الكويكب الذي تم رصده من عائلة كويكبات أبولو التي تسبح في مدارات قريبة من الأرض، مما جعل العلماء يصنفونه ضمن الكويكبات الخطيرة جدا عليها.
اكتشف علماء كونيات كانوا يرصدون السماء في أوقات مغيب الشمس وطلوعها، 3 كويكبات عملاقة لم تكن معروفة من قبل، أحدها لم يُرَ مثله في الحجم منذ سنين، وقد يشكل خطرا على الأرض مستقبلا وفق الدراسة التي نُشرت في دورية “ذا أسترونوميكال جورنال” (The Astronomical Journal).
وقال العلماء في البيان الصحفي الصادر يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم عن “نويرلاب” (NOIRLab) التابع للمؤسسة الوطنية الأميركية للعلوم، إن هذا الكويكب الخطير يبلغ قطره حوالي 1.5 كيلومتر، وهو قريب من مدار الأرض، بينما الكويكبان الآخران قريبان من مدار الشمس ولا يشكلان أي خطر على الأرض.
اكتشاف مذهل
وحتى إن لم يشكل الكويكبان القريبان من مدار الشمس أي خطر على الأرض، فإن وجودهما في تلك المنطقة يعتبر اكتشافا مذهلا، لأنه لا يوجد الكثير من مثل هذه الكويكبات قد تم اكتشافه من قبل، فالبحث عنها في شمس ساطعة وسط ظلمة حالكة يجعلها غير مرئية.
ولكي يتمكن العلماء من البحث ورصد الكويكبات القريبة من مدار الشمس، عليهم أن يتحرّوا أوقات طلوع الشمس أو غروبها، بحيث لا تكون أشعتها حاجبة للرؤيا فتساعد على الرصد في اتجاهها، وهي وإن كانت أوقاتا ليست طويلة جدا فإنها جيدة.
وقد استخدم فريق البحث الدولي الذي أشرف عليه العالم الأميركي سكوت شيبارد من المؤسسة الوطنية للعلوم، تليسكوبا خاصا بمرصد ثيرّو تولولو (Cerro Tololo) في تشيلي بأميركا الجنوبية، ويبعد عن العاصمة سانتياغو حوالي 80 كيلومترا، ويقع على علو 2200 متر.
يقول شيبارد في تقرير لموقع ساينس ألرت (Science Alert) حول هذا الاكتشاف: “حتى الآن، تم اكتشاف كويكبين من الحجم الكبير في مدار الشمس، قطرهما حوالي كيلومتر واحد، وهو الحجم الذي يجعلنا نصنفهما من الكويكبات القاتلة للكواكب، لكنهما لحسن الحظ بعيدان عنا ولا يمكنهما تشكيل أي خطر على كوكب الأرض”.
كويكب أبولو
وبحسب ما جاء في تقرير ساينس ألرت، فإن الكويكب الثالث الذي تم رصده أطلق عليه اسم “إيه بي 7 2002” (AP7 2002)، وهو من عائلة كويكبات أبولو التي تسبح في مدارات قريبة من الأرض، مما جعل العلماء يصنفونها ضمن الكويكبات الخطيرة جدا عليها.
وهناك حوالي ألفي كويكب تم رصدها سابقا، أكبرها يصل قطره إلى 7 كيلومترات، وهو محل مراقبة مستمرة من العلماء حتى يتمكنوا من تحديد درجة خطورته إذا اقترب أكثر من الأرض واتخاذ الإجراءات الضرورية لتفادي الاصطدام.
ومن بين الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتفادي هذه الحادثة، إرسال سفينة فضائية لتحويل مساره بافتعال اصطدام إن أمكن، وفق الحسابات الدقيقة التي توفرها المراصد وبناء على حركة هذه الكويكبات.
وأضاف العلماء -حسبما جاء في الدراسة- أن هناك عددا كبيرا من الكويكبات الصغيرة التي تسبح في النظام الشمسي، وأن رصدها بات اليوم ضروريا لتحديد مدى خطورتها وبالتالي تفادي وقوع كوارث مستقبلا.