عمّان: «الخليج»
حذر الفنان الأردني موسى السطري، من ظاهرة «المخرج الصوري» التي تنطوي على إدراج أعمال بأسماء مخرجين لا علاقة لهم بإنجازها.
وقال السطري، وهو ممثل ومخرج أردني في رصيده العديد من الأعمال: «هذه الظاهرة أخذت تتسع وهي تُشكل خطراً كبيراً على الفن الأردني في المستقبل، وتتطلب إجراءات حاسمة لوقفها فوراً».
وأوضح السطري أن مهرجانات أردنية رسمية وجهات تحتضن عروضاً جماهيرية، تشترط حصول مخرج العمل على شهادة جامعية أكاديمية في الإخراج حتى تقبل مشاركته، ولا تلتفت إلى مشواره المهني وأعماله وملكاته ومدى تحققه فنياً، وهناك من يقترح على مخرجين لا ينطبق عليهم هذا الشرط تجيير العمل باسم مخرج أكاديمي «على الورق» لضمان المشاركة.
وأضاف: حدث هذا وما زال يتكرر في مرات ومناسبات متجددة، وهناك من يرضخ لذلك ويقبل وضع اسم «مخرج صوري» حاصل على شهادة أكاديمية في تخصصه لا علاقة له أساساً بالعمل ولا يعرف عنه شيئاً بعد الاتفاق بينهما، الأمر الذي يتسبب في تجيير مجموعة أعمال لأسماء شكلية تضعها في رصيدها، وتحصل على مقابل مادي «من الباطن»، وتشارك من خلالها في مهرجانات وفعاليات لاحقة دون أن تبذل أي مجهود في تنفيذها ما يقود إلى فوضى فنية خطرة.
وذكر السطري، أنه تعرض شخصياً لموقف ضمن هذا النطاق مؤخراً قائلاً: «اعتدت تقديم مسرحيات في المدارس، ولديّ رصيد متجدد بصورة شبه سنوية وكُتب رسمية تدعم ذلك، لكن فوجئت باللجنة المعنية تتحدث عن شرط «المخرج الأكاديمي»، لأول مرة وعندما راجعت التعليمات لم أجد بنداً يفرض ذلك بصورة قاطعة».
وتابع: «حاولت الحصول على تصريح من نقابة الفنانين يتيح مزاولتي الإخراج، كوني عضواً في شعبة التمثيل لضمان مشاركتي في «مسرحيات المدارس» لكن دون جدوى، رغم أن ذلك كان متاحاً ضمن ضوابط معينة، فيما نجد في المقابل عدداً من أعضاء شعبة الإخراج يزاولون التمثيل، وأعضاء في شعبة التقنيات يمارسون الإنتاج واستعراضية أجنبية تحصل على تصريح فوراً للمشاركة في فعاليات غنائية وموسيقية».
واعتبر السطري الذي اكتسب حضوراً في أعمال مسرحية وفيلمية ومسلسلات تلفزيونية، فضلاً عن قيادته مجموعة عروض جماهيرية و«كليبات»، إضافة إلى أدائه الغناء الدرامي، أن اشتراط «المخرج الأكاديمي» لا يتوافق مع الفن، في ظل وجود أسماء عالمية وعربية بارزة لم تتخصص في الإخراج جامعياً وحققت إنجازات متميزة وتعد من المرجعيات المهمة.
وقال: «إذا كان الفنان مُعرّفاً ومعروفاً برصيده وقدراته وتجاربه ويمارس الإخراج عن دراية وليس شخصاً طارئاً أو غير متحقق أساساً في المجال، فمن الأجدر منحه فرصة وتقييم النتيجة، كما كان يحدث في مهرجان الهواة الذي نفتقده بعدما أسهم في تحويل المواهب إلى الاحتراف تدريجياً».
وتساءل السطري عن إن كان جميع أعضاء شعبة الإخراج في نقابة الفنانين هم من حملة الشهادات الجامعية في التخصص ذاته وعن منجزات بعضهم الفعلية.
وأضاف: «في مهرجان جرش الأخير، شاركت عشرات المسرحيات الأردنية التي لا نعرف أسماء مخرجي بعضها ولا منجزهم ولا خبرتهم ولا رصيدهم السابق ولا شهاداتهم الجامعية، وهناك بعض العروض لا علاقة لها أساساً بالمسرح وقُدّمت بلا جمهور».