التخطي إلى المحتوى

تعرضت الأسهم الأميركية لضغوط خلال تعاملات يوم الثلاثاء مع ارتفاع عائدات الخزانة لمستويات لم تشهدها منذ سنوات بعيدة، إذ يستعد المتداولون لقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشدد الذي من المتوقع أن يرفع أسعار الفائدة إلى مستويات ما قبل الأزمة المالية في عام 2008.

أدى انزلاق الأسهم بعد ارتفاعها يوم الإثنين إلى دفع مؤشر S&P 500 للتراجع بأكثر من 10% من أعلى مستوى له في 16 أغسطس والذي يمثل ذروة الارتفاع من أدنى مستوياته في يونيو.

وخلال تعاملات الثلاثاء تراجع حوالي 93% من شركات المؤشر، مع تراجع جميع المجموعات الرئيسية. فيما اقتربت عوائد السندات لأجل سنتين من 4%. كذلك يراقب المستثمرون التطورات الجيوسياسية وسط أنباء عن تحرك الكرملين على عجل لإجراء تصويت على ضم المناطق التي لا تزال القوات الروسية تسيطر عليها في أوكرانيا.

مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على وشك وضع المزيد من “الألم” الذي حذروا منه عندما ينشرون توقعات جديدة للاقتصاد يوم الأربعاء. حيث من المتوقع أن تظهر التوقعات ارتفاعاً كبيراً في معدلات البطالة في المستقبل باعتبارها الثمن الذي سيُدفع لخفض التضخم. ومن المتوقع أيضاً على نطاق واسع أن يقوم المسؤولون برفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في وقت يقول عدد قليل من مراقبي السوق إن رفع السعر بمقدار نقطة كاملة قد يكون مطروحاً أيضاً.

بالنسبة إلى تشارلي مكيليجوت، محلل استراتيجي الأصول المتعددة في نومورا سيكيورتيز إنترناشونال، فإن السوق يقلل من احتمالية أن يختار الاحتياطي الفيدرالي تحركاً أكبر بمقدار 100 نقطة أساس. وبالإضافة إلى مفاجأة التضخم الأسبوع الماضي، استشهد تشارلي بحقيقة أن كلا من سوق العمل والأجور لا تزال “ساخنة” منذ خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بجاكسون هول في نهاية أغسطس.

وبحسب مسح بلومبرغ، يتوقع اثنان فقط من 96 محللاً شملهم الاستطلاع، زيادة بمقدار نقطة مئوية كاملة هذا الشهر.

قال جارجي تشودري، رئيس استراتيجية استثمار iShares للأميركتين في شركة بلاك روك: “فكرة رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة وخفضها فوراً مرة أخرى في منتصف عام 2023 يجب أن تتجمد”. وأكد على ضرورة الموقف المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بقوله “نعتقد أننا ندخل نظاماً جديدًا يتسم بتقلبات هيكلية عالية وتباطؤ النمو”.

يرى نورييل روبيني، الذي تنبأ بشكل صحيح بالأزمة المالية لعام 2008، ركوداً “طويلاً وقبيحاً” يحدث في نهاية عام 2022 يمكن أن يستمر طوال عام 2023 وتصحيحاً حاداً لمؤشر ستاندرد آند بورز 500. وقال روبيني “حتى في حالة الركود الناعم البسيط، فإن مؤشر S&P 500 يمكن أن ينخفض ​​بنسبة 30%”.وفي حالة “هبوط صعب حقيقي” الذي يتوقعه، يمكن أن ينخفض المؤشر ​​بنسبة 40%.

Scan the code