يؤكد طبيب مرموق أن الحياة بصحة أفضل ولمدة أطول أمر يعود لقرار الشخص نفسه، مشيرا إلى أن الخيارات التي نتخذها تؤثر على كيفية عمل الجينات الوراثية التي يمكن تعديلها، ويستشهد بقاعدة، أطلق عليها اسم “6+2″، لاتباعها لتحقيق ذلك.
ويقول الطبيب الأميركي الشهير، مايكل رويزن (76 عاما)، في كتابه الجديد عن “فك شفرة” طول العمر، أن 40 بالمئة من الوفيات المبكرة (أي قبل بلوغ 75 عامًا) مرتبطة بخيارات نمط الحياة، بحسب ما نقل موقع “إنك”.
ورويزن طبيب تخدير أميركي وطبيب باطني، مدير الصحة والعافية في كليفلاند كلينك، ومؤلف حائز على جوائز عدة.
اشتهر رويزن بتطوير مفهوم “العمر الحقيقي”، وقام أو شارك بتأليف عدد من أفضل الكتب مبيعا في الولايات المتحدة.
ويرى رويزن أنه بحلول الوقت الذي تبلغ فيه من العمر 60 عاما، يتم تحديد 75 بالمئة من اتجاهاتك ونتائج اختباراتك الصحية وفقا لاختياراتك. ويمكن أن تؤثر اختياراتك على الكثير من جيناتك.
أحد الأمثلة التي يستشهد بها رويزن هو سرطان البروستاتا، حيث أدى تحسين النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني والقدرة على التعامل مع الإجهاد، إلى توقف الجينات المرتبطة بنمو سرطان البروستاتا، بينما تم تشغيل الجين الذي ينتج بروتينًا يسبب تدمير الخلايا السرطانية ذاتيًا.
وانطبق الأمر نفسه على سرطان الثدي، فقد أدت التغييرات في نمط الحياة إلى إيقاف عمل الجينات التي تعزز السرطان، وتشغيل الجينات التي تقاومه.
وبالنسبة لطول العمر، فإن كل شيء صحي تفعله يساعد في إيقاف الجينات التي تسبب لك التقدم في العمر، ويساعد على تنشيط الجينات “المعززة للشباب”.
ووفقًا لرويزن، يعتمد طول العمر على ما تفعله في معظم الأوقات.
على سبيل المثال، تناول طعام سيء وعدم ممارسة الرياضة يعني ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة والسكتة الدماغية والسكري والخرف.
ويقول الطبيب المرموق إن “المفتاح هو أن تتخذ، ليس بالضرورة بشكل مثالي، ولكن باستمرار، خيارات صحية تساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة وتهيئك لحياة طويلة. لا تدخن ولا تشرب الكحول، احصل على ليلة نوم جيدة، واتبع نظاما غذائيا صحيا، وتمرن عدة مرات أسبوعيا”.
قاعدة 6+2:
أولا: اعمل على استعادة مستوى ضغط الدم الطبيعي والحفاظ عليه، الهدف هو 110 على 70.
ثانيا: الحفاظ على مستوى صحي من الكوليسترول، الهدف هو 100 ملغم لكل ديسيلتر.
ثالثا: استعادة مستوى الغلوكوز في الدم أثناء الصيام والحفاظ عليه، والهدف هو 100 ملغم لكل ديسيلتر أو أقل.
رابعا: حافظ على وزن صحي بالنسبة بطولك.
خامسا: إدارة الإجهاد المستمر، من خلال النوم بشكل جيد والشعور بالراحة، لأن قلة النوم مرتبطة بالتوتر والقلق وانخفاض المزاج العام.
سادسا: ابتعد عن التبغ واجعل بيتك منطقة خالية من التدخين تماما لأن الدخان يظل في الستائر والمفارش والأرائك كذلك، وحاول الا تتواجد في منطقة بها تدخين، إلا إذا كان في الهواء الطلق وقلل ذلك بقدر ما تستطيع.
أما النصيحتان الإضافيتان اللتان يجب أن تتخذهما في الاعتبار، بحسب رويزن، فهما:
أولا: احرص على إجراء فحص شامل دوري للجسم.
ثانيا: حافظ على تلقي تطعيماتك الدورية في أوقاتها، حيث يوصي رويزن بأن يحصل الجميع على لقاح الإنفلونزا السنوي لأنه يمكن أن يقلل من مشكلات الرئة والإنفلونزا، وكذلك يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
كما يوصي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا بالحصول على لقاح الهربس النطاقي، وأولئك الذين يبلغون من العمر 65 عاما بالحصول على لقاح الالتهاب الرئوي.
وقد يكون سؤال القراء حاليا، من أين يجب أن أبدأ. نصائح رويزن بسيطة للغاية.
أولا: ابدأ حالا بالتخلص من الدهون المشبعة، وتخلص من السكريات المضافة. تناول الحبوب الكاملة، والخضراوات والفواكه، والتزم بالبروتينات الخالية من الدهون مثل السمك والدجاج. فكر في تناول الفيتامينات أيضا.
ثانيا: ابدأ بممارسة التمرينات الرياضية، امشِ ما يعادل عشرة آلاف خطوة في اليوم ومارس تمرينات القوة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، لمدة 20 دقيقة لكل جلسة.
ثالثا: بالنسبة للتوتر، احصل على سبع إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة، وفكر في ممارسة التأمل، واخرج في الطبيعة من حين لآخر، واقض بعض الوقت مع عائلتك وأصدقائك.
رابعا: لا تدخن، وتجنب التدخين السلبي على قدر المستطاع.
ويؤكد رويزن أنه : “لا أحد رائع أو مثالي في كل شيء، لكن المفتاح هو التركيز على فعل المزيد مما هو مفيد لك، وفعل ذلك في كثير من الأحيان”.