– من ريم الهاجري و وسام المجلى.
أبوظبي في 30 سبتمبر / وام / يشهد جناح نادي تراث الإمارات بمعرض
أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2022 الذي يستمر حتى 2 أكتوبر المقبل
العديد من الفعاليات التراثية والثقافية و الترفيهية التي تستعرض مقومات
الحياة القديمة لأبناء الامارات التي بنيت على عدة ركائز تظهر فطنة
وحنكة الآباء والأجداد في استغلال الموارد الشحيحة التي كانت حولهم لصنع
وخلق أبسط أساسيات الحياة.
و قال سعادة حميد سعيد بولاحج الرميثي المدير العام للنادي إن
النادي يحرص على المشاركة سنويا في هذا المحفل المتميز الذي يعد منبرا
للتواصل مع ممثلي مختلف الحضارات والشعوب وفرصة لعشاق التراث لاطلاعهم
على مفردات التراث المحلي .. وأضاف أن المعرض يربط بشكل غير مباشر بين
حاضر الإمارات الذي يعكس التقدم التقني وماضيها الذي يتجلى في أهمية
المحافظة على تراث اﻵباء واﻷجداد.
وأوضح أن النادي يشارك هذا العام ببرنامج وفعاليات تراثية متعددة بما
يتوافق مع رسالته في نشر وترسيخ التراث عبر إشراك الجمهور ضمن مسابقات
تراثية متنوعة تنطلق بالفترة المسائية داخل الجناح.. بالإضافة إلى
مسابقات تقام عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأفضل صورة وتعليق على هامش
مشاركة النادي في المعرض وتقدم فيها جوائز مالية.
ويختص ركن الحرفيات في الجناح بإظهار الجانب الفني والتشكيلي لبنت
الإمارات في ملبسها وصنعتها قديما كما يتم تقديم عدد من العروض الحية
للصناعات والحرف اليدوية التي كانت سائدة قديماً مثل صناعة الفخار،
وصناعة الدلال، وصناعة السيوف والخناجر، والسدو، وسف الخوص.
و قد قامت وكالة أنباء الإمارات ” وام ” بجولة عبر أركان جناح
النادي التي تعرض تنوع التراث الإماراتي العريق و تستحضر عبق الماضي
بمفراداته التراثية الأصيلة وتفاصيل الحياة القديمة .. و في البداية
تظهر سعيدة عوض “مدربة تراثية في نادي تراث الإمارات” بساطة الملبس الذي
اعتادت المرأة الإماراتية على صنعه بذاتها من الموارد والأقمشة المتاحة
في حينها، ويعد “التلي” من أشهر الأدوات المستخدمة والتي تعرف اليوم
بالتطريز.
وقالت سعيدة عوض : “اليوم نحن نعرض للعالم والزوار ما تعلمناه من
أمهاتنا وأجدادنا وما ربينا عليه ونثبت للعالم أنه مهما كانت الموارد
شحيحة وقليلة إلا أن المرأة الإماراتية كانت دائما ما تجد طريقة تظهر
إبداعاتها اذ تتميز بالحنكة .. مشيرة إلى مساهمة مراكز التراث الاماراتي
التي تعلم بدورها الطلاب والأطفال قيم وعادات المجتمع الإماراتي
القديم”.
و نظم النادي خلال أيام المعرض جلسة تعريفية تحت عنوان “السنع
الإماراتي عند أهل البادية” قدمها المدرب التراثي زايد المنصوري، الذي
تحدث عن جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”
في الحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة، منوهاً بالدعم الكبير من دولة
الإمارات للتراث والسنع، وجهود نادي تراث الإمارات في الحفاظ على التراث
ونشره بين الأجيال الحديثة.
وفي ركن التراث البحري لفت بدر محمد الحسني مدرب تراثي في نادي تراث
الامارات إلى أبرز طرق جمع الغذاء ومقومات الاقتصاد الأولى والتي تتمثل
بالصيد واستخراج اللؤلؤ إذ قدم الجناح ورشا بحرية عن صناعة الديين،
والطواشة، والغزل، وفلق المحار واستخراج اللؤلؤ وعرض بعض المجسمات
“للمحامل” التي كانت تستخدم إما للسفر أو الصيد وبعض أدوات الصيد
الحقيقية مثل “السكار” وهي شباك الصيد قديما و”العملة” وهو مسمى قديم
يطلق على الرمح المستخدم لصيد الأسماك الكبيرة.
وقال الحسني إن نادي التراث الإماراتي لم يكتف بورش العمل فقط بل
ينظم اليوم رحلات غوص بحرية للطلاب مستخدمين هذه الأدوات القديمة
بالإضافة إلى برامج ودورات كبرنامج “الجلاف” وهو صانع السفن قديما و
الذي يعلم الطلاب طريقة انتقاء الخشب المناسب لصنع السفن والمحامل
البحرية.
و في الجانب الثقافي تميز ركن الإصدارات بعرض أعمال الكتاب
الإماراتيين على مستوى الأدب والفلكلور الشعبي ويرصد الجناح أبرز هذه
المواهب عبر تخصيص زاوية تضم منشورات النادي في التراث والتاريخ
والدراسات ودواوين الشعر النبطي، بما يشمل العديد من العناوين التي تختص
بالصيد والفروسية في دولة الامارات والتي تتيح للزائر الاطلاع على تاريخ
دولة الامارات ما بين الماضي والحاضر ومن أبرز العناوين: تاريخ الامارات
عبر العصور، ومحطات في تاريخ وتراث أبوظبي، والفلكلور في مجتمع
الإمارات.
و في ركن المقهى الشعبي .. يتم تقديم تجربة فريدة من نوعها تتيح
للزوار تجربة المذاق الشعبي القديم حيث تعمل شرينة الرميثي حرفية تراثية
على إعداد أجود الأطباق الشعبية القديمة كالعصيدة و الثريد و العرسية و
الهريس وغيرها من المأكولات الشهية التي كانت تعد على الجمر قبيل وجود
المطابخ الحديثة.
وفي ركن الرسم والتلوين و نظرا لتردد طلاب المدارس والزوار من مختلف
الاعمار فقد حرص الجناح على توفير ركن ترفيهي تعليمي مخصص للمفردات
التراثية ذات العلاقة من خلال الرسم والتلوين التي تحفز الأطفال على
ممارسة هوايتهم وتقضية وقت ممتع أثناء زيارتهم لمعرض أبوظبي للصيد
والفروسية.
و يقيم الجناح ورشا حية وتعليمية لزواره ومنحهم الفرصة للتعرف على
الأكلات الشعبية الإماراتية وارتداء الملابس التقليدية والتقاط الصور
الفوتوغرافية .. فيما يقوم الجناح باستضافة عدد من المؤثرين والمتحدثين
يتناولون مجموعة من المحاضرات والجلسات الحوارية في مجال التراث
الاماراتي والعربي المتعلق بالصيد والفروسية.