التخطي إلى المحتوى

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

رحب الميدان التربوي وأولياء الأمور في إمارة أبوظبي بمبادرة «خطوة»، واستقبل الطلبة وأولياء الأمور المبادرة بسعادة بالغة٬ مؤكدين أن المبادرة تستنهض الهمم٬ وترفع سقف التوقعات بالحصول على المنحة، وبارقة الأمل في تحسين المستوى العلمي والتحصيل من أرقى الجامعات٬ وأجمع الطلبة وأولياء الأمور والمتخصصون على أن هذه المبادرة تختلف إلى حد كبير من حيث العدد ومن حيث معدلات الترشح للحصول على المنحة وما تحمله من تسهيلات٬ وبارقة أمل لعدد كبير من الطلبة والأسر المواطنة المستفيدة من المبادرة٬ وهو ما يعني أن 6 آلاف أسرة يمكنها الاستفادة من مبادرة «خطوة».
وتجدر الإشارة إلى أنه بتوجيهات من سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، أطلقت دائرة التعليم والمعرفة برنامج «خطوة» لابتعاث الطلبة الإماراتيين للدراسة في الكليات المجتمعية الأميركية والكندية والجامعات العالمية بتكلفة إجمالية تصل قيمتها إلى 1.9 مليار درهم، بهدف تطوير وتعزيز الكفاءات المواطنة وتزويد الطلبة بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل، وتمكينهم من تحقيق كامل إمكاناتهم، والمساهمة في دفع عجلة تنمية الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة.

تأمين الفرص المتكافئة
وأكد عبد العزيز أحمد المازمي مدير مدرسة خليفة بن زايد ـ أبوظبي، أن مبادرة «خطوة» للبعثات الخارجية تعبر عن متابعة دائمة واهتمام لا ينقطع من القيادة الرشيدة بأبناء الوطن في مجال التعليم، والعمل على تأمين الفرص المتكافئة لجميع طلابنا لتحقيق تطلعاتهم وللذين يطمحون للدراسة في الخارج، وتنمية مهاراتهم اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل، وأن هذا يدفع طلابنا للاجتهاد ومواصلة الدراسة لتحقيق أحلامهم في خدمة وطنهم، والإسهام في تطوير الاقتصاد القائم على المعرفة.

جودة التعليم
ومن جانبه، أكد راشد هاشم، الحائز جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي، أن هذه المبادرة تعكس رؤية واهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بقطاع التعليم والميدان التربوي، ومبادراته التي أسهمت في الارتقاء بجودة التعليم وتخصيص الجوائز والابتعاث داخل وخارج الدولة وبناء اقتصاد المعرفة.

وتابع: «إن هذه المبادرة تصب في مصلحة الوطن، وتهدف إلى تحقيق الرؤية للخمسين عاماً القادمة، كما أنها منحت الطلبة فرصة الحصول على هذه المنحة في أرقى الجامعات والنزول بالمعدل إلى 65%، وهو ما يمنح الطلبة الذين تعرضوا لظروف خلال الامتحانات في الثاني عشر أثرت على مستواهم في الامتحان، وهم متفوقون في الأساس، وهو دليل على أن نتائج الثانوية ليست المعيار الوحيد للتميز، وهو أمر أدركه القائمون على المبادرة، وعلى الطلبة أن يفوا بالمتطلبات للحصول على هذه الفرصة التي أتيحت لهم، كما أنها ستسعد أولياء الأمور، والاستفادة من قدرات الطلبة وبناء اقتصاد المعرفة والذي سينعكس بالضرورة على مستقبل الوطن وضمان ارتقائه، وعلى الملتحقين بتلك البعثات خدمة الاقتصاد الوطني لتحقيق الأهداف والخطط التي وضعتها القيادة الرشيدة وبناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة.

معاني القيادة الحقّة
من جانبها، أكدت الدكتورة أحلام الحوسني معلمة بمدرسة بني ياس الحلقة الثالثة، أن الله رزقنا قادة يدركون معاني القيادة الحقّة وكيفية سيرها بالحكمة والبصيرة النافذة، ولذا فإنّ مكرمة سموه في برنامج (خطوة) بشروطه الميسّرة بمثابة خطوة جديدة، ومميزة لطموحات طالما حلم وسعى إليها الكثير من أبنائنا الإماراتيين حديثي التخرج من الثانوية، ذلك من خلال إتاحة فرصة أخرى لفتح صفحة جديدة يعيدون فيها ويجددون الأهداف التي كانوا يسعون إليها؛ وهم في وضع آمن ومستقر، فهنيئاً لهم ولنا بقيادة تملأ شعبها بأشياء حقيقية وصادقة.
وأكدت أن الموارد البشرية أو الاستثمار في الثروة الإنسانية واستغلالها هي من أذكى وأفضل الاستثمارات التي تسعى إليها الحكومات الذكية، ولذا فإن طلبة اليوم أمام مرحلة جديدة للتغلب على الصعوبات والاستفادة من هذه المبادرات التي ترتقي بهم علمياً واقتصادياً.

فرصة تاريخية
وأكد خالد علي العبيدلي المعلم في مدرسة الحصن أبوظبي أنها فرصة تاريخية ولا تعوض أمام الطالب، وتخاطب كل من لديه رغبة في التميز، وعلى الطلبة استثمار هذه الفرصة، والتي كنت أتمناها على أيامنا، حيث متطلباتها يمكن تحقيقها، و«خطوة» مبادرة تستنهض الهمم، وتؤكد أن هناك حرصاً على شباب الوطن، طلبة اليوم محظوظون بهذه المبادرة، و6 آلاف طالب وطالبة يعتبر فرصة كبيرة، ونحن كمعلمين سنكون أول من يدعم الطلبة ونحفزهم ونشجعهم على استثمار الفرصة وهي خدمة للوطن والمواطن، ونتمنى لهم التوفيق، ونحن كمعلمين مسؤولون عن بذل كل طاقاتنا من أجل تزويد الطلبة بما يحتاجونه من مهارات.

