يشهد العالم احتدام المنافسة بين شركات التكنولوجيا والإنترنت الكبرى التي تسيطر على حياة أغلب سكان العالم. إذ لسنوات، كان لدى كل شركة من الشركات الكبرى حصتها الخاصة من السوق، ونمط معين من المحتوى يختلف عما تقدمه الشركات الأخرى. وبالتالي نجحت كل شركة على حدة في الحصول على نصيبها من الأرباح والاستثمارات والنجاحات.
لكن مع توسع المنصات بشكل كبير، وتداخل خدماتها ومحتواها، لتصبح متشابهة إلى حد كبير، باتت المنافسة أكثر عنفاً، بحسب توصيف موقع “أكسيوس” الأميركي.
على سبيل المثال، باتت “أمازون” و”آبل” تكسب من عائدات الإعلانات، بعدما كان هذا النوع من الدخل محصوراً بـ “غوغل” و”فيسبوك”، بينما تتكل الشركات الأخرى على بيع منتجات حسية وليست افتراضية. من جهتها تسعى “غوغل” إلى توسيع عملها للحاق بركب “أمازون” و”مايكروسوفت” في الحوسبة السحابية.
ولدى كلّ من “مايكروسوفت” و”غوغل” و”فيسبوك” أعمال في أجزاء مختلفة من سوق الألعاب، مع اهتمام بالمجال من قبل “آبل” و”أمازون” أيضاً.
وفي تفصيل أكبر نستعرض هنا كيف تتحكم هذه المنافسة في عمل أكبر 5 شركات في مجال التكنولوجيا:
آبل
ما زالت الأجهزة الإلكترونية تشكل الجزء الأكبر من إيرادات “أبل”، وتدعم باقي القطاعات والأقسام في الشركة. إذ أعلنت “آبل” عن إيرادات قيمتها 365 مليار دولار خلال السنة المالية الماضية، أكثر من نصفها من مبيعات هواتف “آيفون”، بينما حققت ملحقات “ماك” و”آيباد” و”أبل ووتش” إيرادات تزيد عن 30 مليار دولار. أما الخدمات، مثل الضمانات واشتراكات الموسيقى والتلفزيون، فبلغت إيراداتها 68.4 مليار دولار، بزيادة 27 في المائة عن العام السابق.
وتنافس “آبل” في مجالات عدة تتراوح بين الاشتراك في الموسيقى والتخزين السحابي وغيرها، ولديها بعض الصفقات الهائلة مع المنافسين، مثل الاتفاقية التي تجعل “غوغل” محرك البحث الافتراضي على أجهزة “آيفون” و”ماك”.
ميتا
رغم حديثها عن “ميتافيرس” ما زالت عملاقة الشبكات الاجتماعية تحصل على جميع إيراداتها تقريباً من الإعلانات على “فيسبوك” و”إنستغرام”. وأعلنت شركة ميتا عن تحقيق عائدات بقيمة 118 مليار دولار أميركي العام الماضي، حوالي 115 مليار دولار منها من الإعلانات على “فيسبوك” و”إنتسغرام”، وحوالي 700 مليون دولار من الإيرادات غير الإعلانية لعائلة التطبيقات الخاصة بها و2.2 مليار دولار من العائدات من “ريالتي لابس” التي تشمل خوذة الواقع الافتراضي. وبفضل “فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب”، تتحكم “ميتا” في جزء كبير من سوق الشبكات الاجتماعية، ومعها شريحة كبيرة من الإعلانات عبر الإنترنت.
ألفابيت
رغم أنّ “غوغل” يعتبر حتى اليوم “عملاق محركات البحث”، لكن طموحات الشركة الأم أي ألفابيت تمتد إلى أنواع الحوسبة السحابية التي تقدمها “أمازون” و”مايكروسوفت”. وعلى الرغم من أنها لا تفرض رسوماً مباشرة على “أندرويد”، فإنّها تحقق قدراً كبيراً من أرباح الإعلانات من الأجهزة المحمولة. وبلغت أرباح “ألفابيت” 161 مليار دولار السنة الماضية، مصدرها أساساً إعلانات البحث والشبكة الإعلانية، بالإضافة إلى مصادر الإيرادات الأصغر مثل الأجهزة.
ومن ضمن خدمات “غوغل” أيضاً “يوتيوب” الذي حقق 28.8 مليار دولار من عائدات الإعلانات، و”غوغل كلاود” بإيرادات تصل إلى 8.9 مليار دولار.
أمازون
يمتلك هذا المتجر العملاق عبر الإنترنت شهية مفتوحة لأنواع جديدة من الأعمال، بما في ذلك خدمات الإنترنت الضخمة وكذلك البقالة غير المتصلة بالإنترنت (عبر “وول فود”) ومحتوى الفيديو والصوت والكتب الإلكترونية والعقاقير والخدمات الطبية.
قد وسجلت الشركة أكثر من 469 مليار دولار من العائدات للسنة الماضية. ويأتي معظم ذلك من بيع السلع المادية على الرغم من أنّها تشمل أيضاً السلع الرقمية وعائدات الاشتراك. وجاء حوالي 62 مليار دولار من أعمال الحوسبة السحابية “أمازون ويب سيرفيسز”، بزيادة 37 في المائة عن العام السابق.
اليوم الشركة كبيرة جداً لدرجة أنها تثير مخاوف الاحتكار حتى عندما تدخل سوقاً كلاعب صغير.
مايكروسوفت
ما زالت إيرادات الشركة تتدفق بسبب منتجات “ويندوز” و”أوفيس”، بالإضافة إلى خط أعمال جديد ناجح للغاية في الخدمات السحابية. وقد أعلنت “مايكروسوفت” أنها حققت 200 مليار دولار من العائدات للسنة المالية الماضية.