وفي ذلك الوقت كان “إنسايت” قد سجل زلزالاً بقوة 4 درجات على مقياس ريختر. وربط العلماء بين الاكتشاف الزلزالي ومشاهدة فوهة جديدة كبيرة، معتبرين أنها إحدى أكبر ضربات النيازك التي تصيب المريخ منذ بدأت “ناسا” في مراقبته ودراسته.
فيما أظهرت صور من كاميراتي المركبة المدارية منطقة الانفجار في الحفرة، مما سمح للعلماء بمقارنتها بمركز الزلزال الذي رصده “إنسايت”، وفق شبكة “سي إن إن”.
قطع من الجليد
كما أوجد اصطدام النيازك فوهة تحتوي على قطع من الجليد كانت مدفونة بالقرب من خط الاستواء المريخي الدافئ، بحسب الدراسة التي نشرت، الخميس، في مجلة “ساينس”، ويعد هذا أحدث اكتشاف لوجود الجليد في الكوكب الأحمر.
كذلك قدر الباحثون أن النيزك كان يتراوح قطره 16 إلى 39 قدماً (5 إلى 12 متراً). وفي حين أنه صغير بما يكفي ليحترق في الغلاف الجوي للأرض، بيد أن ذلك لا يحدث في المريخ الذي يتميز بغلاف رقيق بنسبة 1% فقط من كثافة الغلاف الجوي للأرض.
وعندما اصطدم النيزك بسطح المريخ أحدث فوهة بركان في منطقة أمازونيس بلانيتيا على سطحه يمتد عرضها بمسافة 492 قدماً (150 متراً) وعمقها 70 قدماً (21 متراً)، حيث تطايرت بعض المواد التي خرجت من الحفرة على بعد 23 ميلاً (37 كيلومتراً).
أكبر فوهة
من جهتها قالت رائدة علوم التأثير بجامعة براون، عالمة الكواكب، إنغريد دوبار، خلال مؤتمر صحافي: “من الواضح أن هذه أكبر فوهة جديدة رأيناها على الإطلاق”، مضيفة: “نعتقد أن فوهة بهذا الحجم ستتشكل في مكان ما على الكوكب مرة كل بضعة عقود، وربما مرة كل جيل”.
وأردفت: “لذلك كان من المثير للغاية أن تكون قادراً على مشاهدة هذا الحدث، وقد حدث ذلك أثناء قيام مسبار إنسايت بتسجيل البيانات الزلزالية، وهي هدية علمية حقيقية”.
كما أوضحت أنه إذا حدث زلزال مثل هذا على الأرض، فسيكون كبيراً بما يكفي للإحساس به، لكنه ليس كبيراً بما يكفي لإحداث الكثير من الضرر، مبينة أن “حوالي ألف زلزال بهذا الحجم تحدث على الأرض كل عام، غير أن المريخ أقل نشاطاً من كوكبنا، لذلك كان زلزالاً كبيراً جداً بالنسبة للكوكب الأحمر”.
موجات سطحية
وستساعد دراسة قطع الجليد التي جرى اكتشافها على فهم أفضل للظروف المناخية السابقة على المريخ وكيف ومتى حدث ترسيب ودفن الجليد.
يذكر أن الزلزال الذي نتج عن الاصطدام تسبب في حدوث موجات سطحية (موجة زلزالية) تحركت على طول الجزء العلوي من قشرة المريخ، فيما سوف تساعد البيانات المرسلة من مسبار إنسايت العلماء على دراسة قشرة الكوكب، ومعرفة المزيد عن هيكلها.