بدا واضحاً أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل قد نَسب إنجاز ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل لنفسِه ولحزبِه، في حين أعلن نفسهُ “سيّد” معادلة “حقل قانا للغاز مقابل حقل كاريش”، جاعلاً “حزب الله” وكأنه تحت إمرتِه عسكرياً وفي خطوة تثبيت المعادلات.
ففي خطابه، أمس السبت، من “الفوروم دو بيروت” في ذكرى 13 تشرين الأول، قال باسيل: “لمّا وضعت بـ 21 ايار 2022 معادلة ان “لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا” – وين كانوا؟ لمّا (الأمين العام لحزب الله) السيّد حسن نصرالله من بعدها ثبّت هالمعادلة بقوة المقاومة وصواريخها ومسيّراتها؛ وين كانوا؟ صاروا يخوّفوا من الحرب ويتهموه بالتسبّب فيها! ونحنا نقول انو هيدا لمصلحة لبنان وما في حرب، وهيدا رح يجيب الاتفاق بسرعة ولصالحنا، وين كانوا؟ حدا يقلّي”.
في كلامِه، حاول باسيل تصوير نصرالله كـ”مُلحق له”، معتبراً أن الأخير قد تبنى معادلة “قانا – كاريش” التي أطلقها، لكنه في الوقت نفسه “صلّح الموقف” حينما أقرّ بـ”قوة المقاومة وصواريخها ومسيراتها”.
ما قاله باسيل كان مسموعاً لدى أوساطٍ سياسيّة مقرّبة من “الثنائي الشيعي”، إذ أعربت عن استغرابها ممّا قاله باسيل، وقالت لـ“لبنان24”: “فليقُل ما يريد، لكن المعادلة ثابتة ولا يمكن أن يكون الإنجازُ لطرفٍ على حساب آخر. ما قام به باسيل يضرب تماماً روح الوحدة التي تجلّت في ملف ترسيم الحدود وقد كان الرؤساء الثلاثة متمسكين بها بمعزلٍ عن أي مُعادلات”.
وتابعت: “لبنان أخذ حقل قانا بموجب الخط 23 وليس بموجب معادلة باسيل. كذلك، فإنه ليس صحيحاً ما قاله الأخير، لأن نصرالله لم يتبنّ تلك المعادلة، وللتذكير، فقد قال أمين عام حزب الله في تموز الماضي: المعادلة الجديدة هي كاريش وما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش.. أنا لا أقول كاريش وقانا.. المسألة عندي أكبر من هكذا بكثير”.
ووفقاً للمصادر، فإنّ “باسيل أقحَم نفسه في نرجسيّة سياسية جعلتهُ ينتشي بنصرٍ ليس له”، وأردفت: “كلام نصرالله واضحٌ تماماً، ويبدو أن باسيل لا يقرأ ولا يسمع جيداً، بل إنه يفهم ما يريد وتحريف الكلام استناداً إلى مصالحه السياسية، وهذا ما حصل”.