كشف مصدر لبناني مطلع على مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لـ”الشرق”، السبت، أن الملف المذكور “دخل مرحلة حسّاسة وحرجة”، لافتاً إلى أن “الساعات والأيام المقبلة، ستكشف ما إذا كانت الأمور ستشهد نهاية إيجابية أو تعود إلى المربع الأوّل”.
وإذ لم ينفِ المصدر حقيقة أجواء التفاؤل التي شاعت في الأيام الأخيرة، والتي تحدثت عن قرب التوصل لاتفاق، بعدما دخل لبنان مرحلة انتظار عرض مكتوب من الوسيط الأميركي آموس هوكستاين، ليبنى على الشيء مقتضاه، كشف عن “نقاط مثيرة للتساؤل، تكمن في تفاصيل العرض الذي حمله هوكستاين إلى لبنان أخيراً، قد تكون بمنزلة ألغام”.
“تجاذبات داخلية”
وقال المصدر لـ”الشرق”: “لا أريد القول إن أجواء التفاؤل التي سادت في الأيام الأخيرة تراجعت، لكن ثمة ما يدفع إلى الحذر”. وأضاف: “إضافة إلى بعض النقاط المبهمة التي تضمنها العرض الذي حمله هوكستاين، ثمة صراع قوى في لبنان بين من يستعجلون التوصل لاتفاق لأهداف سياسية، ومن يستعجلون ذلك لأسباب اقتصادية ومادية، مقابل من يسعون إلى دراسة متأنية للملف، وفي طليعتهم اللجنة المشكلة من الجيش اللبناني، التي تحرص على إبعاد ملف الترسيم عن التجاذبات والمهاترات، التي يمكن أن تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه”.
واستشهد المصدر اللبناني بالمثل القائل إن “كثرة الطباخين تؤدي إلى احتراق الطبخة”، كاشفاً عن “روائح صفقات ومحاصصة في موضوع ترسيم الحدود، تستدعي التدقيق بكل جزئية”.
ميقاتي: “العبرة في النهايات”
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، قال في تصريحات تلفزيونية قبل أيام إن ملف ترسيم الحدود “يشهد تقدماً ولكن العبرة تبقى في النهايات”، مؤكداً أن لبنان ينتظر بعض الأجوبة على “الخطوات الأخيرة”. وشدد على ضرورة أن تكون تلك الأجوبة رسمية لنبني على الشيء مقتضاه”.
من جهته، قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، السبت: “سننتظر حتى يأتي النص الخطي من الوسيط الأميركي ويعطيه للحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية”. وعندها، عندما تقول الدولة اللبنانية إن هذا النص ينسجم مع الحقوق اللبنانية، ويعلنون ذلك، نعتبر عندها أنَّ لبنان استرد حقوقه في الترسيم والحفر”.
وأضاف: “أما قبل ذلك، فلن نخضع لا للتسريبات الإعلامية ولا للتحليلات التي تذهب شرقاً وغرباً ولا أن الأمر متعثر أو أنه على طريق الحل”، لافتاً إلى أن “الحل بالنسبة إلينا هو عندما يُنجَز النص الخطي وتعطي الحكومة ورئيس الجمهورية الموقف النهائي، عندها نعلن رأينا وموقفنا، انسجاماً مع استرداد لبنان لحقوقه”.
ديفيد شينكر
وفي موقف مرتبط بموضوع مفاوضات الترسيم، قال نائب وزير الخارجية الأميركية السابق لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر في حوار مع “الشرق” السبت إن “خطاب نصرالله (الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن) الأخير أعطى الضوء الأخضر للحكومة اللبنانية بتوقيع الاتفاق”.
وأضاف: “بحسب معلوماتي فإن لبنان نال مكاسب في الاتفاق، تقريباً نال مئة في المئة من كل ما طلبه لبنان، هناك نقاط خلافية صغيرة يمكن تخطيها بسهولة”.
اقرأ أيضاً:
Google News تابعوا أخبار الشرق عبر