لكن اعتماد الطاقة الشمسية ليس بالأمر السهل، خصوصاً من ناحية كلفته في بلد فقدت عملته أكثرمن 90 بالمئة من قيمتها أمام الدولار، وبات نحو 80 بالمائة من سكانه تحت خط الفقر.
يشكل المغترب اللبناني الداعم الأول لعائلاته وقراه في لبنان عبر مساعدات يقدمها بشكل فردي أو جماعي لذوييه، فيما لم يجد لبنانيون آخرون في البلاد حلا سوى بيع مقتنياتهم لتأمين الطاقة.
كثيرة هي البلدات التي شكلت هذا الصيف نموذجاً عن هذا الواقع، بينما ترزح بلدات أخرى تحت العتمة بسبب عدم قدرة سكانها على دفع فواتير المازوت لأصحاب المولدات الخاصة.
في قرية بجنوب لبنان، يروي مسؤول محلي لموقع “سكاي نيوز عربية” من دون الكشف عن هويته، أن بعض السكان غير الميسورين باعوا مقتنياتهم من سيارات ومجوهرات وأراضٍ للتحول إلى الطاقة الشمسية، تحت وطأة التقنين القاسي وفواتير المولدات في ظل مداخيل محدودة.
تمثل بلدة تولا، في شمال لبنان، واحدة من البلدات التي استفادت من دعم المغتربين، وفق ما أكدت مصادر مجلسها البلدي لموقع “سكاي نيوز عربية”.
في القطاع الشرقي لجنوب لبنان، وفي بلدة شبعا الحدودية، يقول المهندس آدم فرحات وهو من أبناء البلدة، ومتطوع وعضو في فريق عمل “إنماء شبعا، “إنه وبالتعاون مع فريق عمل “خلي عينك على أهلك” في البلدة، “استطعنا إضاءة شوارع شبعا الداخلية والعامة”.
يضيف فرحات “ساهم في هذه المبادرة عدد كبير من مغتربي أبناء البلدة”، ثم أضاف “بالنسبة لإضاءة البلدة “لم يتم ذلك كون البلدة كبيرة وبحاجة الى استمرارية وعدة شبكات لتلبي الحاجة”.
أصدقاء اللبنانيين
ولفت فرحات إلى مساهمة مميزة لأحد أصدقاء المغتربين اللبنانيين أتت للبلدة من دولة خليجية حيث دعم أحد مواطني تلك الدولة شبعا بكمية ممتازة من المصابيح الخاصة بالطاقة الشمسية للشوارع.
وفي العاصمة بيروت، قامت منظمة غير حكومية بمبادرة نصبت بموجبها ألواح شمسية لتوليد كهرباء أضاءت معظم الشوارع الرئيسية كما ساهم أحد النواب الذي ترشح للانتخابات البرلمان في إنارة عدة مناطق بيروتية
المتحكم الأقوى
تقول سمر حمد من سكان بيروت لموقع سكاي نيوز عربية كلفني مشروع الطاقة الشمسية قرابة 6 آلاف دولار وبت أعتمد حصراً على الطاقة الشمسية “صرت أنا المتحكمة بالكهرباء، لا صاحب المولد”.
خلال الصيف الماضي، كانت المواطنة سمر حمد أول من لجأ إلى ألواح الطاقة الشمسية في المبنى الذي تقطنه في بيروت، ثم أقدم أصحاب 5 شقق أخرى على الخطوة ذاتها خلال العام الحالي.
يصف فادي طنوس، وهو مغترب لبناني، الوضع في بلدته في قضاء جبيل بالموحش ويقول “بعد زيارات متكررة للبنان شعرت بوحشة الظلام، خصوصا في الليل، اتصلت بأصدقائي المنتشرين في مختلف دول العالم، شجعتهم على مبادرة إنارة الطرقات وبالفعل اليوم، يشهد طريق طرابلس جبيل وجبيل طبرجا إنارة خاصة بالطاقة الشمسية ساهم في معظمها المغتربين من أبناء البلدات في المنطقة”.
تحذيرات وقلق
• وقوع حوادث عدة بينها احتراق البطاريات أو “تطاير الألواح” في لبنان من فوق الأسطح.
• يحذر خبراء من خطر تركيب الألواح الشمسية من دون تدابير السلامة اللازمة، فيما لا توجد أي رقابة من الدولة على الموضوع.
• تعتمد بلديات عدة في القرى اللبنانية على المغتربين أو المتمولين من أبنائها أو منظمات غير حكومية لوضع أنظمة الطاقة الشمسية، حتى أن أحزاباً سياسية تطرح خدماتها في هذا المجال، في بلد يقوم نظامه على المحاصصة السياسية وتنتعش فيه شبكات الزبائنية.