وتعمل السلطات المصرية حاليا على تنفيذ توسعات بالطرق وبناء جسور تربط مناطق القاهرة، وتمر هذه الطرق والجسور بمناطق مأهولة بالعقارات السكنية، وأحيانا بمقابر.
وشرعت السلطات بالفعل في إزالة بعض العقارات مع تعويض سكانها، إما بسكن بديل أو بالمال، لكن تبقى الأزمة حول إمكانية هدم مقابر يراها كثيرون تاريخية وتمثل قيمة كبيرة، ومنها مقبرة طه حسين.
ماذا حدث؟
• تقع مقبرة طه حسين في منطقة التونسي بحي الخليفة جنوبي القاهرة.
• المنطقة تضم عدة مقابر تاريخية، كما تحدها من الجنوب مقابر البساتين التي تشمل مقابر اليهود الذين كانوا يعيشون في مصر قبل عقود.
• في شهر مايو الماضي انتشرت صورا لعلامة (X) وضعتها السلطات على مقبرة طه حسين، مما أثار الجدل حول إمكانية هدمها، لكن محافظ القاهرة نفى ذلك.
• مؤخرا التقطت صور حديثة للمقبرة مكتوب عليها كلمة (إزالة) فوق علامة (X)، مما فتح باب الجدل من جديد، خاصة مع إزالة عقارات ومقابر قريبة منها.
لا إخطار للأسرة
وقالت مها عون ابنة حفيدة طه حسين المقيمة في لبنان، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن السلطات المصرية حتى الآن لم تخطر أسرة الأديب الراحل بهدم المقبرة، لكن العائلة على علم بكتابة كلمة “إزالة” عليها، كما أنها تعرف أنه تم هدم مقابر مجاورة لها بعد إخطار أصحابها لنقل رفات ذويهم منها، فضلا عن أن العاملين بعمليات التطوير الجارية يؤكدون الهدم.
وكشفت مها أن أفراد أسرة طه حسين يتشاورون حاليا حول نقل رفاته إلى خارج مصر، مشيرة إلى أنه “لا يوجد اتفاق كامل بين كل أعضاء الأسرة حول هذا الأمر”.
ولم تحدد ابنة حفيدة طه حسين الدولة التي سيتم نقل رفاته إليها في حال اتفاق اعضاء الأسرة على ذلك، لكن هناك أقاويل عن إمكانية نقله إلى فرنسا.
وأوضحت مها أن الأسرة ستتخذ قرارا نهائيا بشأن نقل الرفات من عدمه، وستعلن ذلك في بيان.
لا موقف رسميا
فيما توجه مراسل موقع “سكاي نيوز عربية” إلى إدارة الإعلام بمحافظة القاهرة لمعرفة الموقف الرسمي بشأن هدم مقبرة طه حسين من عدمه، إلا أنه لم يتلق ردا حول الأمر.
لكن وسائل إعلام محلية نشرت توضيحا من محافظة القاهرة، مفاده أن “المحافظة ليست لها علاقة بالأمر ولم يصلها أي شيء رسمي عن مسار الجسر المزمع تنفيذه في المنطقة ولا تفاصيله”.
فيما قالت عضو مجلس النواب المصري مها عبد الناصر، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنها تقدمت بطلب إحاطة للحكومة حول ما أثير عن إمكانية هدم مقبرة طه حسين، لكن لم يناقش الطلب بالبرلمان حتى الآن.
وشددت على عن أن “مقبرة طه حسين ليست مجرد مقبرة عادية، بل هي تخص رمزا شكل الوجدان المصري وله دور كبير في الثقافة العربية، ولا بد من التفكير في كيفية الاستفادة من هذه القيمة لمقبرته وليس هدمها”.
وأوضحت كذلك أنها خاطبت مختلف الجهات المعنية للحصول على رد وتوضيح بشأن الأمر، لكنها حتى الآن لم تحصل على تعليق من أي جهة.
مقترحات
وفي هذا السياق، تقدمت مجموعة من المفكرين والأدباء بمقترحات منها نقل رفات طه حسين إلى مكان خاص أمام جامعة القاهرة باعتباره رمزا تعليميا وثقافيا.
وفي المقابل، طالب آخرون بتدشين مقابر لجميع رموز مصر في شتى المجالات، ومنهم طه حسين، في العاصمة الإدارية الجديدة التي تبنى حاليا على أطراف القاهرة، بحيث تتحول تلك المقابر لمزارات سياحية وثقافية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يثور فيها جدل بمصر بشأن هدم مقابر تخص رموزا من أجل بناء جسور، ففي شهر يوليو من عام 2020 ثار جدل مشابه حينما قامت السلطات بتنفيذ جسر الفردوس بمنطقة حي منشأة ناصر شرق القاهرة، وترددت أنباء عن هدم مقبرة الفنان الراحل فؤاد المهندس بالمنطقة، لكن السلطات وقتها أكدت أنه سيتم فقط هدم عدة أمتار من السور الخارجي للمقبرة ومن مقابر مجاورة.