دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — للمرة الأولى، توصي فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية بفحص البالغين الذين تقلّ أعمارهم عن 65 عامًا، للتأكد من إصابتهم بالقلق أم عدمه، في مسودة توصية نُشرت الثلاثاء.
وتضم فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية (USPSTF) مجموعة من خبراء الوقاية من الأمراض المستقلين والخبراء الطبيين الذين توجه توصياتهم قرارات الأطباء. ومسودة التوصية هذه ليست نهائية، لكنها دخلت راهنًا مرحلة التعليق العام.
وقالت لوري ببيرت، إحدى أعضاء فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية لـCNN، إنّ اللجنة وجدت أنّ “فحص القلق لدى البالغين الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، الذي يشمل النساء الحوامل والنساء في مرحلة ما بعد الولادة.. قد يساعد بتحديد القلق مبكرًا”، مضيفةً: “لذا فهذا الأمر مثير حقًا للاهتمام”.
وتُعرّف فرقة الخدمات اضطرابات القلق على أنها “تتميّز بمدة طويلة أو شدّة أكبر للاستجابة للإجهاد جراء الأحداث اليومية”. وتشمل الأنواع المعترف بها اضطراب القلق العام، واضطراب القلق الاجتماعي، ورهاب الأماكن العامة. وتوصي مسودات فرقة الخدمات أيضًا بإجراء فحص لاضطراب الاكتئاب الشديد لدى البالغين، وفقًا لتوصيات فحص الاكتئاب المنشورة عام 2016.
وقالت ببيرت، عالمة نفس سريرية وأستاذة بكلية الطب في جامعة ماساتشوستس، إن توصية فحص القلق كانت ذات أولوية “نظرًا لأهميتها على الصحة العامة، لا سيّما مع التركيز المتزايد على الصحة العقلية في هذا البلد”.
وقد أدت جائحة “كوفيد-19” إلى تفشي موجة جديدة من القلق والاكتئاب، رغم تراجع المستويات إلى حد ما منذ ذلك الحين. وأشار تقرير جديد نشرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) إلى أنّ البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عامًا هم الشريحة الأدنى التي تلقت علاجًا للصحة العقلية عام 2019، لكنهم أصبحوا الأكثر احتمالًا للإصابة بالقلق عام 2021.
أدوات الفحص متوافرة أساسًا
وتنطبق توصية فحص القلق على البالغين بدءًا من 19 عامًا وما فوق الذين لا يعانون من اضطراب في الصحة العقلية. أما توصيات فحص الاكتئاب فتنطبق على من يبلغون 18 عامًا وما فوق ولا يعانون من اضطراب في الصحة العقلية، ولا تظهر عليهم أي علامات شائعة للاكتئاب أو خطر الانتحار.
وشددت ببيرت على أنّ الأشخاص الذين تظهر عليهم بالفعل علامات أو أعراض يجب أن يخضعوا لتقييم وأن يتم ربطهم بالرعاية الخاصة بهذه الحالات.
وتمّ تطوير أدوات فحص سريعة لكل من القلق والاكتئاب، وهي متاحة للاستخدام في مراكز الرعاية الأولية. وتشمل معظم أدوات الفرز الحالية على استبيانات ومقاييس.
ولفتت فرقة الخدمات إلى أنّ أي نتيجة فحص إيجابية يجب أن تفضي إلى عمليات تقييم إضافية تؤكدها. كما أوضحت أن هناك القليل من الأدلة المرتبطة بالتوقيت والفاصل الأمثل للفحص، وثمة حاجة إلى مزيد من الأدلة.
وأشارت فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية إلى أنه في حال انتفاء البيانات، قد تتضمن مقاربة عملية فحصًا لجميع البالغين الذين لم يسبق أن خضعوا لذلك، واستخدام الحكم السريري الذي يأخذ بالاعتبار عوامل أخرى، مثل الظروف الصحية الأساسية، وظروف الحياة، لاتخاذ قرارات بشأن ما إذا كان ثمة حاجة لفحص إضافي للأشخاص المعرضين لخطر كبير.
والتوصيات الخاصة بفحص القلق والاكتئاب هي ما تضعها فرقة الخدمات ضمن التصنيفات “ب”، ما يعني أن على الطبيب تقديم الخدمة نظرًا لوجود “فائدة صافية معتدلة”.
وأوضحت ببيرت أنّ “هناك فرص ضائعة في ممارسة الرعاية الأولية، ولهذا السبب نحتاج إلى البحث بغية فهم ماهية أفضل الطرق التي تخولنا فحص الأفراد الذين لا تظهر عليهم علامات أو أعراض معروفة لخطر الانتحار، حتى نتمكن من التعرف عليهم وربطهم بمركز رعاية.
رفع مستوى الوعي برعاية الصحة النفسية
ورأت ببيرت أن فحص اضطرابات القلق يعتبر أمرًا مهمًا نظرًا لانتشار اضطرابات القلق مدى الحياة في الولايات المتحدة، التي حددتها مسودة التوصيات بنسبة 26٪ للرجال و40٪ للنساء.
وأضافت: “هذا الأمر يشكّل مصدر قلق شائع على الصحة العقلية”، متابعة أنه “لهذا السبب من المهم جدًا بالنسبة لنا معالجة اضطرابات القلق والكشف عنها”.
كما يأمل أعضاء فرقة الخدمات الوقائية أن ترفع التوصيات من مستوى الوعي حول الحاجة إلى فحص الصحة العقلية وعلاجها.
ولفتت ببيرت أيضًا إلى أن فرقة الخدمات قلقة للغاية بشأن العدالة الصحية.
وسيتمكن الجمهور من التعليق على مسودة التوصيات حتى 17 أكتوبر/ تشرين الأول.