أبوظبي في 19 سبتمبر / وام / سلطت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها الضوء على جهود الدولة واهتمامها بالثقافة كونها زاد لا غنى عنه في الرحلة نحو المستقبل وتشكل وجهاً بارزاً وحضارياً ورؤية راسخة تحظى بكل الدعم من قيادة الدولة لتأصيل الثقافة كمنصة حضارية ويعكس إعلان أبوظبي عن الدورة الخامسة من “القمة الثقافية” المرتقبة في شهر أكتوبر القادم جانباً من المساعي الريادية لاستكشاف مستقبل القطاع الثقافي والحلول الإبداعية الممكنة من خلاله لكافة القضايا العالمية.
وتناولت الصحف الممارسات والخروق التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإرهابية في محاولاتها البائسة لوضع عثرات أمام استمرار الهدنة بين أطراف الأزمة اليمنية .. إضافة إلى الأوضاع الإنسانية المعقدة التي يواجهها من انعدام الأمن الغذائي الحاد وارتفاع أعداد اللاجئين والنازحين داخلياً واستمرار الفيضانات والتحديات الاقتصادية الصعبة ما يتطلب من المجتمع الدولي التزامات ملحة أهمها تكثيف العمل المشترك لمعالجة هذه الأوضاع الإنسانية.
فتحت عنوان ” أبوظبي ترسخ الثقافة أسلوب حياة ” .. كتبت صحيفة ” الوطن ” الثقافة زاد لا غنى عنه في الرحلة نحو المستقبل، وتقدم وتطور الأوطان يكمن بإقامة مجتمعات المعرفة التي تشكل الثقافة فيها وجهاً بارزاً وحضارياً ورؤية راسخة تحظى بكل الدعم، وهو ما تعمل عليه الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وتدعم الجهود الفاعلة والهادفة بالمبادرات والخطط والمشاريع التي تواكب التطلعات في تأكيد العمل على تأصيل الثقافة كمنصة حضارية تحمل الآثار الإيجابية على الصعد كافة، ويعكس إعلان أبوظبي عن الدورة الخامسة من “القمة الثقافية” المرتقبة في شهر أكتوبر القادم تحت شعار “الثقافة أسلوب حياة”، جانباً من المساعي الريادية لاستكشاف مستقبل القطاع الثقافي والحلول الإبداعية الممكنة من خلاله لكافة القضايا العالمية.
وأضافت كل ما يرتقي بالمخزون المعرفي والثقافي توجه متنام في دولة الإمارات عبر مشاريع متنوعة وهادفة لا تقتصر على نشر المعلومة بقدر ما تبحث عن تأثيرها خلال الأحداث الكبرى أو الطارئة التي يشهدها العالم وما قد تحمله معها من تحولات جذرية على غرار حقبة “كوفيد19″، وذلك من خلال تأمين منصات حية يشارك فيها الخبراء والمعنيين بالثقافة من تربويين وعلماء وأدباء لبحث كل ما يتعلق بها وضمان استمرار الإبداع والتكيف بأسلوب مرن وقادر على الاستجابة الفاعلة للمتغيرات ومنها التحديات التي يمكن أن تواجه جهود العمل الثقافي بكافة مراحله وإيجاد الحلول لها وأهمية تقديم محتوى مناسب واستدامة الارتقاء به، وهي جهود كبرى تحرص أبوظبي على تأمين مقومات نجاحها لما تشكله الثقافة من رافعة حضارية لكافة المجتمعات وتزايد أهميتها وقدرتها على التأثير في كافة القطاعات بشكل دائم.
وذكرت أن الحدث العالمي المرتقب والمشاركة الواسعة فيه انعكاس لغنى مجتمع الإمارات بالتعدد الثقافي كوطن للقيم وواحة غناء بالتعايش بين مقيمين من مختلف أصقاع الأرض “أكثر من 200 جنسية”، وهو ما تؤكده عملية الازدهار الثقافي فيها وما تحظى به الصناعات الإبداعية من اهتمام وتشجيع وتحفيز دائمين لضمان استدامة “القطاع” مستقبلاً وفق ممكنات عصرية.
وقالت “الوطن” في ختام افتتاحيتها إن الحراك الثقافي العالمي يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة ومشاركة حية من خلال تقديم تساؤلات وعرض اقتراحات سوف تكون موضع اهتمام ومتابعة خلال “القمة الثقافية”، لمعرفة الأفكار التي يمكن أن تثري جهود العمل المتبعة وتحقيق أهدافها، خاصة أن الثقافة كمفهوم حضاري تشكل جسراً للتواصل بين مختلف الأمم والشعوب ومظلة للتلاقي، بالإضافة إلى دورها الرئيسي في بناء الإنسان، إذ يشكل دعم القطاع استثمار في الرأسمال البشري ومستقبل الأجيال، وهو مسعى نبيل تعمل عليه الإمارات بكل جد واجتهاد ومثابرة انطلاقاً من الرؤية الرشيدة لقيادتها الحكيمة التي تراهن دائماً على وعي الإنسان وانفتاحه وضرورة حمل مختلف أنواع العلوم والحرص على التزود الدائم بالثقافة.
