ودعمت نسخة هذا العام قضية ذوي الهمم من خلال قبول المتسابق جيريمي ميلكونيان، الذي فقد رجله في حادث سير، في خطوة تعدّ الأولى ضمن فعاليات المسابقات الجمالية في لبنان والعالم.
وفي لقاء مع “سكاي نيوز عربية”، صرّح منظّم المسابقة نضال بشراوي: “بعد كورونا قرّرنا أن نقيم هذا الحدث بحضور الجميع لنلتقي سوياً ونثبت أنّ لبنان ما زال بلد الجمال، وأنّه ما تزال لدينا الإرادة والعزم لنقدّم حدثاً جمالياً على الرغم من كلّ الظروف التي مررنا بها”.
وأضاف: “تتميّز دورة هذا العام بمشاركة شاب من ذوي الهمم ضمن المشاركين المتقدّمين للمسابقة، علماً أنّها المرّة الأولى في العالم التي يتمّ فيها قبول شاب من ذوي الهمم في مسابقة جماليّة”.
وتابع: “أردنا أن نثبت أنّه من حقّ هذا الشابّ أن يشارك في مثل هذه المسابقة تماماً كأيّ شاب آخر، حيث أنّه إذا قست عليه ظروف الحياة وفقد رجله في حادث سير، فهذا لا يعني أن تتوقّف حياته”.
من جهة أخرى، صرّح عضو لجنة تحكيم المسابقة وزير السياحة اللبنانيّ السابق إيلي ماروني، لـ”سكاي نيوز عربيّة”: “كان لي الفخر أن أكون أوّل من منح هذه المسابقة التصريح القانونيّ لتنظيمها، وأنا أتابعها باستمرار، تماماً كما أتابع كلّ المباريات الجماليّة التي تعطي عن لبنان أجمل صورة وأفضل وجه نحن جميعاً نسعى لاسترداده لوطننا”.
من جانب آخر، قالت النجمة اللبنانيّة هيفاء وهبي، التي أحيت الحفل: “أجد هذه المسابقة فرصة لنقول إنّ لبنان ما زال واقفاً على رجليه، وإنّه ما زال يتمتّع بالحياة، أمّا بالنسبة لقضيّة ذوي الهمم التي حملتها المسابقة هذا العام، فأنا أجد بأنّ من حقّهم المشاركة الطبيعيّة في الحياة، وبكلّ النشاطات الأخرى، لأنّ فقدانهم لأيّ طرف من أطرافهم لا يعني توقّف الحياة، لا بل أنا أشجّعهم كثيراً، وأحيي مسابقة “مستر ليبانون” على هذه الالتفاتة، وأتمنّى للمتسابق جيريمي ملكونيان حظاً كبيراً في الحياة”.
وعن مشاركتها في لجنة تحكيم المسابقة، قالت النائبة اللبنانية بولا يعقوبيان: “سعيدة بهذه المشاركة، وأؤكّد بهذه المناسبة بأنّ لبنان سيظلّ صامداً، ومشعاً بالجمال وبالأفكار الخلّاقة”.
وعن قضية ذوي الهمم التي حملتها المسابقة لهذا العام، أكّدت يعقوبيان:” علينا أن ننظر لإرادة الأشخاص وعزمهم، وبناء على هذا الأساس نقيّمهم، وأنا أعتبر مشاركة شخص من ذوي الهمم في المسابقة جرأة كبيرة من قبله، وأنا لن أراه سوى شخصاً كامل الأوصاف تماماً كالآخرين، حيث أنّ كلّ أحد منّا فاقد لأمر ما في جسمه”.
من جهته، أضاف عضو لجنة التحكيم الكاتب الفلسطيني المقيم في لبنان شاكر خزعل: “أرتدي اليوم سترة النجاة كرمز لرفع الصوت ضدّ الهجرة غير الشرعيّة، وضدّ من يستغلّ الفقراء في لبنان للترويج لها، إضافة إلى كلّ الأسباب التي تجعل هذا الشعب يهاجر بطريقة مميتة وخطرة”.
أمّا المتسابق الفائز بلقب مستر ليبانون 2020 – 2023، سيف الوليد حرب فكشف لـ”سكاي نيوز عربيّة”:” أبلغ من العمر 23 عاماً، وأنا من منطقة غاريف ـ الشوف في جبل لبنان، وأتخصّص في التربية البدنية في جامعة الأنطونيّة، وأرى أنّ هذا اللقب سيترك تأثيراً إيجابياً على حياتي”.
وعن توقّع فوزه قال: “كنت أتوقّع الوصول إلى المرحلة النهائيّة، ولكن كان هناك منافسين كثر، وهم جميعاً أقوياء، ويستحقّون الفوز باللقب”.
وعن مشاركته في المسابقة رغم فقدانه لرجله، أكّد المتسابق جيريمي ملكونيان: “منذ لحظة تعرّضي لحادث السير الذي أفقدني رجلي، قرّرت أن أوصل رسالة لجميع ذوي الهمم ألّا يفقدوا الأمل والإرادة التي يتمتّعون بها، لأنّ الحياة أكبر من هذه المشكلة، وأشكر منظّم المسابقة نضال بشرواي، وكامل أفراد لجنة التحكيم على منحي هذه الفرصة، وعدم تمييزهم بيني وبين باقي المشتركين”.