التخطي إلى المحتوى

تسيطر القوات الروسية على أكبر محطة نووية في أوروبا وسط اتهامات متبادلة بين كييف وموسكو بشن غارات وتحذيرات دولية من “كارثة” تهدد سلامة منشأة زاباروجيا والمناطق والدول المحيطة بها. 

لكن أوكرانيا تعد واحدة من الدول القليلة التي تدرك تبعات وقوع كارثة نووية، وفقا لما ذكرته صحيفة “ذا إيكونوميست” في تحليل، ففي 26 من أبريل عام 1986، خرج المفاعل رقم أربعة عن السيطرة في منشأة تشيرنوبل النووية خلال اختبار، مما نجم عنه سلسلة من الانفجارات وانصهار لب المفاعل. 

واليوم تمر أوكرانيا بمخاوف الكابوس ذاته، حيث تتهم القوات الروسية كييف بمحاولة دس قنبلة لتوجه التهم بأي حادث لموسكو. 

وفي 19 أغسطس الجاري، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، إن مسؤولية أي كارثة مستقبلية تقع على عاتق “واشنطن ولندن وحلفائهما”. 

وتتساءل الصحيفة في تحليلها: “هل هناك خطاب قد يستدعي حذراً أعمق”؟ 

ومنذ إحكام السيطرة عليها في مارس الماضي، تستخدم موسكو محطة زاباروجيا كمستودع لمعداتها ومركباتها العسكرية، وأشار شهود إلى أن روسيا تستخدم المحطة درعا، ولإطلاق الصواريخ على مواقع تمركز القوات الأوكرانية في مدنتي نيوبول ومارهانيتس، الواقعتين مقابل المحطة على الضفة الأخرى لنهر دينبرو. 

وأصيبت المحطة بصواريخ عدة، إلا أنها سقطت بعيدا عن البنى التحتية الأساسية. وألقت موسكو باللوم على كييف بإطلاق تلك الصواريخ. 

لكن بوتر كوتين، مدير شركة “إينيرهو آتوم” المشرفة على تسيير عمليات “زاباروجيا”، قال إن الصواريخ أطلقت من مواقع خاضعة لسيطرة موسكو قرب المحطة، وذكر أن القوات الروسية تمركز شاحنات محملة بمتفجرات قرب اثنين من المفاعلات النووية الخمسة. 

وأشارت “ذا إيكونوميست” في تحليلها إلى أن “الضباب الذي تفرضه البروباغندا من الجهتين” يخفي الوضوح حول خطورة الموقف، مستبعدة أن تحصل كارثة مثل تشيرنوبل، إلا أن احتمال تسرب انبعاثات ملوثة وارد.  

وذكرت أن عمال المحطة، الذين يزيد عددهم عن 10 آلاف ولا يزالون فيها، كانوا قد حظوا بتدريب للتعامل مع مختلف السيناريوهات، مثل وقوع زلزال أو في حال سقطت طائرة تجارية على زاباروجيا. 

وذكرت أن المحطة في تصميمها تعتمد السلامة أولوية قصوى، إذ تحوي قبة للحماية من التسرب الإشعاعي، ومياه تبريد لمنع تكرار ما حصل في تشيرنوبل، لكنها تذكر إن المنشأة لم تصمم لتصبح قاعدة عسكرية في بؤرة حرب نشطة، كما أنه لا توجد بروتوكولات يمكن أن يعتمدها الموظفون “المرهقون” في حال وقوع غارات عسكرية على المفاعلات. 

ومن المحتمل أن يعمد الروس إلى وقف عمل المفاعلات في خطوة، وفق وصفهم، تأتي للحماية من الغارات الأوكرانية. 

ونقلت “ذا إيكونوميست” عن كوتين، الذي أدار زاباروجيا سابقا، قوله إن إيقاف المفاعلات قد يرفع من درجة الخطورة، إذ ستضطر المحطة إلى اعتماد نظام التبريد الاحتياط، كما أن الاستعانة بمولدات تعمل على الديزل محفوف أيضا بالمخاطر. 

وفي حال تدمير نظام التبريد، ستفصل 90 دقيقة عن بدء انبعاثات مشعة، ويضيف “هؤلاء الجنرالات لا يعلمون شيئا عن الطاقة النووية”.

ويرى رئيس الوكالة الأوكرانية للطاقة النووية أن الكرملين “يعمل على هندسة أزمة لتحقيق مصالح” الروس، لتبرير تحويل الطاقة من الأوكرانيين إليهم. 

وأكد أن عمال المحطة تلقوا تعليما بهذا الصدد، مضيفا أن “هناك أمرا يجري”، وأن جميع الموظفين، باستثناء الأساسيين أوصوا بعدم القدوم للمحطة في 19 أغسطس. 

Scan the code