفاعل الأجسام المضادة لدى 444 أو 99٪ من المشاركين الذين عانوا من عوارض جهازية، و99٪ ممّن عانوا من عوارض محلية فقط، ولدى 98٪ ممّن لم يشعروا بعوارض.
وأوضح شافنر أنّ “الكثير تكهّنوا إذا كان الأشخاص الذين لديهم رد فعل أكبر تجاه اللقاح قد يكون لديهم بالفعل استجابة مناعية أكثر قوة”. وأضاف: “يبدو أن هذه البيانات تدعم هذا الاستنتاج”.