أكد أستاذ مكافحة الجريمة في جامعة القصيم البروفيسور الدكتور يوسف الرميح لـ«عكاظ» أن بيان رئاسة أمن الدولة الذي صدر اليوم (الجمعة) بخصوص تفجير أحد الإرهابيين نفسه عندما حاصرته الجهات الأمنية وطلبت منه تسليم نفسه، وهذا بلا شك يدل على نجاح القوات الأمنية السعودية في ملاحقة وتعقب كل من يحاول العبث بأمن ومقدرات هذا الوطن.
وأضاف الرميح أن أمن السعودية خط أحمر ومقدس ولن يمسه أرباب الإرهاب والفكر الضال، وهذه العملية التي تمت بمتابعة هذا الضال كانت نتيجتها تفجير نفسه، وهذا دليل على حرص الجهات الأمنية بمتابعتها الدقيقة وعدم تضييع أي خيط صغير وبسيط في الوصول إلى كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن.
وأشار الرميح إلى أن الجهات الأمنية بكافة أفرعها على درجة كبيرة من التقنية والتدريب ومن الخبرة ومن الكفاءة للتعامل مع مثل هذه الحالات، وهذا يدل بفضل الله على أنه لن ينجو كائن من كان ممن يحاول العبث بمقدرات هذا الوطن.
وأبان الرميح أن مصير هؤلاء هو القضاء العادل الشرعي ليقول كلمته فيهم، لأننا في بلاد التوحيد والمقدسات وبلاد ترفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وفيها ولاة أمر يقيمون حدود الله وأيضا فيها جهات أمنية على درجة عالية من الكفاءة للتعامل مع أمثال هؤلاء الخونة.
وشدد الرميح على أن هذا الإرهابي الضال لم ينفع نفسه في الاختباء وعندما حانت ساعة الصفر واجه القوات الأمنية وفجر نفسه، واستطرد قائلا: «يجب على كل مواطن ومقيم على تراب هذه البلاد أن يكون رجل أمن ويجب تحصين أبناء هذا الوطن من الفكر الضال وكل ما يخالف الأمن بشكل عام خصوصا الفكر الضال لأنه أصعب المهلكات».
مؤكدا على إيجاد برامج دائمة ومستمرة للتعامل مع هذه الأفكار الضالة والشاذة والخارجة عن قيم المجتمع ومبادئه من مرحلة الروضة حتى الوصول إلى المرحلة الجامعية، فلا بد من وجود برامج قوية واضحة مدروسة تُثبت عند هذا الشاب الصغير حب الوطن والسمع والطاعة لولاة الأمر وأهمية الأمن والمجتمع والتنمية الاجتماعية والبشرية.
مشيرا إلى أننا نعيش في هذا الوطن في رغد من العيش الكبير والكل يشاهد في دول العالم الانفلات الأمني والحروب والصراعات، ونحن نعيش في وطننا بكل كرامة وعزة نفس، فلا بد من شكر رب العالمين على هذا الأمن والاستقرار، وكذلك لا بد أن يعي الجميع بأن للأمن قيمة وضحى أبناء هذا الوطن من أجله فرجال أمننا ضحوا بحياتهم واستشهدوا دفاعا عن تراب هذا الوطن كما أصيب آخرون للحفاظ على أمن وطننا وهذا يجعل على المواطن مسؤولية كبرى تضاهي مسؤولية رجال أمن هذا الوطن.
على ذات السياق، تواصل رئاسة أمن الدولة جهودها لمكافحة الإرهاب والإمساك بالخلايا الإرهابية التي تخطط لعمليات تخريبية وتدميرية في الوطن، ونجحت في مطاردة الإرهابيين ووقوعهم في قبضة رجال الأمن الذين يتسمون بالشجاعة والكفاءة التي تؤهلهم لأن يكونوا دائما في الصدارة.
هذا وبعد 7 سنوات وبالتحديد عندما أعلنت وزارة الداخلية في بيانها الأحد 31/1/2016 الكشف عن أسماء الإرهابيين المتورطين في عملية تفجير مسجد الطوارئ في عسير الذي وقع بتاريخ 21/10/1436 وأسفر عن وقوع 11 شهيدا من رجال الأمن و4 شهداء من العاملين من الجنسية البنغلاديشية إضافة إلى إصابة 33 شخصا، أعلنت رئاسة أمن الدولة اليوم (الجمعة) أن المطلوب أمنيا عبدالله بن زايد عبدالرحمن البكري الشهري فجر نفسه بواسطة حزام ناسف. الشهري الذي يبلغ من العمر 39 عاما هو المطلوب رقم 4 على قائمة الإرهابيين المتورطين في هجوم دام استهدف مسجدا لقوات الطوارئ الخاصة السعودية في منطقة عسير 2015 أسفر عن 15 قتيلا.
