صحيفة المرصد: علق الكاتب محمد الساعد، على حادثة فتيات دار رعاية عسير، قائلاً:”في العام 2012 استخدم «الإخوان المسلمون» المتسترون طالبات جامعة الملك خالد في أبها لإحداث قابس التفجير والتثوير الذي عملوا عليه لعقود طويلة.. فما هو هذا القابس؟”.
فتيات عسير
وأوضح الساعد، في مقاله “فتيات عسير.. من الجامعة لدار الرعاية”، المنشور بصحيفة “عكاظ”:”يعمل الإخوان طوال سنوات على صناعة الكوابيس ونشر الإحباط ونزع الثقة والاقتتال بين الفئات والأقليات لإحداث خصومة بين المجتمع والدولة، سعياًَ وراء صناعة السيولة التي تسهّل لهم القيام بالتثوير يوماً ما، ثم يبحثون عن قابس لإشعال النار في أطراف البلد وغالباً ما يكون هذا القابس حادثة عابرة لكنها تحظى بتعاطف جمعي، وإذا لم يجدوها حاولوا صناعة حادثة يوهمون الناس بأنها حادثة عفوية”.
العاطفة الجمعية
ولفت:”دعونا نذكّر بحادثة المصري خالد سعيد، وهو شاب اتهم بحيازة المخدرات وبيعها في إحدى المدن المصرية، كان من الممكن أن تمر كحادثة عادية مثل أي متعاطٍ للمخدرات في أي بلد في العالم يقبض عليه ويحقق معه، لكن وفاته المفاجئة خلال فترة الاحتجاز دفعت إخوان مصر إلى إضرام النار حول قصته واستدعاء العاطفة الجمعية، الإخوان المسلمون الذين مكّنهم الرئيس الأسبق حسني مبارك وأعطاهم ثلث البرلمان خانوه، لقد جهزوا الملعب جيداً ضده بقضايا التوريث من ناحية، وتحميله الفشل الاقتصادي من ناحية أخرى، واغتيال شخصيته وتمريغ سمعته، وتصويره كدمية بيد أبنائه وزوجته، وبالرغم من أنها مجرد شائعات لكنها جهّزت المصريين ليوم موعود”.
تفجير الوضع
وأكمل:”لم يستطع الإخوان تحويل «خالد سعيد» إلى قابس لتفجير الوضع كما كانوا يتمنون، وهي الحادثة التي وقعت في أول 2010، لكنهم استغلوا احتجاجات 25 يناير 2011 لتحويلها إلى أيقونة يلتف حولها المتظاهرون ويبررون احتجاجاتهم التي أدّت في النهاية لإحراق مصر وإغراقها والانقلاب على مبارك”.
إحداث الفتنة
وأردف:”لم تكن السعودية بعيدة عن المؤامرات، وحاول الإخوان وحلفاؤهم من أعداء السعودية في الإقليم والعالم إحداث الفتنة فيها بأي طريقة، ولم يكن أمامهم إلا صناعتها بدلاً من انتظارها، وكالعادة ظنوا أن السيولة التي صنعوها طوال عقود ضد الحكم والدولة في المملكة جاهزة، حتى قال بعض رموزهم إن الفرصة التاريخية حانت، بل إن أحدهم عاد من جنوب أفريقيا ظناً منه ومن أتباعه أنه سيكون خميني السعودية”.
طوق الولاء
واستطرد:”كانت الدول تموج من حول المملكة المستقرة، وكانت الدعوات للاحتجاجات التي يتبناها جناح الإخوان في لندن تفشل دائماً، بل إن وكالات الأنباء والصحف والقنوات الأجنبية جاءت في إحداها بعدما أكدوا لهم أن اللحظة التي لطالما انتظرها الإخوان قد حانت، ألم يقسّموا المجتمع إلى ليبرالي تغريبي ومحافظ، ألم يدعموا الإرهاب والتفجيرات ضد المصالح الغربية وضد الطوائف، ألم يشوّهوا الدولة والحلقات المحيطة بها لكسر طوق الولاء الذي تحظى به، إلا أن تلك المحاولات منيت بفشل ذريع وبقي الشعب ملتفاً حول قيادته”.
الالتفاف الشعبي
وأبان:”جاء افتعال صدام محدود بين طالبات جامعة الملك خالد 2012 ليكون قابس التفجير المنتظر حسب أمنيات الإخوان، ثم يقومون بدفع شبيبة الإخوان في الجامعة لإكمال الخطة وتوسيعها، ومن ثم تزوير قصص خيالية عن الصدام وتفاصيله وأنه يمس البنات المعزولات كل ذلك كان مرسوماً من أجل توظيفه في الإعلام الغربي والإقليمي المنحاز لهم، ومع ذلك لم تنجح المؤامرة التي صنعوها على أعينهم، بسبب بسيط وعميق جدا وهو الالتفاف الشعبي الصلب حول الدولة”، مشيرا:”أما لماذا هذه الجامعة بالذات، فالإخوان يرون في اليمن الجار الجنوبي بيئة جاهزة للتسلل منها إلى الأراضي السعودية ودعم أنصارهم لو نجحت خطتهم، مستدعين تجربة بني غازي الليبية والكذب والتزوير الذي نشر حولها عن مرتزقة وقتل واعتداءات لم تكن حقيقية، لكن الترويج لها خدع الليبيين وصدّق الكثيرون تلك الأكاذيب”.
حدث عفوي
وتابع:”بالنسبة لي فإن أي حادثة تحصل وإن كانت بريئة -مثل حادثة دار الرعاية الاجتماعية في أبها- لا بد من النظر إليها من جميع الزوايا، لمعالجتها أولاً، ولفهم أعماقها ثانياً، فلعل ما نراه هو جزء من الحقيقة المغيبة عمداً من أطراف تسللت وحاولت العبث، وكذلك الحذر من أن هناك أطرافاً جاهزة في الداخل والخارج لتوظيف أي حدث عفوي، أو صناعته من أجل التفجير الذي ينتظرونه”.
دار رعاية عسير
وختم:”حادثة فتيات دار رعاية عسير تذكرني فوراً بفتيات الجامعة، أما التنظيم الخارجي الذي تفاعل مع القضية وكان جاهزاً بالأفلام والقصص قبل انتهاء التحقيقات فهو يستدعي التوقف أمامه طويلاً، هل هذا هو القابس الذي انتظره تنظيم الإخوان في الخارج بالتعاون مع بعض أعوانهم في الداخل، من أجل تفجير المجتمع بعدما يئسوا من انجرافه وراء دعواتهم وشائعاتهم”.