التخطي إلى المحتوى

دبي في 25 سبتمبر / وام / استعرضت معالي مريم بنت محمد المهيري وزيرة
التغير المناخي والبيئة نموذج دولة الإمارات وتوجهاتها المستقبلية في
التعامل مع التحديات الهامة ومنها التغير المناخي وجهود مواجهته بشقيها
خفض الانبعاثات والتكيف مع التداعيات على المستويين المحلي والعالمي،
ومنظومة عملها لتعزيز الأمن الغذائي، والتزاماتها الطوعية وجهودها في
الحد من التلوث البلاستيكي، وما تمثله جهود العمل في معالجة هذه
التحديات الثلاث كركائز للرؤية الاستشرافية للإمارات وسعيها لإيجاد
مستقبل أفضل مستدام.

جاء ذلك خلال مشاركة معاليها في مجموعة من الجلسات الحوارية والاجتماعات
المتخصصة، ضمن مشاركة وفد دولة الإمارات برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن
زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، في أعمال الدورة الـ 77
للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.

وشهدت مشاركة الوفد، إعلان دولة الإمارات عن انضمامها للتحالف العالمي
عالي الطموح لإنهاء التلوث البلاستيكي، والذي يستهدف القضاء على إشكالية
هذا النوع من التلوث بحلول 2040، عبر تطوير أدوات دولية طموحة مستندة
إلى نهج شامل يضمن اتخاذ سلسلة من إجراءات المعالجة العاجلة والفعالة
على طول سلاسل انتاج واستهلاك وإعادة استخدام البلاستيك.

وتعليقاً على الإعلان، قالت معالي مريم المهيري: “تفخر دولة الإمارات
بانضمامها للتحالف، والذي تتماشى أهدافه مع الالتزامات الطوعية للدولة
بمكافحة التلوث على مستوى كافة القطاعات والمجالات، والحد من آثاره
السلبية على البيئة”، مشيرة إلى اتخاذ حكومة دولة الإمارات العديد من
التدابير لمعالجة الأسباب الجذرية للتلوث البلاستيكي عبر تعزيز التحول
نحو اقتصاد بلاستيكي دائري واعتماد حلول الإدارة المتكاملة للنفايات”.

وأضافت: “نحن ملتزمون بدعم جهود التحالف لإيجاد خريطة طريق عالمية تطبق
نهجاً شاملاً ومستداماً ومنهجياً ودائرياً لكافة مراحل دورة حياة
البلاستيك، ما يشمل تعزيز كفاءة الإنتاج، وزيادة المعروض من المواد
القابلة لإعادة التدوير، والإنتاج المعاد تدويره، وتشجيع تبني ممارسات
الاستهلاك المستدام، وتطبيق منظومة الإدارة المتكاملة المستدامة”.

ودعت معاليها المجتمع الدولي إلى تعزيز حراكه للقضاء على التلوث
البلاستيكي عبر التعاون والتنسيق والالتزام.

وألقت معاليها الكلمة الافتتاحية للجلسة الحوارية الاستشارية “نظم
الغذاء وأولويات الزراعة وإمكاناتها”، التي نظمتها وزارة التغير المناخي
والبيئة ومكتب المبعوث الخاص لدولة الإمارات المعني بتغير المناخ،
وتحالف العمل الغذائي، على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة،
بمشاركة المعنيين وأصحاب المصلحة في قطاعي الزراعة والنظم الغذائية حول
العالم، لاستشراف الدور الذي ستلعبه قضايا الأمن الغذائي والزراعة
الذكية مناخياً ضمن المحاور الرئيسة لدورة مؤتمر دول الأطراف COP28 التي
ستستضيفها دولة الإمارات في 2023.

وأكدت معاليها ضرورة تعزيز قدرات المرونة في التعامل مع التحديات
البيئية العالمية، ضمن مشاركتها في اجتماع الطاولة المستديرة رفيع
المستوى “الانضمام إلى الجهود المبذولة لدفع الصمود العالمي” الذي نظمه
اتحاد المرونة التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، مستعرضة نموذج دولة
الإمارات في بناء وتعزيز مرونة كافة القطاعات في بتني ممارسات ونظم
الاستدامة في كافة أعمالها لضمان تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.

وخلال مشاركتها في عشاء عمل رفيع المستوى حول “معالجة العوائق أمام
الطموح بشأن الغذاء والطبيعة والمناخ” الذي نظمه تحالف الغذاء واستخدام
الأراضي، والأمم المتحدة، ومؤسسة ” ClimateWorks”، شددت معاليها على
أهمية إدماج النظم الغذائية في جهود وآليات مكافحة التغير المناخي،
وسلطت الضوء على مبادرة “الابتكار الزراعي للمناخ” التي أطلقتها دولة
الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، وتهدف إلى تعزيز وزيادة وتسريع
وتيرة الاستثمار في الابتكار الزراعي الذكي مناخياً وعمليات البحث
والتطوير على مستوى العالم، وقد حددت المبادرة هدفاً لجمع 8 مليارات
دولار بحلول موعد انعقاد دورة مؤتمر دول الأطراف COP27، في نوفمبر
المقبل في جمهورية مصر العربية.