جريمة مسجد طوارئ عسير
تعرضت قوات الطوارئ الخاصة في عسير في السادس من أغسطس من عام 2015 إلى هجوم إرهابي غاشم إثر تفجير انتحاري قام به أحد العمال، في المسجد التابع لمقر القوات في أبها بمنطقة عسير خلال أدائهم صلاة الظهر، وقد أعلن المتحدث الأمني في وزارة الداخلية في حينها أنه نتج عن التفجير استشهاد 12 من منسوبي القوات و3 عاملين، إضافة إلى إصابة 9 آخرين من بينهم حالات خطرة، وقد تم العثور على أشلاء ربما تكون لمنفذ التفجير الذي استخدم الأحزمة الناسفة في العملية الإرهابية.
تفاصيل الجريمة الإرهابية في عسير:
التجهيزات:
أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية في ذلك الوقت تفاصيل جديدة تم التوصل إليها عن التحقيقات المستمرة حول الكشف عن المتورطين في أحداث تفجير مسجد الطوارئ بعسير، حيث ورد في بيان الوزارة أن منفذ العملية الإرهابية المدعو يوسف سليمان عبدالله سليمان – سعودي الجنسية – ضمن الخلية الإرهابية التي تم الإعلان عنها سابقا بتاريخ 3/12/1436 التي تمت مداهمتها في حي المونسية بالرياض ومحافظة ضرما، حيث كان يقيم الانتحاري يوسف السليمان في شقة بحي الفلاح التي تمت مداهمتها في 15/12/1436، ثم انتقل إلى ضرما ليتدرب على كيفية استخدام الحزام الناسف ولتسجيل وصيته بالصوت والصورة ليتم بثها بعد تنفيذ العملية.
وبعد أن أتم كافة الإجراءات المطلوبة منه تم نقله إلى منطقة عسير بمساعدة الإرهابي فهد فلاح الحربي ثم انضم إلى الخلية الإرهابية التي يقودها الإرهابي سعيد عائض آل دعير الشهراني، وفي تلك الأثناء قام فهد الحربي بإحضار الحزام الناسف إلى عسير عن طريق زوجته عبير محمد عبدالله الحربي ليخفي الحزام عند موضع قدميها في السيارة حتى لا تظهر معالم الجريمة.
تنفيذ العملية الإرهابية:
ارتدى الانتحاري يوسف السليمان الحزام الناسف في يوم تنفيذ العملية الإرهابية، وذهب إلى مقر قوات الطوارئ في منطقة عسير بمساعدة الجندي بقوة الطوارئ الخائن للأمانة ولبلاده الذي غدر بزملائه صلاح علي عايض دعير الشهراني، حيث تأثر بأفكار عمه المسمومة والإرهابية (سعيد عايض الشهراني)، حيث كانت مهمته التغطية على الجريمة الإرهابية، ولكن بفضل الله تعالى تمكن رجال الأمن من الإمساك به ومعه اثنان من المتورطين وهما فؤاد محمد يحيى آل دهوي وصالح فهد دخيل الدرعان وهما سعوديا الجنسية.
أسماء المتورطين الهاربين:
كشفت وزارة الداخلية في بيانها في ذلك الوقت أسماء بقية الإرهابيين المتورطين في العملية الإرهابية التي وقعت في مسجد عسير وهم كالآتي:
1. سعيد عائض آل دعير الشهراني، سعودي الجنسية.
2. طايع سالم يسلم الصيعري، سعودي الجنسية.
3. عبدالعزيز أحمد محمد البكري الشهري، سعودي الجنسية.
4. عبدالله زايد عبدالرحمن البكري الشهري، سعودي الجنسية.
5. عقاب معجب فزعان العتيبي، سعودي الجنسية.
6. ماجد زايد عبدالرحمن البكري الشهري، سعودي الجنسية.
7. مبارك عبدالله فهاد الودعاني الدوسري، سعودي الجنسية.
8. محمد سليمان رحيان الصقري العنزي، وهو أيضا مطلوب ضمن قائمة الـ16 المعلن عنها سابقا بتاريخ 16/8/1436.
9. مطيع سالم يسلم الصيعري، سعودي الجنسية.
هذا وصرح المتحدث باسم رئاسة أمن الدولة اليوم (الجمعة) بأنه إلحاقاً للبيان الصادر بتاريخ 1437/4/21، بشأن الإعلان عن قائمة بأسماء 9 مطلوبين للجهات الأمنية، وامتداداً للمتابعة الأمنية القائمة، فقد تمكنت الجهة المختصة برئاسة أمن الدولة عبر عملية أمنية من تعقب المطلوب رقم (4) من تلك القائمة عبدالله بن زايد عبدالرحمن البكري الشهري، ورصد وجوده عند الساعة (10:00) مساء الأربعاء 1444/1/12 في حي السامر بمحافظة جدة، وعند مباشرة إجراءات القبض عليه بادر بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف كان يرتديه، ما نتج عنه هلاكه وتعرض أحد المقيمين من الجنسية الباكستانية و3 من رجال الأمن لإصابات مختلفة نُقلوا على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.
ورئاسة أمن الدولة إذ تعلن عن ذلك لتؤكد مواصلتها بعزيمة وإصرار وحزم في التصدي لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن هذه البلاد واستقرارها وسلامة المواطنين والمقيمين على أراضيها ولن يكون بمنأى عن قبضة رجال الأمن بمشيئة الله لينال جزاءه الرادع. والله الهادي إلى سواء السبيل.