منذ أيام سلك سعر صرف الدولار مساره التصاعدي مجددا فتخطى أمس عتبة الـ 37 ألف ليرة بعد ثبات لفترة على سعر الـ 35 ألف، فما هي أسباب هذا الارتفاع وهل سيصل إلى عتبات جديدة؟
الخبير المالي والاقتصادي الدكتور بلال علامة لفت في حديث لـ “لبنان 24” إلى ان “هناك مجموعة عوامل غير اقتصادية ومالية تؤثر على سعر الصرف وخاصة التشنجات السياسية والمُعطى الإقليمي لأن الجزء الأكبر من العملية المالية في لبنان يرتبط بالسوق الموازية وبالتهريب“.
واعتبر علامة ان “ثمة 3 عوامل أو أسباب أدت إلى ارتفاع الدولار حاليا، الأول هو رفع الدعم كليا عن المحروقات وتخلي مصرف لبنان عن التدخل في السوق حفاظا على ما تبقى لديه من عملات أجنبية ولاسيما انه منذ فترة لا تتعدى الشهر تقريبا أقدمت سوريا على رفع سعر المحروقات تمهيدا لفصل الشتاء وبالتالي عاد التهريب من لبنان وبدأ سوق المحروقات يستهلك الكثير من الدولارات فعمد مصرف لبنان إلى إيقاف الدعم بالكامل وبسرعة أكثر من المتوقع ، واليوم أصبحت المحروقات تُشترى في لبنان بالدولار ومن السوق الموازية“.
السبب الثاني، بحسب علامة، انه في بداية الموسم الجديد هناك حاجة للعملات الأجنبية للاستيراد تمهيدا لموسم الشتاء المقبل علما ان الواردات خفت كثيرا إلى لبنان ولكن لا تزال تستهلك الجزء الأكبر من هذه العملات.
أما السبب الثالث والأهم فهو خفض عمليات منصة صيرفة من دون إعلان رسمي ما يدل على ان ما يحصل في السوق قد يكون مخططا له، وبالتالي تسببت تلك المعطيات بارتفاع سعر الصرف ومعظم الشعب اللبناني يعمل بالمُضاربة فاستجاب للارتفاع وبدأ يضغط على الدولار، كما قال.
واعتبر علامة ان “ارتفاع الدولار حاليا قد يكون مُقدمة مُرتبطة باستحقاق إقرار الموازنة ومن ثم إقرار خطة التعافي المالي وتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي قبل تشرين”، ولفت إلى انه “إذا حصل ذلك سنشهد تراجعا كبيرا بسعر الدولار“.
وشدد على ان “التراجع سيكون كبيرا وسيتجاوز الـ 10 آلاف ليرة ولكن شرط إقرار الخطط وتحديدا الاتفاق مع صندوق النقد الدولي“.