الارتقاء بالمستوى العلمي
ومن جانبه، أكد أحمد درويش الخوري، ولي أمر، أن هذه المبادرة تستهدف الارتقاء بالمستوى العلمي للطلبة، ليكونوا مساهمين وفاعلين في وطنهم، وتحقيق طموحاته، ولفت إلى أن هذه المبادرة تتسم بعدة سمات يمكن للطلبة الاستفادة منها، حتى أنها احتوت على أنه في حال عدم امتلاك الطلبة للمهارات اللغوية المطلوبة للدراسة في الخارج، سيتمكن الطلبة من دراسة اللغة الإنجليزية لمدة عام تحضيري في بلد الابتعاث، حيث تغطي المنحة تكاليف هذه السنة أيضاً.
وقال إن هذه المبادرات وما سبقها من مبادرات لا يوجد لها مثيل، وتم وضع مخصص مالي لا يستهان به، حيث تم تخصيص مليار و900 مليون درهم، وهو ما يعكس رؤية القيادة الرشيدة واهتمامها بالتعليم والارتكان عليه كأساس النهضة والحضارة، ووفرت البنية التحتية من مدارس ومعامل ومعلمين ومختبرات، وغير ذلك، ولا يبق إلا اجتهاد الطالب واقتناص الفرصة ليكون مشاركاً في بناء الوطن واستمرار تقدمه.

النسبة المئوية العالية
قال الطالب حمدان بشير الكتبي، مدرسة خليفة بن زايد للتعليم الثانوي الصف الثاني عشر، إن المبادرة هي المنقذ لأبناء الوطن الذين لم يوفقوا في الحصول على النسبة المئوية العالية، وذلك لأسباب ربما تكون خارجة عن إرادتهم، وهذا يفتح باب الأمل للطلاب وإعطائهم فرصة لتحقيق النجاح والتفوق.
ومن جانبه، قال الطالب سلطان عبدالله الغيثي، مدرسة خليفة بن زايد للتعليم الثانوي، إن المبادرة بارقة أمل لكثير من أبناء الوطن الذين وقفت نسبة النجاح والتي قد لا يكون لهم يد فيها، من دون تحقيق حلمهم والوصول لهدفهم، ووافقه الرأي الطالب عيسى إبراهيم الكتبي، مؤكداً أن هذه المبادرة تعبر عن مدى اهتمام القيادة الرشيدة وانشغالها الدائم بأبناء الوطن وتأمين مستقبلهم ليكونوا فاعلين ومشاركين في نهضة الوطن.

القادم أفضل
قال الطالب راشد محمد إنه فور تداول أخبار المبادرة شعر بالسعادة، وحرص على متابعتها وقراءة ما جاء عنها، وأنه قادر على أن يكون من أولئك الحاصلين على المنحة، ونشكر قيادتنا الرشيدة على دعمها لأبنائها الطلبة، وبناء حاضرهم ومستقبلهم، وهناك شعور دائم بأن القادم أفضل، وأن حكومتنا تبني أسساً لأجيال قادمة، ونحن في خدمة وطننا، وأن نكون مساهمين في استمرار رفعته.

برنامج «خطوة»
تسعى دائرة التعليم والمعرفة من خلال برنامج «خطوة» إلى ابتعاث ما يصل إلى 6000 طالب وطالبة إماراتيين ممن يحققون الشروط الميسّرة للبرنامج لمواصلة دراستهم الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، حيث ستغطي حكومة أبوظبي جميع تكاليف ابتعاث الطلبة.
يتميّز برنامج «خطوة» بمعايير قبوله المبسّطة، حيث يمكن لخريجي المرحلة الثانوية من المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الشراكات التعليمية في أبوظبي تقديم طلبات الانضمام للبرنامج في حال تحقيقهم معدلاً عاماً لا يقل عن 65% في الصف الثاني عشر، ونتيجة لا تقل عن 3.0 في امتحان الكفاءة اللغوية في الإنجليزية «آيلتس». كما وتنطبق ذات الشروط على خريجي الخدمة الوطنية من غير الحاصلين على درجة البكالوريوس، علماً أنه سيتم منح الأولوية للمرشحين المستوفين للشروط من العائلات المستفيدة من برامج الدعم الاجتماعي.
وفي حال عدم امتلاك الطلبة للمهارات اللغوية المطلوبة للدراسة في الخارج، سيتمكن الطلبة من دراسة اللغة الإنجليزية لمدة عام تحضيري في بلد الابتعاث، حيث تغطي المنحة تكاليف هذه السنة أيضاً.
ويوفّر البرنامج فرصةً مميّزة لهؤلاء الطلبة للالتحاق بإحدى الكليات المجتمعية المحددة في الولايات المتحدة الأميركية وكندا لمدة سنتين، ومن ثم تحويل ساعات الدراسة المعتمدة لأي جامعةٍ عالمية أو محلية من اختيارهم عند استيفاء الشروط اللازمة والدراسة لعامين إضافيين للحصول على درجة البكالوريوس.
وسيقيم الطلبة خلال فترة دراستهم في الكليات المجتمعية مع عائلات مضيفة في دولة الدراسة، حيث اختارت دائرة التعليم والمعرفة هذه العائلات بالتعاون مع أهم المنظمات المختصة بتأمين العائلات المضيفة في دول أميركا الشمالية.

Scan the code