من ناحية اخرى وتحت عنوان ” الحوثي.. مراوغة وانتهاكات” .. كتبت صحيفة “الاتحاد” المجتمع الدولي يضجّ جراء الممارسات والخروق التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإرهابية في محاولاتها البائسة لوضع عثرات أمام استمرار الهدنة بين أطراف الأزمة اليمنية، بل وحتى سعيها لإحباط الجهود الجادة المبذولة للبناء على هذه الهدنة بهدف الوصول إلى عملية سياسية تضمن استدامة السلام، وإنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق، وتعزيز عوامل الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتابعت الحشود والعروض العسكرية الكبيرة للميليشيات في الحديدة، دليل واضح على نوايا الحوثي وعدم جديته للاستجابة لدعوات السلام بممارساته في المحافظة التي من المفترض خلوها من مظاهر التسليح والعسكرة، إضافة إلى استمراره بحصار تعز ومصادرة المساعدات وما يسببه ذلك من تداعيات فاقمت الأزمة الإنسانية وأطالت أمد المعاناة للشعب اليمني الذي أضحى 23 مليون شخص فيه يحتاجون للمساعدات الإنسانية.
وشددت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها على أنه لا مكان حالياً لمراوغة الحوثي في ظل هذه الكارثة الإنسانية الممتدة لما يقرب من 8 سنوات، فهناك ملايين النازحين في اليمن جلّهم من النساء والأطفال، وانهيار في النظامين التعليمي والصحي، وتراجع حاد للاقتصاد، ناهيك عن غياب الأمن والاستقرار جراء الانتهاك الصارخ من قبل الميليشيات التي يجب أن تتوقف فوراً وتلتزم بكافة القرارات والمواثيق الدولية، وتبادل أطراف الأزمة والمجتمع الدولي التزامهم ونواياهم الصادقة وسعيهم نحو السلام الدائم.
من جانب آخر وتحت عنوان ” استقرار جنوب السودان” .. قالت صحيفة ” البيان ” إن جنوب السودان يواجه أوضاعاً إنسانية معقدة، حيث يعاني ما يزيد على ثمانية ملايين شخص، من انعدام الأمن الغذائي الحاد، الأمر الذي وضع معظم السكان على قيد الحاجة إلى مساعدات عاجلة. يضاف إلى ذلك، ارتفاع أعداد اللاجئين والنازحين داخلياً ومما فاقم الأوضاع على نحو أكبر، استمرار الفيضانات والتحديات الاقتصادية الصعبة، والافتقار إلى البنية التحتية المناسبة، فضلاً عن الآثار الناجمة عن جائحة «كورونا».
وأشارت إلى أن هذه الأوضاع، ترتّب على المجتمع الدولي التزامات ملحة، أهمها تكثيف العمل المشترك لمعالجة الأوضاع الإنسانية.
ولفتت إلى أن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، تقوم بدور مهم في هذا الصدد، عبر تقديم الخبرات الفنية للحكومة، وبناء القدرات اللازمة لتحقيق السلام والاستقرار، لكن ثمة حاجة لالتزام مستدام، من جانب الشركاء الإقليميين والدوليين.
وقالت لأن مسارات الدعم الإنساني، يجب أن تكون آمنة، والظروف المحيطة كذلك، تركز الإمارات في نظرتها لمعالجة هذا الملف، على ضرورة التزام جميع الأطراف بخفض التصعيد، وإعطاء وحدة واستقرار البلاد الاهتمام الذي يستحقان، وهو ما أكدته الإمارات في بيانها قبل يومين خلال جلسة مجلس الأمن بشأن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان – أونميس.
وأضافت لا بد لهذا الغرض، من معالجة الأسباب الجذرية لمختلف التحديات الحالية، والتي بدورها ستسهم في وقف العنف بين القبائل في عدد من المناطق، في ضوء خارطة الطريق الموقعة في الرابع من أغسطس، والتي بموجبها تم تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين إضافيين.
وأكدت “البيان” في ختام افتتاحيتها أن هذه الخطوة، من شأنها أن تُسهم في ضمان تنفيذ البنود الرئيسة لاتفاق السلام المعاد تنشيطُه، والذي يبقى، رغم كل الظروف المجافية، ضرورياً لدعم الأمن والاستقرار في جنوب السودان.
– خلا –