كما شددت معاليها على الأمر نفسه خلال مشاركتها في الاجتماعي الافتتاحي
للمجموعة القيادية لحركة توسيع نطاق التغذية “SUN”.

وحضرت معالي مريم المهيري أعمال الاجتماع الأول للجنة التوجيهية الدولية
للتحالف عالي الطموح من أجل الطبيعة والبشر، والذي ترأسته فرنسا،
والمملكة المتحدة وكوستاريكا، واستهدف مراجعة وتقييم تنفيذ هدف تحويل
30% من مساحة اليابسة والمحيطات إلى مناطق محمية بحلول 2030، وشاركت
معاليها خلال الاجتماع توقعات ورؤية دولة الإمارات للاجتماع المقبل
لمؤتمر دول الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي “CBD COP15” والذي
سيستهدف الانتهاء من وضع إطار عمل التنوع البيولوجي العالمي لما بعد
2030.

وعلى هامش أعمال الدورة الـ 77 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، عقدت
معالي مريم المهيري مجموعة واسعة من اللقاءات الثنائية مع مسؤولين رفيعي
المستوى للعديد من الدول، واستعرضت خلال لقائها بالدكتور كاري فاولر
مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية الخاص لأمن الغذاء العالمي، مساهمات
الإمارات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبالأخص الهدف الثاني
/القضاء على الجوع/، والدور الذي ستساهم به مبادرة الابتكار الزراعي من
أجل المناخ في هذا الإطار.

وبحضور سعادة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات في الأمم
المتحدة، وسيندي ماكين المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية لدى
وكالات الأمم المتحدة في روما، ناقشت معالي مريم المهيري مع جيردا
فيربورغ، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومنسقة حركة تعزيز
التغذية، سبل دعم الإمارات لجهود تعزيز نظم التغذية بما يخدم ضمان الأمن
الغذائي لسكان العالم كافة.

وخلال لقائها مع الدكتور جونهيلد ستوردالين، المؤسس والرئيس التنفيذي
لمؤسسة التعليم والزراعة معاً “EAT”، استعرضت معالي المهيري التقدم
المحرز في عمل تحالفات الغذاء العالمية منذ قمة الغذاء من أجل المستقبل
في إكسبو 2020 دبي، كما شاركت في حوار مع مسؤولين رفيعي المستوى في سيتي
بنك حول تعزيز حركة التمويل إلى مشاريع خضراء ومستدامة ومرنة من أجل
المناخ.

وناقشت معاليها مع معالي جواكيم ألفارو، وزير البيئة في البرازيل،
الالتزام المشترك للبلدين بحماية البيئة، واستكشفت معاليها فرص تعزيز
التعاون الثاني مع معالي بوغدان أوريسكو وزير خارجية رومانيا.

وفي لقاء مع جاستن فايس، مؤسس ومدير عام منتدى باريس للسلام، ناقشت
معاليه الارتباط الجوهري بين تغير المناخ والصراع الذي تشهده مناطق عدة
حول العالم، واستمعت إلى سبل دعم دورة مؤتمر دول الأطراف COP28 التي
تستضيفها الإمارات في 2023 خلال لقائها مع لي بولينجر رئي جامعة
كولومبيا.

وشاركت معاليها في الاجتماعات الثنائية لوفد دولة الإمارات برئاسة وحضور
سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، مع
الولايات المتحدة وفرنسا وأوكرانيا، ومجموعة الأزمات الدولية.

وتُعقد أعمال الدورة الـ 77 من أعمال الجمعية العمومية للأم المتحدة في
الفترة من 13 سبتمبر إلى 11 أكتوبر، في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة
الأمريكية، وتمثل منصة سنوية لاجتماع ممثلي الدول الأعضاء في الأمم
المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، بالإضافة لكيانات
القطاع الخاص الرائدة، بهدف إجراء مناقشات متعددة الأطراف حول مجموعة
متكاملة من القضايا والتحديات العالمية التي يغطيها ميثاق الأمم
المتحدة، ويحتل العمل المناخي وأزمة الطاقة مركز الصدارة في أعمال
الجمعية للعام الجاري، التي عقدت تحت شعار “لحظة فاصلة: حلول تحويلية
للتحديات المتشابكة”.

– مل –

Scan the code