وانخفضت معدلات الإصابة بالإيدز في أوغندا من 20 في المئة من السكان البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة إلى 5.5 في المئة في العام 2022.
يقول واتيتي لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه عندما بدا عمله طبيبا مبتدئا في مستشفى “روباجا” بالعاصمة الأوغندية كمبالا بعد تخرجه من كلية الطب في جامعة ماكيريري في العام 1985 “كان مرض الإيدز وقتئذ يضرب بقوة في كافة أنحاء البلاد؛ وكان الوضع مأساويا إلى حد كبير”.
وبعد عام من ممارسة مهنته في ذلك المستشفى، وجد الطبيب الشاب نفسه ضمن قائمة المصابين، لكنه ورغم الفاجعة لم يستسلم وبدأ في خوض معركة مزدوجة للتعايش مع المرض من جهة ومساعدة الملايين من المصابين من الأوغنديبن من الجهة الأخرى.
ومع تقدمه في السن وحصوله على المزيد من التأهيل الأكاديمي، تزايدت مضاعفات المرض لدى ماتيتي حيث أصيب بأمراض أخرى؛ لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة مسيرته نحو العمل من أجل تحقيق هدف الوصول إلى جيل خال من المرض بحلول العام 2030.
ويوضح ماتيتي الذي بدا بصحة جيدة ونشاط حيوي عندما تحدث إليه موقع “سكاي نيوز عربية” من منزله في إحدى ضواحي العاصمة كمبالا؛ أن العمل في مجال مكافحة الإيدز ليس تحديا شخصيا فحسب، بل طموح من أجل إنقاذ البشرية على المستوى الوطني على الأقل.
ويشير ماتيتي إلى أن المنظمات الوطنية الناشطة في مجال محاربة المرض تعمل وفقا لاستراتيجيات وطنية ودولية عبر وسائل تعليمية وعلاجية وتوعوية مختلفة.
عمل واسع النطاق
وفي الواقع، تعكس جولة بسيطة في أنحاء العاصمة كمبالا ومدن البلاد الرئيسية الأخرى مدى الاهتمام الكبير بمكافحة المرض الذي يشكل معضلة اقتصادية واجتماعية وصحية كبيرة في دولة أوغندا الواقعة في شرق إفريقيا، والتي كانت إحدى البلدان الأكثر تأثرا بالمرض خلال العقود الأربعة الماضية.
وتنتشر في الشوارع والفنادق والمطاعم والحانات ملصقات التوعية بالمرض وطرق الوقاية منه. ورغم أن حياة الليل تبدو أكثر رواجا في المدن والمناطق السياحية والأندية الليلية، إلا أن معدلات الوعي بمرض الإيدز تبدو مرتفعة بشكل ملحوظ.
وفي الجانب الآخر، تنتشر في الأحياء الفقيرة المزدحمة بالسكان، العشرات من المراكز والمنظمات والجمعيات الحكومية والطوعية التي تعمل في مجال تيسير الخدمات العلاجية والتوعوية.
في هذا السياق، تقول هيلدا كازيتو مديرة البرامج في مركز معلومات الإيدز في كمبالا لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن المجتمع الاوغندي أصبح أكثر انفتاحا على تلقي برامج التوعية خلال السنوات الماضية. وتوضح “المأساة كانت كبيرة للغاية خلال السنوات العشرين الأولى من بدء انتشار المرض؛ الناس كانوا يموتون بالآلاف ولا يعرفون السبب أو لا يريد أقاربهم الكشف عن السبب وآلاف الأطفال كانوا يولدون ناقلين الإصابة من أمهاتهم”.
وتابعت أن “الوضع اختلف تماما خلال السنوات الأخيرة، مؤكدة أن أكثر من 70 في المئة من الحوامل المصابات بتن يطلبن المساعدة الطبية اللازمة التي تمكنهن من إنجاب أطفال أصحاء وهو ما انعكس إيجابا على معدلات الإصابة في أوساط المواليد التي تراجعت إلى أقل من 2 في المئة مقارنة مع 26 في المئة في بداية القرن الحالي.
تبدو نتائج معركة أوغندا مع مرض الإيدز أكثر وضوحا في الجانب المتعلق بتقليص معدلات الوفيات؛ فعلى الرغم من الارتفاع النسبي في تكلفة العلاج، إلا أن الدعم الحكومي والدولي أسهم إلى حد كبير في تسهيل عملية حصول أكبر عدد من المصابين على الجرعات العلاجية مما أدى إلى تقليص معدل الوفيات بنحو 88 في المئة خلال الأعوام الثلاثين الماضية.