احتجاجاً على تعذيب النساء وقتلهن، وبعد أن أثارت قضية مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني موجة من الغضب في لبنان وإيران، نظمت رابطة نوروز الثقافية، و”جين النسائية” و”جمعية المرأة الخيرية”، اعتصاماً اليوم الأربعاء 21 أيلول في ساحة الشهداء، للدفاع عن حقوق النساء وحرياتهن.
وأتى هذ التحرك النسائي، عقب اعتقال شرطة الأخلاق في ايران، مساء الثلاثاء الفائت، الشابة مهسا أميني (22 عاماً)، بسبب عدم التزامها بـ”معايير الحجاب”، المفروضة عليهن في ايران، ما أدى إلى تعرضها للتعذيب من قبل عناصر من الشرطة الإيرانية، ودخولها في غيبوبةٍ لعدة أيام، لتفارق بعدها الحياة.
انتفاضة نسائية
وأمام تمثال الشهداء في بيروت، تجمعت الأمهات والشابات اللواتي قدمن من مناطق مختلفة ومنها برج حمود وعكار والضاحية الجنوبية. وحملن شعارات متعددة تدين الإعتداء الإيراني على النساء. وإلى جانب العلم اللبناني، رفعن أعلام الجمعيات النسائية عالياً وصوراً للزعيم الكردي عبدلله أوجلان، الذي يعتبر الأب الروحي والزعيم السياسي للأكراد في العالم. وصوراً للشابة مهسا أميني ولضحايا أخريات.
إلى الرأي العام..
قدمت النساء المشاركات بياناً واضحاً أمام الرأي العام، أكدن فيه أن “الثورة أنثى”. وأشدن بالاحتجاجات النسائية في إيران، التي تندد بمقتل الشابة التركية مهسا أميني، وأعلنّ انتفاضهن ضد الظلم والاستبداد والطغيان. وعرضن أسماء الشابات اللواتي تعرضن للقمع ثم القتل في الآونة الأخيرة. ومنهن: الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، هفرين خلف، التي قتلت حسب قولهن “على يد المرتزقة في تركيا”، إلى جانب استهداف زهرة مركل ورفيقاتها بمسيرة تركية في مدينة كوباني، وبعدها القيادية الكردية صوصن بيرهات وغيرهن الكثيرات.
وبعد إدلاء البيان، وقفن إلى جانب بعضهن البعض ورفعن عبارات باللغة العربية والإنكليزية ومنهم : انتصرت ثورة الجدائل على اللحى! وذلك تعبيراً عن ضرورة إعطاء النساء الحرية المطلقة. وطرحن عدة أسئلة تدين الجمهورية الإيرانية في التعاطي مع النساء غير المحجبات ومنها “هل تعلم أن جدائل النساء في إيران جريمة”؟
لا تقتلوا الحياة
وتحت شعار “JIN JIYAN AZADI!” الكردي، والذي يعني المرأة الحرة حياة، طالبن من الجهات المعنية ومن المنظمات الحقوقية التضامن مع النساء وحمايتهن، وإعطاءهن كامل حرياتهن. وأمسكن حجابهن بأيديهن وتركن جدائلهن في الهواء الطلق ليؤكدن بأن المرأة تملك الحرية الكاملة في اختيار الحياة التي ترغب بها، ولم يعد مسموحاً أبداً التعرض لحياتهن. كما طالبن بفك القمع الديني عنهن وترك الخيار للنساء في ارتداء الحجاب أو عدم ارتدائه.
الاستعانة بالجمعيات الدولية
وفي حديث “المدن” مع السيدة بشرى علي، وهي من جمعية رابطة جين النسائية، أكدت أن هذا الاعتصام هو الخطوة الأولى لهن، وسيتجهن بعدها إلى تصعيد آخر في الأيام المقبلة. كما أنهن سيقدمن شكوى إلى المنظمات الدولية والحقوقية للدفاع عنهن ومساندتهن. واعتبرت أن قتل النساء وإبادتهن دليلاً على خوف السلطات الإيرانية من صوت النساء وانتفاضتهن.. لاسيما أن حجج الحجاب والاحتشام واهية وغير مقنعة. ولم يعد كافياً الاعتذار أو التحقيق لمعرفة الحقيقة الواضحة. وأن الجمعيات النسائية سترسل بيانها إلى جمعيات حقوقية متعددة، وإلى محاكم حقوقية لاستيفاء حق النساء، ومنها محكمة لاهاي، محكمة حقوق الإنسان وغيرها. وناشدت بضرورة تسليط الضوء على جرائم النساء، بسبب التعتيم الممنهج من قبل السلطات الإيرانية لإخفاء جرائمها.
على الرغم من كل القوانين الداعمة لحرية الفرد في العالم، ورغم كل الاحتجاجات الشعبية في إيران وكل تحركات النساء في العالم لرفض القمع، لا تزال حتى اليوم، الحكومات والمنظمات الحقوقية عاجزة عن ضمان حقوق النساء وحريتهن في اختيار الحياة اللواتي يرغبنها. وما زلن يتعرضن للتعذيب وللقتل تحت غطاء الدين. ويبقى السؤال كم مهسا أميني ستُقتل بعد قبل أن ينتهي هذا الظلم؟