لا يختلف اثنان أن الدراسة هذا العام تعتبر الأطول في تاريخ التعليم لدينا، حيث بدأت مع أول صفر وتنتهي في ذي الحجة بمعنى أن الإجازة الصيفية لا تتجاوز شهرا ونصف الشهر بعد أن كانت تصل إلى قرابة الأربعة أشهر، وهذا بسبب نظام الفصول الثلاثة، الذي أقرته الوزارة مؤخراً ليستمر إلى أن يشاء الله، بالتأكيد أن الدراسة عندما تستمر عشرة أشهر تعتبر مرهقة على الطلبة والطالبات وأولياء الأمور بشكل كبير ولكن ربما هناك دراسات أو أبحاث لا نعلم عنها استندت عليها الوزارة في تطبيق هذا النظام.
قامت الوزارة بعمل إجازات قصيرة متفرقة خلال هذه المدة الدراسية الطويلة بحيث يأتي كل أسبوعين أو ثلاثة يومين أو يوم إجازة لتكسر حدة هذه المدة الطويلة على الأسر، وهي تعتبر أحد الحلول، التي تخفف على أبنائنا وبناتنا عناء هذا الجهد الدراسي الطويل.
أعتقد ـ من وجهة نظر شخصية ـ أن الإجازات القصيرة المتفرقة لا تعطي شعوراً نفسياً بالراحة من هذا العناء المستمر والمتواصل لأن الجميع يتحدث عن إرهاق طوال اليوم، حيث يبدأ عناء الواجبات المدرسية بعد انتهاء اليوم الدراسي مستمراً إلى ما قبل المغرب بشكل يومي، وقس على ذلك طوال عشرة أشهر في دوامة متواصلة من التعب والإرهاق.
ماذا لو تم تطبيق الدراسة الحضورية لجميع مدارس التعليم العام لمدة أربعة أيام أسبوعيا واليوم الخامس ـ يوم الخميس ـ دراسة عن بُعد، ويتم تخصيص هذا اليوم للمواد النظرية، أعتقد أننا سنحقق العديد من المزايا لو طبقنا هذا الاقتراح منها: سنقضي على الملل المصاحب لتلك المدة الدراسية الطويلة بحيث يعود الطلبة والطالبات يوم الأحد من كل أسبوع بنفسيات مريحة ورغبة كبيرة لمقاعد التعليم، أيضاً تستطيع الأسر التي ترغب في السفر والتنقل داخل المملكة التجول بكل أريحية دون الخوف من غياب أبنائها لأنهم يستطيعون الحضور من أي موقع ومدينة (أون لاين) كذلك سيمنح هذا الاقتراح فرصة للكثير من الأسر لحضور النشاطات والفعاليات، التي تقام في مدننا المختلفة.
بالنسبة للتعليم عن بُعد ـ نمتلك ـ ولله الحمد الخبرة الطويلة في هذا النوع من التعليم، بل نعتبر من أفضل الدول على مستوى العالم، التي حققت نجاحاً كبيراً في هذا المضمار.