ت + ت – الحجم الطبيعي
حدد مركز محمد بن راشد للفضاء نوفمبر المقبل موعداً لانطلاق مهمة الإمارات لاستكشاف القمر «المستكشف راشد»، من مركز كينيدي للفضاء بولاية فلوريدا الأمريكية، فيما سيتم الكشف تحديداً عن يوم الإطلاق لاحقاً، حيث يحمله صاروخ «space x»، فيما ستتولى شركة الإطلاق الفضائي التجاري اليابانية «آي سبيس»، من خلال مركبة الهبوط الفضائية «هاكوتو- آر»، تقديم خدمات توصيل المستكشف والمعدات الخاصة بالمشروع، وتوفير الاتصالات السلكية والطاقة خلال مرحلة الاقتراب من القمر، والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط.
نافذة إطلاق
وتم تحديد مرحلة نافذة إطلاق «المستكشف راشد» إلى وجهته نحو القمر، مع بداية سبتمبر، فيما تستمر لمدة 3 أشهر مقبلة خلال العام الجاري 2022، بينما انتهت كافة الاختبارات للنموذج النهائي للمستكشف «راشد»، خلال الشهور الماضية، وذلك للتأكد من مدى جاهزيته التامة لتحمل الظروف القاسية التي سيتعرض إليها في العديد من المراحل خلال المهمة، التي تبدأ منذ مرحلة الإطلاق وتعرضه لاهتزازات قوية على متن الصاروخ الأمريكي «سبيس إكس فالكون9»، وصولاً لمرحلة صدمة الهبوط على سطح القمر، وما يصحبها من ارتجاجات، ومن ثم مواجهة التضاريس الصعبة له، والتي سيتحرك ضمنها المستكشف.
وسيهبط «راشد» في منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً منطقة «فوهة أطلس» كموقع هبوط رئيسي، بدلاً من منطقة «بحيرة الأحلام» المقررة سابقاً، والتي تم اختيارها إلى جانب مواقع هبوط احتياطية أخرى، فيما يعتبر هذا الموقع آمناً ويقدم قيمة علمية مهمة، فيما يمكن لفريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء توجيهه بحسب سهولة التضاريس وصعوبتها وأهمية المنطقة المراد استكشافها للحصول على بيانات جديدة عن سطح القمر.
جاهزية تامة
وخضع المستكشف «راشد» بعد الانتهاء من التصميم الأخير والنهائي له إلى العديد من الاختبارات المتنوعة، التي تضمن جاهزية وكفاءة تامة لكافة مكوناته وأجهزته العلمية، فيما كان آخر هذه الاختبارات في مدينة تولوز بفرنسا، حيث تعرضت المركبة التي يبلغ وزنها 10 كيلوغرامات لاختبارات الاهتزاز والفراغ الحراري، وهي سلسلة من الفحوص النهائية للتأكد من قدرتها على تحمل البيئة القاسية أثناء انطلاق الصاروخ، بينما تم إلحاق المستكشف راشد ودمجه لاحقاً مع مركبة الهبوط اليابانية «هاكوتو- آر»، ومن ثم نقله إلى موقع الإطلاق في مركز كينيدي للفضاء.
وتأتي اختبارات الفراغ الحراري ضمن مجموعة كبيرة من الاختبارات التي من شأنها مواجهة التحديات الكبيرة المتعلقة بالبيئة الصعبة على سطح القمر، حيث يمتاز القمر ببيئة أقسى من بيئة المريخ، فيما تصل درجة الحرارة فيها إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر، وسبق ذلك إجراء 4 اختبارات للمستكشف في صحراء الإمارات، تتضمن اختبار أداء نظام الاتصالات عن بُعد لمسافات متعددة من مركبة الهبوط حتى 500 متر، وكذلك اختبار نظام التنقل في ظروف قاسية مثل تخطي العوائق الصعبة والمنحدرات، والاطلاع على أداة التنقل خلال مهمات عدة، مثل الاتجاه نحو الأمام أو الخلف لمسافات طويلة، والانعطاف نحو زوايا مختلفة، إضافة إلى اختبار عمليات المهمة في سيناريوهات مختلفة.
مزايا ومواصفات
ويتميز المستكشف الإماراتي بعدد من المزايا والمواصفات التقنية العالية الجودة والكفاءة، حيث سيتم تزويده بكاميرات ثلاثية الأبعاد، ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة، وهيكل خارجي وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، فيما سيضم 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر، كما سيتضمن نظاماً لتعزيز كفاءة التصاق عجلات المستكشف بسطح القمر، وتسهيل عملية تخطي الحواجز الطبيعية، وهيكلاً متيناً لحماية الأجهزة والمحركات من تغير درجات الحرارة.
وسيعمل المستكشف «راشد» بالاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية، خاصة أن مهمة الإمارات لاستكشاف القمر هي «يوم قمري واحد»، أي ما يعادل 14 يوماً من مثيلاتها على كوكب الأرض، ولذلك فإن تمديد المهمة سيعتمد على كفاءة عمل الألواح الشمسية، خاصة أنه سيمر بفترة سكون خلال الليل، والتي تصل درجات الحرارة فيها سالب 173 درجة مئوية، وهو الأمر الذي قد يؤثر على كفاءة بطاريات المستكشف.
مواقع جديدة
وسيرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة سيحلل بياناتها فريق علمي إماراتي من مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء، ومن المقرر أن تتضمن المعلومات المرسلة من المستكشف راشد صوراً للهبوط على سطح القمر، والصور السطحية الأولى، وصوراً ليلية للأرض، وصوراً حرارية، وصوراً ذاتية، إضافة إلى إرسال بيانات الملاحة، التي تتضمن وقت الرحلة وبيانات التضاريس السطحية على سطح القمر، ودرجات الحرارة، واستهلاك الطاقة وغيرها من المعلومات المهمة.
وسيجوب المستكشف سطح القمر، متنقلاً في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، حيث سيقوم بالتقاط بيانات وصور نادرة، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، وبالتالي فإن البيانات والصور التي سيوفرها سوف تكون حديثة وجديدة وذات قيمة عالية.
أرشفة معلومات
وبعد انتهاء المهمة وتجميع البيانات العلمية وتحليلها، سيتم إيداعها وفق نظام مؤرشف لمعلومات شاملة عن القمر في وكالتي الفضاء الأوروبية والأمريكية، وذلك تسهيلاً للوصول إليها من جهة الباحثين والدارسين والعلماء، خاصة أنه سيتم توفير بيانات وصور نادرة، ودراسة مواقع جديدة وإجراء اختبارات هي الأولى من نوعها.
منصة مثالية
يعد القمر منصة مثالية لاختبار التقنيات والمعدات الجديدة التي سيتم استخدامها مستقبلاً في بعثات استكشاف الفضاء الخارجي، ومنها المريخ، حيث يتيح الهبوط على سطح القمر اختبار تعرض أجهزة الاستشعار وغيرها من التقنيات لبيئة الفضاء لفترات طويلة، وسوف يختبر المستكشف تقنيات جديدة على سطح القمر، كونه البيئة المثلى لمثل هذه الاختبارات، كما أنه أقرب إلى الأرض، ما سيساعد على اختبار قدرات الإمارات قبل الانطلاق في مهمات استكشافية مأهولة إلى المريخ.
تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز