دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أوضح فريق العمل المعني بالخدمات الوقائية الأمريكية، والذي أصدر مسودّة إرشادات جديدة الشهر الماضي، ضرورة فحص جميع البالغين، الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، بحثًا عن اضطرابات القلق.
ورغم أن الإرشادات، التي تساعد في توجيه قرارات الأطباء، ليست نهائية بعد حتى وقت لاحق من هذا الشهر، إلا أنّ هذه هي المرة الأولى التي توصي فيها مجموعة الخبراء الوطنية بفحص اضطرابات القلق لمثل هذا القطاع الواسع من الجمهور الأمريكي.
إذاً، ما مدى شيوع اضطرابات القلق وهل يعد بعض السكان أكثر عرضة للخطر من غيرهم؟ ما هي بعض الأعراض التي قد يعاني منها الناس؟ كم مرة يجب إجراء فحوصات القلق؟ وماذا يترتب عليها؟ ما هي العلاجات المتوفرة؟ وماذا تعني هذه التوصيات؟
تُجيب الدكتورة لينا وين، المحلّلة الطبية في CNN، وطبيبة الطوارئ، وأستاذة للسياسة الصحية والإدارة بكلية معهد “ميلكن” للصحة العامة في جامعة “جورج واشنطن”، عن أبرز الأسئلة المتعلقة بهذا الأمر.
وبحسب مسودة توصيات فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة، أوضحت وين أنّ معدل انتشار اضطرابات القلق مدى الحياة تعادل 26% للرجال و40% للنساء.
وهذا يعني أنّ حوالي واحد من كل 4 رجال، وأربعة من كل 10 نساء سيصابون باضطراب القلق في مرحلة ما خلال حياتهم.
وبذلك، أشارت وين إلى ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية بقدر اهتمامنا بالصحة الجسدية.
ومن الضروري التمييز بين مشاعر القلق، والتشخيص الطبي لاضطراب القلق.
والقلق يعد رد فعل طبيعي للتوتر، حيث يشعر الأشخاص بمستوى معين من التوتر تجاه بعض المواقف في حياتهم.
وتتميز اضطرابات القلق بالخوف المستمر والمفرط، أو القلق الذي يؤثر على قدرة الشخص على العمل. وتشمل مجموعة من التشخيصات، بما في ذلك اضطراب القلق العام، واضطراب الهلع، واضطراب القلق الاجتماعي، وأنواع معينة من الرهاب.
وأوضحت وين أنّ وجود حالة صحية نفسية أخرى يزيد من احتمالية إصابة الشخص باضطرابات القلق.
ووجدت إحدى الدراسات الكبيرة أن 67٪ من المصابين بالاكتئاب يعانون أيضًا من اضطراب القلق. وهناك أيضًا ارتباط بين اضطرابات القلق، والتدخين، وتعاطي الكحول. وقد تؤدي أحداث الحياة المجهدة، مثل فقدان الوظيفة، إلى زيادة احتمالية الإصابة باضطرابات القلق.
ويمكن أن يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات القلق من مجموعة واسعة من الأعراض، تشمل الشعور بالذعر، وصعوبة التركيز أو النوم، والمعاناة من نوبات الهلع.
وتتميز نوبات الهلع بخفقان القلب، وضيق النفس، أو برودة اليدين.
وأشارت وين إلى أنّ بعض الأشخاص قد يعانون أيضًا من أعراض جسدية، مثل الصداع، وآلام المعدة، والغثيان، والتعب.
ومثل الاكتئاب، وبعض تشخيصات الصحة النفسية الأخرى، يمكن علاج اضطرابات القلق من خلال العلاج الدوائي، أو العلاج النفسي، أو كليهما.
وفي كثير من الأحيان، يوصي الأطباء بتغييرات في نمط الحياة أيضًا، بما في ذلك التأمل، وممارسة الرياضة، وتقليل شرب الكحول، واجتناب التدخين.
وأوضحت وين أنّ الكثير من الأشخاص يتلقون علاجهم لبعض من الوقت، ثم يخضعون للمراقبة لمعرفة ما إذا كانوا بحاجة إليه مرة أخرى.
وتُذكّر وين بضرورة إخبار الطبيب بجميع الأعراض التي تشعر بها.
وقد تشير بعض هذه الأعراض، التي قد لا تبدو مرتبطة بشكل مباشر، إلى اضطراب القلق.