“الأمور مفتوحة على المجهول.. وثمة قلق من أن يكون كل ما أشيع عن قرب التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل قد ذهب أدراج الرياح”. هذا ما قاله مصدر سياسي لبناني على صلة بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لـ”الشرق”.
المصدر اللبناني ألمح إلى “عودة الأمور إلى المربع الأول”، بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الوسيط الأميركي آموس هوكستاين إلى بيروت، ولقائه الرئيس اللبناني ميشال عون بحضور المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم ونائب رئيس المجلس النيابي الياس أبو صعب.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه شركة “إنرجيان باور” تأجيل عمليات التنقيب في حقل “كاريش”، في ما بدا وكأنه “محاولة لشراء الوقت وتفادي التوتر”، وفقاً لما أفاد به المصدر اللبناني.
مطلب إسرائيلي جديد
وقال المصدر لـ”الشرق” إن لبنان كان ينتظر أن يحمل هوكستاين في جعبته مقترحات جديدة تتيح إحراز خرق في هذا الملف الشائك، لكنه “فوجئ” بأن الوسيط الأميركي “يحمل شروطاً إسرائيلية جديدة، بدا أقرب إلى تبنيها، ومن بينها مطالبة لبنان بالتخلي عن نقطة حدودية استراتيجية برية تقع في منطقة رأس الناقورة الحدودية مع فلسطين المحتلة وتعرف بالنقطة B1، لصالح إسرائيل”.
وكشف المصدر أن طرح الوسيط الأميركي “فاجأ المسؤولين اللبنانيين”، لافتاً إلى أن هوكستاين أشار إلى أن “إسرائيل قدمت تنازلات في الحقول البحرية، أبرزها التنازل عن حقل قانا كاملاً للبنان، وبالتالي يفترض على لبنان أن يلاقيها في منتصف الطريق ويقدم تنازلاً مقابلاً في البر (..).
وأفاد المصدر اللبناني بأن “أخطر في الطرح الأخير الذي حمله الوسيط الأميركي، هو أنه ينسف الخط الحدودي البري المرسوم بين لبنان وفلسطين المحتلة منذ عشرينات القرن الماضي، بما يستدعي إعادة تعيينه وترسيمه، انطلاقاً من تبدل السيادة على النقطة B1”.
“خروج مشرّف”
بناء على ما تقدم، لم يستبعد المصدر اللبناني أن يقوم عون (الرئيس ميشال) “بقلب الطاولة”، خصوصاً أنه بات في الأيام الأخيرة من ولايته، وبالتالي أن يسعى إلى “خروج مشرّف” من القصر الرئاسي، يظهره “لا يساوم على حقوق لبنان الوطنية ولا يفرط بها”. وأشار إلى أن ذلك قد يكون من خلال العودة إلى “توقيع المرسوم 6433 الذي يثبت أحقية لبنان بمساحة أوسع بكثير مما تم التوافق عليه، تصل إلى 2290 كيلومتراً مربعاً، وإيداعه الأمم المتحدة، مما يغير قواعد اللعبة وينسف جميع المعادلات القائمة”.
هوكستاين “متفائل”
وكان الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، آموس هوكستاين،قال عقب لقائه المسؤولين اللبنانيين الجمعة، إن الجمعة، المحادثات حققت “تقدماً جيداً جداً”.
وأضاف الوسيط الأميركي للصحافيين خلال مغادرته قصر بعبدا بعد لقاء الرئيس عون، “أحرزنا تقدماً جيداً جداً، وأنا متفائل بشأن التوصل لاتفاق”.
من جانبها أكدت رئاسة الوزراء في لبنان، الجمعة، أنها ستُبلغ الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل آموس هوكستاين بالرد اللبناني على المقترحات الأميركية “في وقت قريب”.
وقال مصدر رسمي لبناني لـ”الشرق”، إن محادثات الوسيط الأميركي، “اتسمت بالإيجابية”، مشيراً إلى أن هوكستاين طرح في لقاءاته في لبنان “تفاصيل تتعلق بترسيم الخط 23”.
وأوضح المصدر ذاته أن الجانب الإسرائيلي “طلب إيضاحات بما إذا كان ترسيم هذا الخط ينطلق من حدود النقطة B1 أو من أي نقطة بديلة، مع تسليمه بأن حقل قانا سيكون من حصة لبنان”.
وشدد الوسيط الأميركي، وفق المصدر، على “ضرورة تقديم التوضيحات قبل الأول من نوفمبر المقبل”.
وأكد المصدر، نقلاً عن هوكستاين أن السلطات الإسرائيلية أجلت التنقيب في حقل كاريش إلى نوفمبر المقبل.
اقرأ أيضاً:
Google News تابعوا أخبار الشرق عبر