التخطي إلى المحتوى

منى الحمودي (أبوظبي) 

ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان بعلاقات أخوية راسخة تاريخية، عززها التعاون المثمر بينهما، وسعي قيادة البلدين بالمضي بها قدماً إلى آفاق أرحب على مختلف الصعد في ظل الحرص المتبادل على تعزيز وتنمية آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة.
وتسير العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان بخطى ثابتة وواثقة لمزيد من التعاون، والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات، بدعم كبير من قيادتي البلدين، لتحقيق المزيد من المصالح المشتركة والمتبادلة للدولتين والشعبين لتعزيز الارتباط الوثيق والعميق للمصالح بينهما على كل المستويات، وفي كل المجالات لتحقيق الرفاهية والازدهار.
ويؤكد البلدان من خلال تعاونها المستمر على عمق العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط بينهما وما تتسم به من تطور مستمر على المستويات كافة من أجل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات. وشهدت العلاقات الأخوية الراسخة بين الإمارات وسلطنة عُمان، خلال العقود الماضية، نمواً سريعاً شمل قطاعات عديدة،  حتى وصلت العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجالات كافة، وهو الأمر الذي تؤكده زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» لسلطنة عمان الشقيقة تحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان.

محطات بارزة
وقد مرت العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والسلطان قابوس بن سعيد «رحمه الله» عقدا لقاءً تاريخياً في عام 1968. وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون. 
وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد «طيب الله ثراه» إلى سلطنة عُمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على إثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية «الهوية» بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.

عادات وتقاليد
ترتبط دولة الإمارات وسلطنة عُمان بعلاقات تاريخية وعادات وتقاليد وخطط ومصير مشترك، حيث رسمت العادات والتقاليد علاقة قوية بين البلدين، وقدمت القيادة الحكيمة في البلدين الثقة والدعم المتواصل لدفع العلاقات الأخوية والعميقة بين البلدين لآفاق رحبة جعلتها في مرتبة التميز والرصانة على مختلف المستويات، مما عكس مستوى العلاقة بين الدولتين، وساهم في تطوير وتعزيز التعاون بينهما، بناءً على مبدأ المصلحة المشتركة القائمة على الأهداف والمواقف التي تحقق تكامل الرؤى بين البلدين.

التضامن في كل الأوقات
وتعكس العلاقة بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان قوتها باعتبارها نموذجاً قائماً على التضامن في كل الأوقات والظروف، وتم في مايو عام 1991 تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين بهدف تعزيز التعاون المشترك، وبدأت أول اجتماعاتها في نوفمبر من عام 1991، وشمل التعاون العديد من المجالات، أهمها التعاون في مجال الربط الآلي في المنافذ البرية، والتعاون في النقل البري للركاب والبضائع، والتعاون في مجال أسواق المال، والتعاون في مجال حماية المستهلك، والتعاون في مجال البيئة البحرية، والتعاون في مجال الربط الكهربائي، والتعاون في مجال الطيران المدني. والتعاون في مجال الخدمة المدنية، والتعاون في المجال التربوي، والتعاون في مجال الصحة، حيث ساهمت اللجنة في تحقيق العديد من الإنجازات، أبرزها السماح بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية «الهوية».

مذكرات التفاهم
وقعت حكومتا البلدين العديد من مذكرات التفاهم حول التعاون الاقتصادي والتجاري وغيرها، مما يُعد مساهماً أساسياً في تعزيز العلاقات المتينة بين البلدين، والمبنية على حسن الجوار والمصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين.
ويتطلع البلدان إلى تعاون مستقبلي يشمل مختلف المجالات والقطاعات على جميع المستويات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين ويعود بالخير على شعبيهما، وذلك برغبة وإرادة من قادة البلدين في سبيل تنمية وتطوير العلاقات الخاصة جداً التي رسختها عبر السنين صلة الأرحام والقربى والمصاهرة.

 

Scan the code