فمن داخل محافظة الأقصر السياحية والزراعية معا، جنوبي البلاد، يخرج 80% من صادرات الطماطم المجففة، المزروعة على مساحة تتخطى 500 فدان، وتتوزع النسبة الباقية على محافظات قنا وأسوان والفيوم.
وتتجه الصادرات للإمارات وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وتركيا والبرازيل ودول أخرى، وبات مصدر لرفع دخل آلاف الأيدي العاملة، حتى تسمى في وسائل إعلام محلية بأنه “الذهب الأحمر”.
وهُنا في الأقصر تزيد درجات الحرارة على 45 درجة مئوية صيفا، وتقل تدريجيًا في الشتاء، وهي من أشهر المحافظات في زراعة الطماطم التي بدأ موسم زراعتها الشتوي سبتمبر الجاري، ومنذ عدة سنوات تصدرها كمجففة؛ لتصبح من أشهر الأماكن في العالم في هذا المجال، بعد أن حصدت سابقا شهرتها في زراعة قصب السكر، وصناعة السكر.
مراحل تجفيف الطماطم
مراحل تجهيز الطماطم يوضحها المهندس بهاء إسماعيل، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات العاملة في المشروع، قائلا: “تبدأ العملية بجلب ثمار الطماطم بعد الحصاد من مركز إسنا إلى مركز القرنة وغسلها وتقطيعها جيدا، ثم تمليحها”.
وبعد ذلك “يرصها العمال على مناشر خاصة فوق الأرض لتدخل عملية التجفيف تحت أشعة الشمس لمدة ما بين 8- 10 أيام شتاء، أما في الصيف فتقل المدة لما بين 4-5 أيام”، بحسب إسماعيل.
ولكن هل كل أنواع الطماطم تصلح لعملية التجفيف هذه؟
يجيب بأن الطماطم الصالحة لهذه العملية لها مواصفات خاصة، مثل أن تتسم بالقوة والصلابة لتتحمل أعمال التجهيز والتقطيع والتمليح.
“موسم السعادة”
أما نظام العمل فيتم بالتعاقد مع مزارعين في المنطقة يتولون عملية الزراعة من رمي البذور حتى الحصاد، ويعتبرون موسم زراعة وحصاد الطماطم “موسما للسعادة”؛ نتيجة العوائد التي تدرها هذه الثمرة على بيوتهم.
ومن العاملين، عطيات عبده، وهي تعمل بالأجر اليومي في تجفيف الطماطم داخل مركز القرنة، منذ الساعة الثامنة صباحًا في المرحلة الأولى من العمل، وفي نهاية اليوم تحصل على أجرها، لافتة إلى أنه مصدر رزق لكثير من السيدات والفتيات الصغار أيضا ممن اعتدن على العمل لمساعدة أسرهن.
وتشتهر الطماطم في مصر باسم “المجنونة” لأنها أسعارها تتقلب بين يوم وآخر ارتفاعا وانخفاضا، تأثرا باختلاف المناخ على مدار العام، أو كم المزروع.
مواسم الزراعة
لا يرتبط تجفيف الطماطم بوقت بعينه، ولكن يمتد على مدار العام، مقسما على موسم شتوي يبدأ من ديسمبر حتى أبريل، وموسم صيفي من يونيو حتى سبتمبر، كما يشرح المهندس محمد هاشم مدير الإنتاج في أحد المشاريع.
ورغم زيادة عدد أيام تجفيف الطماطم في الموسم الشتوي، لكنه هو الأفضل في الحصول على إنتاج بجودة عالية؛ ولذا اختيرت محافظة الأقصر للتجفيف في الشتاء فقط.